زوجة الشهيد ساطع النعمانى فى ندوة "اليوم السابع": "اتكسر ضهرى وضهر ابنى".. شيرين العزازى: "زوجى ترك درسا فى التضحية والصبر على الابتلاء".. ونجل الشهيد: بابا بطل وفخور به أمام زملائى.. وأتمنى لقاء محمد صلاح

ترك العميد الشهيد ساطع النعمانى نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور الأسبق بصمة ليست بقليلة سيتذكرها التاريخ على مر العصور، وترك الشهيد درساً فى التضحية والوفاء والصبر على الابتلاء من خلال رحلة علاجه.

الضابط الذى فقد بصره وعمله، وقدرته على الحركة لوقت كبير، بعد غيبوبة استمرت أكثر من 50 يوماً، الرجل الذى رفض ترك ساحة القتال وصمد لإنقاذ الأبرياء من رصاص الجماعات الإرهابية فى 2 يوليو 2013 عقب خطاب دموى يدعو للعنف ألقاه المعزول مرسى.

وبعد مرور ما يقرب من أسبوع على الاستشهاد زارت أسرة الشهيد العميد ساطع النعمانى مقر اليوم السابع، حيث تم عقد ندوة وجهت خلالها شيرين العزازي زوجة الشهيد كلمة شكر لجميع المصريين الذين حرصوا علي التواجد بمطار القاهرة لاستقبال زوجها بعد عودته من رحلة العلاج الأولي، مؤكدة أنه خلال رحلته الأخيرة في العلاج كان يجري جراحة دقيقة بالعين وخرج فى اليوم التالي، وأجرى معها مكالمة هاتفية أكد لها عودته للقاهرة خلال أيام، لكنه أصيب بتوقف فى الرئة مما أدى إلى وفاته.

وقالت زوجة الشهيد: "زوجي كان رجل من الزمن الجميل، بالإضافة إلى حبه وحنانه على أسرته، وكان باراً بأمه وأتمنى أن يصبح نجلي مثله"، موجهة رسالة : "الله يرحمك.. شكراً علي المدة التي تواجدت فيها بيننا أنا ونجلى، وشكرأً أنك علمتنا الصمود والتسامح وحب البلد وحمايته لينا، والعطاء، وكم كنت باراً بأمك وأشقائك".. وبدموع حائرة قالت أنا ضهرى اتكسر.. ضهرى وضهر ابنى اتكسر"

وتحدثت شيرين العزازي عن مراحل التعليم بحياة زوجها قائلة: زوجي كان يملك جرأة لا مثيل لها، وفي مرحلة الإعدادية كان مسؤلاً عن الإدارة المدرسية، وحصل على مجموع كبير في الثانوية العامة، وكان يحلم بالالتحاق بكلية الطب، إلا أنه التحق بكلية العلوم، لعدم حصوله على المجموع الذي يمكنه من دخول الطب، ومكث فى كلية العلوم لمدة شهر ، ثم التحق بأكاديمية الشرطة، وتم قبوله.

وأوضحت الزوجة أن زوجها كان شديد التمسك بإيمانه بالصبرعلي الابتلاء، وكان يسعي بجديه لتدوين الأحداث التي تعرض لها ورحلة علاجه بمذكراته ، وكان يحرص علي التواجد بين زملائه، وشعر أنه استرد حقه عقب دعوته لحضور افتتاح حفل قناة السويس الجديدة.

وأضافت زوجة الشهيد أن زوجها كان في إجازة مرضى وقت خطاب المعزول مرسى، وقرر قطع إجازته والعودة لقسم شرطة بولاق الدكرور لينضم إلي زملائة فى هذا التوقيت ، وكان خطاب المعزول يحمل  العديد من التهديدات للمصريين ، الأمر الذي جعل رجال الشرطة ينتشرون في الشوارع ، ويقرر قطع أجازتة لينضم لزملائه، واصيب زوجها وعلموا من أقاربهم بنبأ الإصابة وتوجهوا سريعاً لمستشفي الشرطة بعد إتصالات متكررة علي الهاتف ولم يجيب زوجها.

وعن طريقة عاملها مع طفلها بعد الاستشهاد قالت شرين عزازى: جلست مع ياسين ودار بيننا نقاش عن والده وبطولاته وعن رحلة علاجة طوال خمس سنوات ، وأنه كان لابد أن يختار له الله الراحه واقنعته بأن والده معنا يرانا ويسمعنا ويطالبنا بالتماسك ويطالبه بالتفوق الدراسي كما وعده .

وتذكرت الزوجة المكلومة الحوار الذى دار بينها وبين الرئيس السيسي عقب تشييع جثمان الشهيد، وقالت: "الرئيس أخبرنى أن بابه مفتوح في أي وقت لي ولنجلي ولوالده الشهيد وأشقاءه، وأطمأن علي حالتهم الاجتماعية وسألها هل ينقصهم شيئاً .

ووجهت زوجة الشهيد ساطع الشكر والتقدير إلى رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشرطة نظرًا للجهود العظيمة التي بذلوها منذ وفاة زوجها حتى تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير، خاصة أنه وفقًا للإجراءات البريطانية فإنها تسليم أي جثمان لذويه في مصر يستغرق أسبوعًا كاملاً، لكن تم إنهاء كافة الأوراق المطلوبة في غضون يومين حيث كانت الوفاة الأربعاء، وتم الصلاة على زوجي السبت مباشرة.

وحول سر إهداء زوجها للرئيس السيسي القلادة التي كان يرتديها خلال حفل أكاديمية الشرطة عام 2015 ، أن هذه القلاده التي كان يرتديها زوجها خلال إصابته في اشتباكات بين السرايات واختلطت دمائه بها حتي تركت أثر عليها، فلم يجد هدية للرئيس أكبر من قلادة اختلط دمه بها لتقديمها هدية للرئيس .

وتحدث ياسين ساطع النعمانى البالغ من العمر 6 سنوات نجل الشهيد معتزاً بوالده قائلا: "بابا كان بطل واختار مواجهة الإرهابيين بنفسه لحماية الوطن، وأنا فخور به أمام زملائى، وعن أمنياته للمستقبل: قال إنه يرغب فى الالتحاق بكلية الهندسة.

ووجه ياسين نجل الشهيد رسالة إلي نجم منتخب مصر محمد صلاح قائلا: أنا بحبك يا فرعون الكرة المصرية، وربنا يوفقك، وأمنية حياتي أشوفك وأتصور معاك، وبشجع ليفربول عشان خاطرك".