-
خبير أمنى:ازدياد عمليات التنقيب عن الأثار نتيجة الأمان والأحلام التى تراود المنقبين
رحلة البحث عن المجهول تبدأ مع اعتقاد خاطئ يشوبه الصواب فى بعض الأحيان عن وجود قطع أثرية داخل المنزل، أو قطعة الأرض المملوكة للرحالة، والذى يحفر الأرض بكل ما أوتى من قوة، راغبًا فى تحقيق حلم الثراء السريع، الذى طالما راوده فى أحلامه، ولكن سرعان ما يوأد ذلك الحلم فى المهد، حينما تنهار أعمال الحفر فوق رأس صاحبه، فيسقط صريعًا.
التنقيب عن الأثار
شهدت مصر خلال الفترة الأخيرة عدة عمليات تنقيب عن الآثار، فى مناطق متفرقة من مختلف محافظات الجمهورية، كان أكثرها فى محافظات جنوب الجيزة والتى تتميز بانتشار الأثار بها، وبعضها فى مناطق جنوب الجيزة الثلاثة (الصف والعياط والبدرشين)، يقوم بها أفراد غير مؤهلين لعمليات التأهيل وبعيدًا عن أعين القانون، وهو ما أسفر عن وقوع كوارث، من بينها انهيار أعمال الحفر ومصرع القائمين على تلك الأعمال.
العثور على رفات عامل بعد 3 سنوات من اختفائه فى رحلة البحث عن الآثار بصحراء "فقط" بقنا
قبل 3 سنوات اختفى "محمود" 27 عامًا وآخرون فى ظروف غامضة، ظلت أسرته تبحث عنه لم تكل ولم تمل من ذلك؛ ولكن لم يعثروا على شيئ طوال تلك السنوات، حتى عثرت أجهزة الأمن على رفاته بصحراء مركز "فقط" بمحافظة قنا فى منتصف العام الجارى، هو ورفقاء ضربه، وتبين أنه خرج فى رحلة البحث عن الكنز، والتنقيب عن الأثار فى الصحراء اعتقادًا منهم بوجود أثار هناك، ولكن انهارت أعمال الحفر عليه وأصدقائه وتوفوا جميعًا.
مقبرة فرعونية
محافظة الأقصر شهدت عدة حالات لأعمال تنقيب الآثار
فى مدينة القرنة غرب محافظ الأقصر، توفى شاب يبلغ من العمر 24 عامًا عقب انهيار أعمال الحفر عليه، حيث اعتقد ودعم اعتقاده رفقاء السوء بوجود اثار داخل منزله، ما دفعه للشروع فى استخراج كنوز الفراعنة، وبدء فى إعداد معدات الحفر، وشرع فى التنفيذ، وخصص عدة ساعات يومية من الليل للحفر، ولكن حينما ازداد عمق الحفرة، لم يدعمها خشبيًا، سقطت أعمال الحفر ومات فى الحال.
"حفر قبره بنفسه" .. إبراهيم توفى فى رحلة البحث عن الأثار داخل منزله بمدينة الشيخ زايد
"حفر قبره بنفسه"، ربما هى الجملة الأكثر صدقًا للتعبير عن حال "إبراهيم" صاحب الـ26 عامًا والذى توفى داخل حفرة عميقة حفرها بنفسه داخل منزله بمدينة الشيخ زايد البعيدة تمامًا عن المناطق الأثرية المعروفة فى مصر، أثناء بحثه عن الآثار، نتيجة انهيار أعمال الحفر فوق رأسه؛ ليضيع بحثه سدى ويتسبب قبل وفاته فى أزمة طاحنة، قد تدفع الأجهزة المختصة لإصدار قرار إزالة للمنزل بأكمله، بسبب خطورة الحفر العميقة التى حفرها "إبراهيم" وسقط بداخلها، ولم تتمكن الأجهزة المختصة حتى الآن من انتشال جثمانه.
