قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن بعض المهاجرين الذى وصلوا الحدود الجنوبية للولايات المتحدة قد بدأوا فى العودة إلى بلدانهم فى أمريكا الوسطى فى ظل ما يواجهونه من شهور الانتظار فى المكسيك.
وتشير الصحيفة إلى اتخاذ قرار العودة من قبل المهاجرين الذين أمضوا شهرين فى المشى عبر المكسيك أملاً بدخول الولايات المتحدة، يعد تراجعا دراميا، وإشارة على مدى سوء الأوضاع ومدى الاندهاش الذى يصيب بعض العائلات عندما يعلمون بتفاصيل العملية القانونية المطولة لطب اللجوء إلى الولايات المتحدة.
وتقول إيفون أجوري، منسقة برامج بالمنظمة الدولية لهجرة التى تساعد المهاجرين فى العودة إلى بلدانهم إن المهاجرين يتخذون هذا القرار لأسباب متعددة، فالبعض لديه أقارب مرضى، والبعض الثانى يفقد عائلاته وآخرين يتفاجأون بالأوضاع التى لم تكن كما تخيلوها".
وتوضح الصحيفة أنه لا يزال هنا أكثر من 6 آلاف مهاجر من القوافل موجودين بالمجمع الرياضى فى تيخوانا على الحدود، وأغلبهم ينوى الانتظار أسابيع أو أشهر للتقدم بطلب لجوء للولايات المتحدة، إلا أن الأعداد التى تتخذ قرارات أخرى سواء بالبقاء فى المسكيك أو العودة لأمريكا الوسطى تتنامى ببطء.
ومنذ انطلاق برنامج منظمة الهجرة قبل أسبوع، وقع 50 مهاجرا للعودة إلى بلدانهم الأصلية، وفى الأيام القليلة المقبلة، ستستقل المجموعة الأولى طائرات تجارية حتى جنوب المكسيك، ثم يواصلون العودة إلى بلادهم مستقلين حافلات على الأرجح.
يأتى هذا فى الوقت الذى كشفت فيه دراسة أن عدد المهاجرين بشكل غير مشروع فى الولايات المتحدة انخفض إلى 10.7 مليون فى عام 2016 مسجلا أدنى مستوياته منذ 2004 ويرجع ذلك بشكل كبير إلى تراجع عدد المهاجرين القادمين من المكسيك.
وأوضحت الدراسة التى أجراها مركز بيو للأبحاث بالاعتماد على بيانات التعداد الأمريكى وأرقام أخرى بداية من عام 2016، أن عدد المهاجرين بشكل غير مشروع فى الولايات المتحدة تراجع باطراد منذ أن بلغ ذروته عام 2007 عندما سجل 12.2 مليون.
ويعتقد الباحثون أن جزءا من هذا التراجع يعود إلى الركود الاقتصادى الذى تعرضت له الولايات المتحدة عام 2007 والتعافى البطئ بعد ذلك الأمر الذى حد من فرص العمل للمهاجرين.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد هدد بإغلاق الحدود مع المكسيك بشكل دائم فى أعقاب الاشتباكات التى وقعت قبل يومين مع محاولة بعض المهاجرين دخول الحدود، حيث أطلقت عليهم العناصر الأمريكية غاز مسيل بالدموع.
وكان عدد الموجودين على الحدود صغير نسبيا، إلا أن الاضطراب الذى جاء مع محاولة المهاجرين تسلق السياج والعدو نحو ممرات السيارات للوصول إلى الولايات المتحدة ومشاهد الأمهات والأطفال الذين اختنقوا من الغاز المسيل للدموع تمثل تصعيدا خطيرا للأزمة، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة