حذر أطباء من مقاومة المضادات الحيوية، التى أدت لإنتاج بكتيريا شرسة تقاوم المضادات الحيوية الحالية التى يستخدمها الانسان بكثرة لعلاج أدوار البرد والأنفلونزا.
ولأهمية هذا الموضوع خصص المؤتمر الموحد للكبد،والجهاز الهضمى، والأمراض المعدية جلسة خاصة عن مشكلة مقاومة المضادات الحيوية،ومدى قدرتها على التخلص من الأمراض المنتشرة وخصوصا فى عدوى المستشفيات، وبعد العمليات الجراحية.
المضادات الحيوية سلاح ذو حدين
استعمال المضادات الحيوية باستمرار يؤدى لانتاج بكتيريا شرسة
وقالت الدكتورة وفاء كمال أستاذ الباطنة بطب عين شمس، إن مقاومة المضادات الحيوية مشكلة عالمية نظرا لاستعمال المضادات الحيوية بشكل عشوائى ومتكرر، مما أدى الى مقاومة البكتيريا لها وخصوصا فى المرضى الذين يخضعون للعمليات الجراحية او زراعة الكبد او مرضى السرطان الذين يعانون من ضعف المناعة ،ويحتاجون إلى مضادات حيوية قوية وفعالة.
المضادات الحيوية
وأشارت إلى أن هناك دول تقوم بتكوين فرق طبية لضمان استعمال المضادات الحيوية بشكل سليم،ومعرفة نوع المضاد الحيوى ،والجرعة المناسبة ومدى تناوله عن طريق الفم، أو عن طريق الحقن، مشيرة إلى أن كل هذا يحتاج إلى قرار سليم من الطبيب،مؤكدة أن ايرلندا قامت بعمل برامج كثيرة للأطباء،وحتى الأطفال، من خلال الألعاب المصممة على الكمبيوتر والموبايل، وذلك للتوعية بخطورة المضاد الحيوى بسكل متكرر وبدون وصفة طبية.
بلاش مضادات حيوية عند الشعور بالبرد
الأمراض الصدرية أكثر تاثرا بمقاومة المضادات
وأشارت الدكتورة إيمان بدوى أستاذ مساعد الأمراض الصدرية بطب عين شمس، إلى أن الأمراض الصدرية من أكثر التخصصات تاثيرا بالعدوى المقاومة للمضادات الحيوية، موضحة أن هناك عدوى بكتيرية، وفيروسية ،وفطرية، مضيفة أن العدوى البكتيرية مثل مرض الإلتهاب الرئوى، من أكثر أنواع العدوى فتكا لمرض نقص المناعة.
وأضافت أن العدوى الفيروسية تعتبر من موضوعات الساعة نظرا لانتشار مرض سارس،وعدوى كورونا بالشرق الأوسط، وظهور فيروسات تحمل مقاومة لمضادات الفيروسات المعتادة، وهنا يمكن استخدام علاج مركب من توعية من الأدوية أو اللجوء للعلاج المناعى، أما العدوى الفطرية فى الجهاز التنفسى فهى فى ازدياد، وذلك للإستخدام المفرط للمضادات الحيوية.
من جانبه قال الدكتور أشرف خميس أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى بطب بنها،أن هناك برنامجا لترشيد استخدام المضادات الحيوية.
د ايمان بدوى
مقاومة المضادات ستصبح السبب الرئيسى فى الوفيات
من جانبها قالت الدكتورة مها التونى أستاذ أمراض الباطنة بطب عين شمس، رئيس الجمعية العربية للأمراض المعدية ومضادات الميكروبات، أن مقاومة المضادات الحيوية عامل رئيسى يهدد البشرية، مضيفة :"إذا لم يتم إتخاذ اجراءات وقائية صارمة ستكون مقاومة المضادات الحيوية أحد الأسباب الرئيسية للوفيات بحلول عام 2050 ، موضحة ان الاجراءات الوقائية تستلزم ترشيد استخدام المضادات الحيوية فى الانسان والحيوان والنبات.
وقالت إنه يتم استخدام المضادات الحيوية فى بعض المزارع كمحفزات للنمو فى بعض المزراع الحيوانية والسمكية، مما ينتج عنه حمل الحيوانات والأسماك لهذه الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية ونشرها عن طريق خروجها مع الفضلات وتلوثها للبيئة والنبات.
وتابعت :"وفى حالة عدم الغسيل الجيد للخضروات ،وعدم الطهى الجيد للحوم والأسماك قد تكون مصدرا لنشر الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية،وهذه المشكلة عالمية وليست فى مصر فقط".
تعرف على طرق مكافحة مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية
وقالت أن الاستراتيجيات العامة لمنع انتشار الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية تتمثل فى الآتى:
اولا: تطبيق برنامج ترشيد إستخدام المضادات الحيوية فى الإنسان والحيوان والنبات.
ثانيا : الكشف المبكر عن الحالات المصابة
ثالثا : تطبيق الإجراءات الخاصة بمكافحة العدوى فى المنشآت الصحية، وعلى رأسها الالتزام بغسل الأيدى قبل ملامسة المريض، وقبل التدخلات الجراحية الطبية، وبعد ملامسة المريض، وبعد التعرض لسوائل الجسم.
رابعا : تطبيق العزل الوقائى للحالات المشتبة فى إصابتها.
خامسا : الحد من الانتشار الميكروبى لمرضى الرعاية الحرجة، عن طريق استخدام أنواع محددة من مطهرات الجلد للرعاية اليومية للمرضى ذوى القساطر بالرعاية المركزية، ومرضى الجهاز التنفسى.
سادسا: نشر الوعى بالمجتمع حول ترشيد استخدام المضادات الحيوية لمنع انتشار الميكروبات المقاومة، والالتزام بتعليمات الأطباء،مع الاهتمام بتوعية الأطفال.
ممنوع المضادات الحيوية عند الشعور بالبرد اوارتفاع الحرارة
وقالت الدكتورة منى واصف رئيس قسم الباثولوجيا الإكلينيكة بطب قصر العينى، أن استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائى أدى إلى مزيد من انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتى أصبحت غير فعالة ،ولا تأتى بنتيجة، لأن المريض يستسهل عند إصابته بالفيروس، أو دور برد، فيلجأ للصيدلى الذى يعطيه مضاد حيوى مما يؤدى إلى إنتاج أنواع جديدة من البكتيريا المقاومة للمضادات.
،وأوضحت أن هناك طرقا لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، فلا بد من تكوين فريق عمل لإجراء اختبارات الحساسية للمضادات الحيوية، وذلك من خلال تكوين فريق طبى من المعمل، متخصص بالأمراض المعدية.
ووجهت رسالة للناس قائلة:"بلاش أخذ المضاد الحيوى لمجرد إرتفاع درجة الحرارة، أو الشعور بآلام بالحلق أو الإسهال".