كشف أثرى بالمطرية
قطع أثرية
خبير أمنى: ازدياد عمليات التنقيب عن الأثار نتيجة الأمان والأحلام التى تراود المنقبين
يقول اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمنى، أن مصر تحتوى على العديد من المناطق الأثرية، بعدها تم اكتشافها خلال العقود الماضية، والبعض الأخر وهو الأكثر ولم يتم اكتشافه بعد، وهناك خريطة معروفة للمناطق الأثرية القديمة، والتى يتوقع أنها تضم فى باطن أرضها قطع أثرية أو مقابر تعود للعصور التاريخية المختلف، ومن أبرز تلك منطقة تل العمرانة والزيتون والمطرية والواحات البحرية والفرافرة وسيوة وغيرها.
وتابع "سيد" والذى سبق وأن عمل فى مباحث شرطة السياحة والأثار، أن وزارة الأثار هى المعنى بها المحافظة على الأثار، وأن تمنع عمليات الحفر أو البناء فى المناطق الموجودة ضمن نطاق المناطق الأثرية المعروفة.
وأضاف "سيد"، أن عمليات التنقيب عن الأثار والاتجار فيها، ازداد خلال الفترة الأخيرة نتيجة الأمان والأحلام الكبيرة التى يحلم بها العاملين فى ذلك المجال الغير شرعى، فيلحم الأشخاص الذين لا يملكون الحد الأدنى من المال، أ، يتحولوا بشكل سريع إلى مليارديرات عن طريق تجارة الأثار، وما ساعدهم على ذلك ضعف القانون فى مواجهة تلك الأزمة، فالعقوبات المقررة للمتاجرين بالأثار غير رادعة بالمرة.
المنطقة الأثرية بتل العمرانية
الدجالون يدعون قدرتهم على تسخير جن للتواصل مع حارس المقبرة لفتحها
وتابع، أن عدد كبير من عمليات الاتجار فى الاثار هى فى الأساس عمليات نصب، يقوم بها دجالون يدعون قدرتهم على معرفة وتحديد المنطقة التى تحتوى على أثار، من خلال قرين يلازمهم، ويمكنه التواصل مع حارس المقبرة من أجل اقناعه بفتحها، ويقنعون المواطنين من ضعاف النفوس بضرورة التنقيب عن الأثار فى منازلهم بتلك الحجة، وينصاع لهم المواطنين الذين يقعون تحت تأثير عملية احتيال كبرى.
رجال الأمن من مباحث شرطة السياحة والأثار، لهم دور كبير فى ضبط العديد من القائمين على عمليات الاتجار فى الاثار، أو التنقيب الذى يتم سرًا، وذلك من خلال معرفتهم بالأماكن التى يكثير فيها عمليات التنقيب، مؤكدًا أن هناك عدد كبير من المنقبين عن الأثار توفوا ودفنوا فى مناطق الحفر دون أن يعرف عنهم أحد شيئًا.
قطع أثرية
اللواء عبد الرحيم سيد يسرد أغرب قضية نصب باسم تجارة الأثار
وسرد "سيد" تفاصيل قضية عمل عليها خلال فترة تواجده بمباحث شرطة السياحة والأثار، بدأت بتأسيس مجموعة من المحتالين لمقبرة أثرية وهمية بالقرب من المنطقة الأثرية بسقارة، ورسموا فيها نقوش فرعونية، ووضعوا بداخلها تماثيل غير حقيقية، ونصبوا على عدد من رجال الأعمال والعاملين فى مجال تجارة السيارات، وباعوا لهم المقبرة على أنها حقيقية، وتقاضوا منهم ملايين الجنيهات نظير ذلك، وعقب اكتشاف أجهزة الأمن للمقبرة وبفحصها تبين أنها مصنوعة من الطوب الأحمر المغطى بالجير الأبيض.
وطالب "سيد" فى نهاية حديثه، بضرورة تغليظ عقوبة الاتجار فى الأثار، لتكون رادعة للمنقبين عن الأثار، وتشجيع المواطنين ومكافأتهم فى حالة الأبلاغ عن أى عمليات تنقيب غير شرعية، فضلًا عن تشجيع الأشخاص عن الأبلاغ فى حالة علمهم بوجود مقبرة أثرية داخل منزلهم، بمكافأتهم وتعويضهم ماليًا فى حالة ثبت أن الأرض المملوكة لهم تضم قطع أو مقابر أثرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة