أكرم القصاص

«بريكست» وسياسة الخوف المتبادل

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال الرحلة التى قطعتها بريطانيا من الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبى إلى توقيع اتفاق يخفف من تأثيرات الخروج يظل مستقبل رئيسة الوزراء تريزا ماى رهنا بقدرتها على إقناع البرلمان البريطانى بالتصويت على الاتفاق، لكن الأمر لايبدو سهلا، وأكبر معركة تواجهها تيريزا ماى، هى إقناع أعضاء حزب المحافظين الذين سيعرض عليهم خلال ديسمبر صفقة الخروج للتصويت عليها فى البرلمان.
 
وإذا كانت رئيسة الوزراء عاجزة عن إقناع المحافظين فإن الأكثر صعوبة هو اقناع حزب العمال وباقى المعارضة، وحسب الجارديان فقد أعلن 85 من أعضاء حزب المحافظين أنهم لا يستطيعون تأييد اتفاقية بريكست، لكن حتى موعد التصويت تراهن ماى على إقناع المزيد من الأعضاء بالموافقة.
 
حتى مؤيدو البريكست يرون أن صفقة تيريزا ماى مع الاتحاد الأوروبى هزيمة ثقيلة وصفقة بريكست ملامح، لكن فى حالة هزيمة الصفقة والتصويت ضدها لن يكون أمام تريزا ماى إلا تقديم استقالتها لتلحق برئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون الذى وافق على الاستفتاء حول البريكست، وجاءت النتائج على عكس توقعاته فخرج لتحل تريزا ماى مكانه وتواصل مساعيها للخروج الآمن من الاتحاد الأوروبى، وفى حال نجاحها فى تمرير الاتفاق أمام البرلمان، فسوف تحصل على مساحة جديدة للسياسة وهو أحد الاحتمالات القائمة، خاصة أن أى رئيس وزراء كان يمكن أن يخلف كاميرون لم يكن أمامه سوى اتخاذ المسار الذى اتخذته ماى، حتى لو كان على عكس إرادتها.
 
ومن الطبيعى أن تلعب السياسة دورها فقد أعاد تونى بلير رئيس الوزاء الأسبق الدعوة لاستفتاء جديد، ويرى أن هذا هو السبيل الوحيد لمواجهة اتفاق ماى مع الاتحاد الأوروبى، لكن مطلب بلير بالرغم من أنه يمثل قطاعا من البريطانيين، لكنه لم يلق استجابة من المحافظين، بلير قال لبى بى سى، إنه يمكن استفتاء المواطنين على الاختيار بين «بريكست الصحيح» أو البقاء فى الاتحاد الأوروبى، ويسعى العمال لاقناع عدد اكبر من اعضاء البرلمان بهذا.
 
لكن رئيسة الوزراء تريزا ماى ترد بالقول إن البرلمان سيصوت على اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبى، قبل أعياد عيد الميلاد، وأكدت «لن يكون هناك استفتاء ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبى»، مضيفة «أنا أؤمن أنه حينما أن يكون الأمر يتعلق باحترام إرادة الشعب البريطانى، فيجب أن يضع الجميع هذا الأمر فى اعتبارهم».
 
وهناك احتمالات لأن تنجح ماى فى تمرير الاتفاق ولو باغلبية ضعيفة، استنادا لخوف من أن تخرج بريطانيا من دون اتفاق وهو احتمال يرتب تداعيات مختلفة فيما يتعلق بالعمل والعلاقة من الاتحاد وسير البضائع والمهاجرين، وباقى الملفات التى تثير قلق البريطانيين، وعليه فإن كل الأطراف السياسية تراهن على تخويف ما لتحصل على انتصار سياسى. وفى كل الأحوال هناك واقع جديد يطل على أوروبا وبريطانيا مع العام الجديد، ليشير إلى أن السياسة تظل كما هى لعبة الخوف المتبادل للسلطة والمعارضة، لكن تبقى الدول الديموقراطية قادرة على إدارة خلافاتها بالجدل، والمناورة لتحل السياسة والآراء المختلفة أكثر التحديات، بأقل الخسائر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة