أحمد إبراهيم الشريف

معاً من أجل حماية الحدود ثقافياً

الخميس، 29 نوفمبر 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تعيش مصر وحدها فى العالم، بل إن حدودها، وذلك جزء من مكانتها فى العالم، يتشابك مع ثقافات أخرى، لذا وجب علينا التنبه إلى هذه الحدود والعمل على تنميتها، ومن نعم الله وفضله علينا أن المناطق التى كانت تشهد عنفا فى الفترة الأخيرة قد تراجعت خاصة سيناء، وبالتالى علينا أن ننتقل إلى المرحلة التالية فى حماية هذه المناطق الحدودية معتمدين على الثقافة.
 
وذلك لأن الاهتمام الثقافى هو الذى يستطيع أن يتحرك بهذه المناطق إلى الأمام ويدخل بها فى إطار التنمية، لأنه سيكون معتمدا على فكرة الهوية والانتماء، وهو أمر ليس سهلا فهو يحتاج خطة محكمة تناسب الظروف التى يعيش فيها أهل المناطق الحدودية، خاصة أن هذه المناطق المصرية لها طبيعتها الخاصة وتنوعها الثقافى المختلف الذى يتطلب بدوره طرقا مختلفة فى التعامل معها، ويحتاج لاستراتيجيات ثقافية مغايرة لما هو معهود من المؤسسات الثقافية، التى إما أن تكون غائبة تماما وغير موجودة، وإما أن تكون «منه فيه»، بمعنى أن تعتمد على الندوات الداخلية التى لا تقدم جديدا، بل تزيد الأمر سوءا، عندما لا يجد الشباب الناشئ فى هذه المناطق أى جديد أو مختلف عن الذى نشؤوا فيه، وهنا تنقطع علاقاتهم بالعالم المحيط المركزى، وبالتالى يسعى كل واحد منهم للبحث عن مفهوم خاص به عن الانتماء لهذا الوطن، وهنا تكمن الخطورة.
 
إذن الثقافة المطلوبة للتعامل مع هذه المناطق تحتاج حساسية معينة تقوم على المشاركة، مثلا لماذا لا يتم افتتاح مركز ثقافية، ويتم عقد مؤتمرات ثقافية كبيرة يحضرها كل أدباء مصر الكبار، وتتم تغطية إعلامية كبرى له، ولماذا لا يحدث ذلك فى سيناء وفى السلوم وفى سيوة والنوبة، ولماذا لا يتم استدعاء أبناء هذه المناطق للمشاركة فى المؤتمرات التى تقيمها العاصمة، ليس على أساس أنهم «كوتة» يعبرون عن هذه المناطق التى جاءوا منها، لكن بصفتهم مثقفين مصريين لهم صوتهم الثقافى الذى يكمل الصورة المصرية العامة.
 
الانتماء ليس أغنية نرددها، ونطالب الآخرين بأن يرددوها وراءنا، لكنها إحساس عاطفى ومادى أيضا ينبع من التعامل المباشر مع الوطن، يجب أن يشعر ابن الحدود أنه جزء من المركز، وأنه جزء من المتن، وأن الهامش الذى يسكن فيه ليس أكثر من خط رفيع قوى يربطه بقلب الوطن.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة