سخرت سيدة حياتها كلها لبناتها، تعمل ليل نهار من أجل الايفاء بمتطلباتهم اليومية، تحلم باليوم الذي ترى فيه بناتها بالفستان الأبيض حتى تطمئن عليهن في منازل الأزواج، لكن ظروف الحياة الصعبة دفعت الأم للاقتراض من أجل بناتها لتوفير مسكن ملائم، وشراء مستلزماتهن، حتى وصلت الديون 50 ألف جنيه، فعجزت عن السداد، لتدخل السجن قبل أن يصدر لها قرار بالعفو الرئاسى عنها.
وقالت الأم "كريمة.م": "لم أدخل السجن بسبب جريمة مخلة بالآداب، لقد دخلت السجن بسبب قلة حيلتي وعدم قدرتي على بالانفاق على بناتي وتوفير حياة كريمة لهن".
وأضافت:"اقترضت من جاري لشراء متطلبات لبناتي، وعندما حل موعد السداد عجزت عن الوفاء به، وصدر ضدي حكم بالسجن لمدة 3 سنوات، قضيت منها نحو 4 أشهر، ليصدر بعدها قرار بالعفو عني بعد سداد ديوني من صندوق "تحيا مصر"، والتصالح مع الدائن".
وعن تجربتها داخل السجن، قالت الأم:"البعض يعتقد أن السجن مكان للتعذيب، وفي حقيقة الأمر، تلقينا هناك معاملة كريمة طوال فترة وجودي بالسجن، وتحرص إدارة السجن على تعليم السجينات حرف متنوعة، ما بين تطريز وخياطة وغيرها من الحرف التي تدر على السجينات أموال، حيث تحصل النزيلة على جزء من الربح، بعد بيع المنتجات في معارض السجون".
واضافت الأم :"تسمح إدارة السجن للسجينات بساعات تريض والذهاب للمكتبة للقراءة، وهناك سجينات يذهبن لغرف الموسيقى، كما كانوا يسمحون لنا باستقبال أولادنا من خلال الزيارات الرسمية".
وعن الدورس المستفادة من السجن، قالت الأم:" تعلمت الصبر في السجن، وتأكدت أن الدولة لا تنسى أحد، حيث سارعت في سداد ديوني من صندوق تحيا مصر، ونجحت في "لم شمل" أسرة بسيطة من جديد، فكل التقدير لرئيسنا الذي يشعر دائماً بمحدودي الدخل والبسطاء من الناس".