موقف محرج لـ أنيس منصور بسبب بطلة رواية لـ ألبرتو مورافيا.. اعرف القصة

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018 04:00 م
موقف محرج لـ أنيس منصور بسبب بطلة رواية لـ ألبرتو مورافيا.. اعرف القصة أنيس منصور
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أرشيف الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور العديد من الحكايات والمواقف الطريفة، التى ذكرها الأديب الكبير فى كتاباته أو فى بعض مقالاته الصحفية، لعل من بينها حكاياته مع الأديب الإيطالى البرتو مورافيا.
 
ويعد أنيس منصور أول من قدم الإديب الإيطالى، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ111، إذ ولد فى 28 نوفمبر 1907، للعربية، بعدما ترجم رواياته "فتاة من روما".
 
وربما كان لتلك الرواية، حكاية طريفة، وموقف محرج، وقع فيه أنيس منصور، بسبب بطلة الرواية، الحكاية كما رواها الكاتب الكبير، فى عموده "موقف" بجريدة الأهرام المصرية، فى العدد 41987، المنشور فى 20 نوفمبر عام 2001.
 
أنيس منصور تخيل بطل العمل إدريانا هى نموذج لكل الفتيات فى روما، وبحسب ما يذكره هو: ولم أعد استمع إلى أى حوار إلا إذا كان نسخة مكررة مما تقوله ادريانا،‏ ولم تكن ادريانا إلا فتاة من مخلفات الحرب العالمية الثانية وما فعلته الفاشية فى إيطاليا‏، والرواية جنسية سياسية اجتماعية‏، والمؤلف عبقرى،‏ وكان خطأ فادحا وقعت فيه‏.‏ فليست كل البنات كذلك‏، ولا المجتمع هو بالضبط ما صوره مورافيا‏.‏ وإنما هى صورة‏..‏ شريحة‏..‏ قطاع رقيق اختاره وبرع فى تصويره‏.‏
 
الغريب أن أنيس منصور، لم يكن انتهى من قراءة الرواية كلها، وعندما قابل فتاة إيطالية، أعجب بطريقة حديثها، قال لها إنها تشبه أدريانا بطلة الرواية، ويبدو إنها وبخته، وعندما قابل الأديب الإيطالى ألبرتو مورافيا، قال له: هذه غلطة أخرى تستحق عليها العقاب‏‏.
 
وأشار "منصور" إلى أن "مورافيا" اقترح عليه الذهاب إلى الأماكن التى استوحى منها روايته‏،‏ وروايات أخرى جميلة‏،‏ وأكثر من ستين قصة قصيرة ترجمت منها إلى العربية أربعين‏، وبالفعل ذهب الكاتب الكبير إلى نفس الأماكن‏، لكنه كما يوصف:‏ لكن الذى رآه الكاتب ليس الذى رأيت‏،‏ فهو قد عاش وأضاف وأبدع‏،‏ فالكاتب ـ ونسيت أننى كاتب أيضا ـ ينظر إلي ما ينظر الناس ولكنه يري ما لا يرون‏.
 
ويوضح أنيس منصور ما رآه فى تلك الأماكن معبرا: وتسلطت على خيالى فتيات مورافيا حتى خيل لى وأنا اعبر ميدان‏ (‏ سديرا‏)‏ أننى رأيت واحدة منهن‏،‏ وقد جاءت هذه الرؤية أو الرؤيا فى الصفحات الأخيرة من كتابى ‏(‏ حول العالم فى ‏200‏ يوم‏)‏ وأدهشنى ذلك،‏ ورحت أنادى لكن الزحام ابتلع حروفى الواحد بعد الآخر،‏ وارتدت إلى حلقى ولم تخرج منذ ذلك الحين من سنة‏1959.
 
وتابع: جلست على منضدة صغيرة عند ملتقى ميدان البندقية وشارع الكورسو،‏ كما كنت أفعل قديما وكثيرا،‏ فلا رأيت ولا سمعت ولا عاودتنى خيالات وذكريات زمان‏، فالذى ذهب كدمع العين اذا سقط لا يعود‏.‏ إذن لقد ذهب كل شىء ولا يحيى العظام وهى رميم إلا الله‏..‏ ولم تعد لخيالى هذه القدرات القديمة‏.‏ ولما وجدت المقعد جافا والهواء باردا والشارع صاخبا‏،‏ والألوان قد توارت في لون واحد‏، وتوقف الزمن لملمت بقاياى ومشيت‏.






مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة