وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، التحية والتقدير لكافة المشاركين فى منتدى شباب العالم على أرض الفيروز، مشيداً بالشباب المصرى الذى ورث عظمة أجداده من تاريخ وحضارة، وتابع:"أعلن كامل انحيازى لشباب مصر والعالم من أجل العبور إلى المستقبل على مبادئ الحضارة الإنسانية".
وأضاف الرئيس السيسى، خلال كلمته بالمنتدى الثانى لشباب العالم، المنعقد بمدينة شرم الشيخ، قائلاً:"إن حلم شبابنا كان صناعة حرة وخالصة يلتقى فيها شباب العالم من كل جنس ولون ودين وعرق ليجدوا سوياً مساحات مشتركة تتلاقى فيها أحلامهم ويتبادلون الرؤى ويعبرون عن آرائهم فيما يواجهه عالمنا اليوم من تحديات وإشكاليات.. ذلك الحلم الواعد الذى يبحث عن السلام والإبداع بدلاً من الخوض فى الصراعات الضيقة".
وأكد الرئيس السيسى أن الشباب المصرى ممتلئ بالحماسة والوعى وتأصلت فيه شخصية وطنه بالأعمدة السبعة للحضارة، والتى شكلت وجدانه وصاغت رؤيته الإنسانية وصنعت بداخله نقطة تلاقى للحضارات والثقافات والأديان، وأصبح الرقم الأهم فى معركة بناء الوطن التى نخوضها فى معركة طالت الإقليم ومصر.
وتابع: "بينما تعصف هذه التحديات بدول وحضارات حولنا استطاعت شباب أمتنا مجابهة التحديات وواجهوا الإرهاب بالفن والثقافة قبل السلاح، وشرعوا فى بناء الوطن واثقة خطواتهم ومتسارعة، وأقول بصوت الحق والحقيقية أن أمتنا قد صاغت خلال السنوات القليلة رؤية جديدة قائمة على العودة للأصول الإنسانية ومبادئ الحضارة وتسعى لاستبدال أطروحات الصدام الحضارى بالحوار، وترسخ لفكرة الاختلافات الثقافية واحتوائها بدلا من محاولات فرض الرؤى والأيدلوجيات بالقوة، فقد كانت هذه الرؤية نابعة من الثراء الحضارى المكونة للشخصية المصرية بأبعادها السبعة.
واستكمل الرئيس السيسى قائلاً:"فمصر الفرعونية التى كانت مبدأ الحضارة والتاريخ اكتسبت أبعاد مكانية ثلاثة ترتبط بامتدادها الإفريقى والآسيوى والمتوسطى، ثم تطورت بامتزاجها بالأبعاد الحضارية اليونانية والرومانية والقبطية والعربية والإسلامية، ومن ثم أصبحت مصر هى الرقم الصحيح فى المعادلة الدولية والإقليمية الساعية لإيجاد حلول واعية لهذه الصراعات، والقادرة على زيادة الرقعة المشتركة التى ستجمع الفرقاء من أجل عالم أكثر سلامًا واستقرارًا ينعم بالمحبة والتآخى ويستعيد إنسانيته المفقودة".
وواصل: "شباب العالم المجتمع فى أرض الكنانة.. أدعوكم للحوار الجاد والبناء على مدار فعاليات هذا المنتدى، وأرجو أن تجنحوا بأحلامكم إلى آفاق الإبداع وأن تعقدوا العزم على إنفاذ إرادتكم مخلصين لها ولو كره الكارهون.. ابدعوا بعقولكم وأحبوا الحياة بقلوبكم وانطلقوا نحو الغد الذى سيليق بكم.. اجعلوا اختلاف أديانكم وألوانكم وأجناسكم قيمة مضافة لحلمكم وثراء لمستقبلكم ولا تتفرقوا أبدا.. اجعلوا كنزكم فى رحلة إلى المستقبل الواعد المفعم بالسلام والمستقبل والتنمية.. مارسوا بالصدق وآمنوا بتحقيق الحلم، فالأحلام لا تسقط بالتقادم".
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن أنه سيدعم مبادرة الشباب المصرى الرامية للعودة إلى الإنسانية والعمل على إرساء قواعد السلام والمحبة والانحياز إلى الحوار الحضارى الإنسانى القائم على تعاليم الأديان السمحة التى جعلت عمارة الأرض وحسن الخلق قاسماً مشتركاً بينها بعيداً عن التطرف والغلو لمعتقد أو دين، مشدداً على أنه يعلن ذلك من على أرض سيناء التى يفوح منها رائحة المحبة ويظللها غمام السلام وتشرق شمسها بالتسامح والمودة.
وأضاف الرئيس السيسى، قائلاً:"فى هذا المكان وضعت لبنة أولى لنصب تذكارى يذكرنا بأن الله قد استودع الحياة فى قلوب البشر وعلينا أن نحفظ أمانة الله فى قلوبنا سأعمل ومعى المصريين على نشر رسالات البناء والتنمية والعدل متسلحين برقائق الحضارة المصرية الفريدة وشخصيتها المتميزة على مدار العصور..وسوياَ سنرددها..تحيا الإنسانية يحيا السلام تحيا الحضارة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة