أثار إعلان شركة أمازون العالمية للتسويق الإلكترونى إنشاء دار نشر، حفيطة العديد من دور النشر فى الوقت العربى، وترك الأمر سؤالا محيرا، هل ما فعلته أمازون سيشكل خطورة حقيقية على تلك الدور، أم ستكون محفزا قويا للتفكير فى التطوير بالنسبة لدور النشر الموجودة بالوطن العربى؟
فى التقرير التالى قمنا بعمل لقاءات مع أصحاب دور النشر المشاركة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب، للإجابة على تلك الاستفسارات.
وقال محمد خضر مدير مبيعات دار الشروق للنشر والتوزيع، بكل تأكيد سوف يتم التأثير على دور النشر فى الوطن العربى ولكن بنسبة معينة، مشيرا إلى أن هذا الأمر أيضا سوف يكون له عامل إيجابى لدور النشر بشكل كبير، حيث سيكون هناك اهتمام أكبر بالتطوير واختيار الأعمال الجيدة التى تساعد على الانتشار واستقطاب القارئ، وأيضا الانتشار السريع وتوزيع وتسويق الكتاب عبر منافذ البيع الكبيرة وعبر منصات التواصل الاجتماعى.
وأضاف "خضر"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المستهدف الاساسى من هذا المشروع هو القارئ العربى، حيث من المفترض أن يتم بيع وشراء الكتاب الإلكترونى من منصة البيع الخاصة بأمازون، ولكن بيع الكتاب الورقى سوف يكون من خلال المكتبات الكبرى بالوطن العربى، وهذا ما سوف يفكر فيه المؤلف أيضا، لذا أرى أننا لم ولن نتأثر بهذا المشروع، والكتاب الكبار لن يكونوا هدف لأمازون.
"اليوم السابع" فى معرض الشارقة
من جانبه قال الناشر يوسف القحطانى، مدير دار الراتب الجامعية فى لبنان، إنه إذا عمل الناشر العربى على تطوير نفسه، فلا يوجد أحد يستطيع مزاحمة الناشرين حتى لوكانت كانت إمكانياته تشمل كل الكون، سواء كانت فى النشر الرقمى أو الورقى، ويجب أن نبحث عن المطلوب، فالمطلوب أعمال بسيطة وسهلة، ففكرة الإندماج بين دور النشر حديثة الولادة، ولكن بدا عدد من الناشرين العرب التفكير بها.
وأوضح "القحطانى" أنه رغم كل الركود الذى نراه فى صناعة النشر، وهو موجود لدينا فى الوطن العربى وفى أوروبا وأمريكا وكندا وكل البلاد، لكن الأزمة الحقيقية تكمن فى أن فكرة الاندماج دور النشر مع بعضها وصلت متأخرة، فهناك شركات نشر وتوزيع ضخمة وكبيرة متلحمين مع بعضهم البعض وهذا يشكل قوة وتنوع، ونحن فى حاجة إلى اندماج، وإذا حدث ذلك فسنلاحظ عدم وجود أزمات فى أى شئ أبدًان بشكل عام.
ويرى مدير دار الراتب الجامعية فى لبنان، أن وجود الأمازون بهذه الطريقة سوف يؤثر على الأجواء فى الفترة الأولى، فمثل ما حدث بالكتاب الورقى من أزمات ولكن تم انتباهنا ونتج عن ذلك تعاون الناشرين مع بعضهم البعض، وبرتوكولات تعاون وتلاحم ونسعى لمساندة وزارة التربية والتعليم والثقافة، حتى ننفذ الصناعة.
وأشار الناشر يوسف القحطانى، إلى أن اتحاد الناشرين العرب والاتحادات الإقليمية بدأت تفتش لعمل ورش عمل وتضع فى تفكيرها فكرة الاندماج، فسنجد ناشر لدية 300 عنوان من الممكن أن يكون هناك تلاحم مع دور نشر أخرى يصبح لديهم من 5000 إلى 6000 عنوان، ونتخيل عندما يتلاحم 50 ناشر مع بعضهم البعض فنجد وقتها لا شئ اسمه الأمازون، ونحن نستطيع أن نعمل على ذلك.
وأتم القحطانى أن الناشرين فى لبنان يفكرون فى إنشاء شركة توزيع ضخمة للكتب الورقية، مشيرا إلى إذا تمت الفكرة فى لبنان فلم تنجح لوحدها وإذا تمت فى مصر لوحدها فلم تنجح أيضا، لكن يجب أن يكون إنشاء الشركة على مستوى الوطن العربى، كما سنعمل على تكثيف المعارض الغير تقليدية، بأسعار مخفضة، وهناك معارض خاصة بالكتب الجماعية وأخرى بالوزارات، وسوف نعمل بكل جهد، لأننا أدركنا أننا لا يمكن أن تنرك بعض، ولا بد العمل على إحياء صناعة النشر من جديد سواء ورقية أو رقمية أو صوتية، لأن الناشر واحد فى الآخر.
اليوم السابع فى معرض الشارقة
فيما قال حازم السمرائى، صاحب دار الحكمة، إنه لا يعتقد أن إنشاء الأمازون لدور نشر يؤثر على دور النشر فى الوطن العربى، لأنه بكل تأكيد سيكون أغلى بكثير عما يباع فى الوطن العربى، ولكن من الممكن أن تكون الأمازون أفضل فى التوزيع، ولكن يوجد فى الوطن العربى مئات دور النشر ولا يمكن أن ينافس كل هذه الدور، بالإضافة إلى أنها سيهتم بالكتب الأجنبية وليس العربية.
اليوم السابع فى معرض الشارقة
فى السياق ذاته قال الكاتب الصحفى والناشر جعفر العقيلى، مدير عام دار الآن ناشرون وموزعون فى عمان، إنه قبل التفكير فى الأمر علينا أن نفكر فى دور النشر الصغيرة، التى عليها أن تتحد، والأمازون ستدفع وتحفز دور النشر الصغيرة إلى إنشاء تحالفات وإنشاء شركات للتوزيع والتسويق حتى يمكنها التنافس.
وأضاف جعفر العقيلى أن قوة الأمازون فى النشر الإلكترونى أكبر من عملها فى مجال النشر الورقى، كما أن اتجاها للنشر الورقى يجعلها تواجه الضرائب والتخزين والرقابة وغيرها، وأتوقع أن ما تقوم به الأمازون يجعل اتحاد الناشرين العرب نفسه يفكر فى إنشاء تحالف قوى، لأخذ إعفاءات ضريبية فيما بعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة