على قدر اهتمام الرأى العام الأمريكى بانتخابات الكونجرس والمرشحين فيها، على قدر ما يكون الاهتمام بالإعلانات والدعاية الانتخابية، والتى فى نظر الكثير قد تكون بطاقة تعريف بالمرشح وتوجهاته بدلا من قراءة برنامجه الانتخابى بالكامل.
وفى انتخابات الكونجرس 2018 كانت حرب الإعلانات على أشدها حيث تم صرف الملايين على الأفكار الممختلفة سواء كانت العادية أو المجنونة أو حتى العنصرية فى تصوير الإعلانات.
مرشح إرهابى
أبرز هذه الإعلانات كانت للمرشح الديمقراطى عمار كامبا نجار، عن سان دييجو، المنحدر من أصول فلسطينية مكسيكية استغل جذوره فى صناعة فيديو دعاية له يصور نفسه فيه كإرهابى محتمل، حتى يبدو الفيديو وكأن من صنعه هو خصومه من الحزب الجمهورى.
ويظهر فى الإعلان ومدته 30 ثانية فقط أن "كامبا نجار يعمل على اختراق الكونجرس، وأنه يستخدم 3 أسماء مختلفة حتى يخفى صلته بالإرهاب، وأن جده هو العقل المدبر لمذبحة مطار ميونخ" ثم يقول الإعلان "عمار كامبا نجار لا يحظى بدعم سكان سان دييجو" قبل أن يختم الإعلان بعبارة "عمار كامبا نجار .. خطر أمنى لا يمكن تجاهله".
أغانى الراب
أما المرشح الديمقراطى الأسود عن مدينة نيويورك أنطونيو ديلجادو، فروج لنفسه بطريقة تهدف لاستمالة الناخبين من السود والشباب، وكانت الطريقة هى إذاعة أغنية راب من أغانى المرشح عندما كان يطمح للنجومية، وكانت الأغنية مليئة بعبارات الشتائم والإهانات للرؤساء الأمريكيين، بدلا من التركيز على خبرات المرشح السياسية كمساعد سابق لنانسى بيلوسى، ثم يختم الإعلان بعبارة "أنطونيو ديلجادو لا يمكن أن يكون صوتنا فى الكونجرس.
إعلان عسكرى
وحتى النساء كان لهن نصيب أيضا من الإعلانات العنيفة، حيث قدمت مارثا مكسالى، نفسها بناء على خبراتها العسكرية كطيارة مقاتلة فى القوات الجوية الأمريكية وأنها شاركت فى حرب أفغانستان، لكن المرشحة الجمهورية زادت فى استمالتها للعسكريين الأمريكيين والتيار المحافظ باستخدام الإسلام كهدف فى دعايتها حيث قالت إنها تتسامح فى انتشار قوانين الشريعة لكنها ستعمل على دعم حرية الأديان حسب القيم الأمريكية فقط.
قصة حياة فى 3 دقائق
فيما استخدمت المرشحة الديمقراطية فى تكساس، إم جاى هيجار، قصة حياتها فى فيديوكليب مدته 3 دقائق ونصف تتحدث فيه عن تجربتها كطيارة إنقاذ فى أفغانستان وكيف أن إصابتها جعلتها تتقاعد عن الخدمة العسكرية، قبل أن تتزوج ويصبح لها أطفال ومع ذلك لا تستطيع الحصول على وظيفة بتأمين صحى بسبب إصابتها فى الخدمة، الأمر الذى جعلها تترشح فى الكونجرس من أجل تقديم رعاية صحية أفضل، والملاحظ هنا أن هيجار رغم أسلوب الفيديوكليب فإنها مع أغلب الديمقراطيين يركزون الأن على قضية الرعاية الصحية وذلك بعدما أصبح قانون أوباما للرعاية الصحية "أوباماكير" أكثر شعبية بفضل محاولات الجمهوريين إلغاءه بدون أن يكون لديهم بديل جاهز.
مشاكل عائلية
أما أغرب الدعاية على الإطلاق فكانت انضمام 6 من أشقاء المرشح الجمهورى بول جوسار، لمنافسه الديمقراطى ديفيد بريل لتصفية مشاكل عائلية، وقاموا بتصوير فيديو الدعاية الخاص بالمرشح المنافس لشقيقهم تحت عنوان "بول جوسار ليس مناسبا لكم"، وكان الأشقاء الستة يختمون الإعلان بقولهم إنهم أخوته لكنهم يدعمون ديفيد بريل.
وبنفس الوسيلة قام الأخوين جيمس وراندى برايس بجلب مشاكلهما فى إعلان دعاية انتخابية، حيث قام الشرطى جيمس راندى بتسجيل فيديو يشهر فيه شقيقه هو يتم القبض عليه، ونشر تغريدة كتبها الأخ المقبوض عليه كان يقول فيها "عندما تتحول الشرطة للإرهاب"، وذلك لتشويه أخيه لصالح المنافسين الجمهوريين.
وبحسب إحصائية لمركز ويسلر ميديا، فإن انتخابات التجديد النصفى 2018 شهدت أكثر من 2.2 مليون فقرة إعلانية على التلفزيون، تكلفتها تعدت المليار دولار، بزيادة 70% عن انتخابات التجديد النصفى 2014.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة