لم تعد الاختلافات السياسية والاقتصادية بين أوروبا والولايات المتحدة خافية، وصارت تجد طريقها للعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعى خاصة «تويتر» الذى أصبح ساحة للجدل السياسى واللمزات السياسية والملاسنات الساخرة.
ويحتل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، المساحة الأكبر من التويتات التى يعبر بها عن مواقفه السياسية تجاه خصومه وحلفائه أيضًا. وترامب أثار بقراراته غضبًا وتوترات فى أوروبا، بقراراته عن الحماية التجارية وفرض رسوم على واردات أمريكا وما يراه الأوروبيون نوعًا من الشعبوية غير المرغوبة، وتراجعًا عن اتفاقيات التجارة الحرة. وربما لهذا ظهرت دعوة فرنسا وألمانيا لتشكيل جيش أوروبى فى وجود حلف الناتو، وتحدث الرئيس الفرنسى ماكرون عن تشكيل «فى تصريحات إذاعية» عن حماية فرنسا «فيما يتعلق بالصين وروسيا وحتى الولايات المتحدة». واحتلت المصالحة بين ألمانيا وفرنسا مكانة بارزة فى مراسم إحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى. وفى خطاب أمام البرلمان الأوروبى قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «يجب أن نعمل نحو رؤية تشكيل جيش أوروبى حقيقى، مشيرة إلى أن هذا الجيش لن يكون ضد الناتو، وإنما امتداد له.
حديث الجيش الأوروبى ودعم ميركل لرؤية ماكرون أغضب ترامب، الذى سخر عبر «تويتر» من هزيمة فرنسا واحتلالها من قبل ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية، وقال ترامب «ماكرون يقترح بناء جيش أوروبى لحماية أوروبا من أمريكا والصين وروسيا مع أن ألمانيا هى التى كانت مصدر التهديد فى الحربين العالميتين الأولى والثانية. كانوا وبدا الفرنسيون يتعلمون الألمانية فى باريس قبل وصول الولايات المتحدة».
الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون قد تحدث حول الجيش الأوروبى، وقال فى خطابه بمناسبة الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى «عندما تقول مصالحنا أولا ولا يهمنا الآخرون نضحى بأغلى شىء فى أى أمة وهو قيمها الأخلاقية وانتقد ما أسماه الانجذاب إلى العنف والهيمنة». وهو ما بدا انتقادا لترامب، ولهذا رد الرئيس الأمريكى فى تويتة ساخرا من ماكرون «مشكلة إيمانويل أنه يعانى من تدنى مستوى شعبيته بشدة «26%»، ومستوى بطالة يبلغ 10%. وهو يحاول تشتيت الانتباه. بالمناسبة، لا توجد دولة أكثر وطنية من فرنسا، إنهم شعب فخور للغاية، ولهم الحق فى هذا»، وكان ترامب يرد بأن الفرنسيين أيضًا لديهم وطنية مبالغ فيها.
ومن السياسة للاقتصاد فقد اتهم ترامب فرنسا بإعاقة بيع النبيذ الأمريكى فى فرنسا بفرض رسوم على واردتها من النبيذ الأمريكى، كتب ترامب على «تويتر»، «بالنسبة للتجارة، فرنسا تنتج نبيذا رائعا، لكن الولايات المتحدة أيضا تفعل. المشكلة هى أن فرنسا تُصعّب على الولايات المتحدة بيع نبيذها فى فرنسا وتفرض رسوما باهظة بينما أمريكا تسهل الأمر أمام النبيذ الفرنسى وتفرض رسوما قليلة للغاية. هذا ظلم، وينبغى أن يتغير»، فيما بدا اتجاه لرفع الرسوم على النبيذ الفرنسى.
وقد رفضت الرئاسة الفرنسية التعليق على تغريدات ترامب واعتبروها تستهدف جمهور ترامب فى الولايات المتحدة. لكن تبقى تغريدات ترامب وردود نظرائه فى أوروبا عاكسة لخلافات سياسية واقتصادية بين أمريكا وحلفائها .كأنهم يعيدون ذكرى الحرب الأولى فى ذكراها المئوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة