الحادث الغادر الذى وقع أمس الأول، عندما أطلق الإرهابيون والخونة رصاصاتهم الغادرة على الحافلة التى تقل أقباطا من زوار دير القديس الأنبا صموئيل بمغاغة بمحافظة المنيا، وذهب ضحيته عدد من الأبرياء وإصابة آخرين، ليس الهدف منه الإخوة الأقباط، ولكن ضرب قلب الوطن، واستقراره وأمنه..!!
ومشهد مستشفيات العدوة ومغاغة، التى اكتظت بالمسلمين للتبرع بالدم، يؤكد أن رصاصات غدر الإرهابيين والخونة، ترتد إلى صدورهم، من صلابة وقوة حائط الصد الخرسانى الذى تتحصن به العلاقة بين عنصرى الأمة، والذى تكسرت أمامه أيضا كل محاولات بث الفرقة ونشر الفتن منذ دخول المسيحية ثم الإسلام مصر..!!
مشهد زحام المسلمين فى المستشفيات للتبرع بالدم، ومساندة أبناء وطنهم، نابع من قناعات خاصة، وشعور شخصى عظيم بحجم المسؤولية، وتقدير المخاطر، ودون أن يطلب منهم أحد، كائنا من كان، أو جهة من الجهات، وهنا عظمة المشهد ورسائله العبقرية لكل الخونة فى الداخل، والمتآمرين فى الخارج..!!
وتأسيسا على ذلك، نسأل المتوضئين بدماء الأبرياء، أى إله تعبدونه وتصلون له تضرعا، وتتقربون إليه بتقديم قرابين جثث الأطفال والنساء وكبار السن، التى تحصدها رصاصاتكم الغادرة..؟!
أى دين تعتنقونه ويبيح لكم التآمر على الأوطان التى يرفع فيها الأذان، فى المساجد، وتقرع الأجراس فى الكنائس، ويهرع الجميع للوقوف بين يدى الله، فى خشوع أثناء الصلاة، فى حين تتركون دولة الكفر والإلحاد «إسرائيل» تعيث فى أرض الإسلام فسادا، وتغتصب الأرض والعرض، وتدنس الأماكن المقدسة بأحذية جنودهم..؟!
كما نسأل، هل من حق التنظيمات والجماعات، من الإخوان لتنظيم القاعدة لداعش وجبهة النصرة، وغيرها من الجماعات التكفيرية، منح أنفسهم الحق الحصرى لاحتكار «الإسلام» يتحدثون باسمه، ويكفرون من يشاؤون، ويمنحون صكوك الغفران ودخول الجنة لمن يشاؤون، فى عملية تشويه للدين الحنيف هى الأكبر من نوعها منذ هبوط الرسالة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحتى الآن..؟!
وإذا أمعنت فى صميم معتقدات وأفكار أعضاء كل هذه التنظيمات بمن فيهم، الجماعة الأم «الإخوان الإرهابية» تجدها تتركز فى 3 أمور لا ثالث لها، الأول القتل، والثانى، الجنس، والثالث السلطة وجمع المال من خلال تلقيهم تمويلات بالعملات الصعبة، من عينة اليورو والدولار، ولا يعنيهم لا عقيدة، ولا نشر الدين السمح.
لذلك استحدثوا دينا ثوابته المثلث المزعج، القتل، والجنس، والسلطة، ودشنوا مصطلحات تتماشى مع هذا المثلث الكارثى، ووجدوا بيئة خصبة للتبشير بهذه الديانة، فى البلاد التى اندلعت فيها ما يسمى زورا وبهتانا، ثورات الربيع العربى، واستغلوا حالة الفوضى والانفلات فى كل شىء واستطاعوا السيطرة على العراق وسوريا وليبيا واليمن، وفشلوا فى مصر، فلجأوا إلى تنفيذ العمليات الإرهابية فيها، لاستنزاف اقتصادها، وتدمير مواردها، وفى القلب منها القطاع السياحى.
كارثة التبشير بالديانة الجديدة، التى تتخذ من الإسلام، اسمه فقط، ومن القتل والجنس والسلطة والمال، عقيدة، شوهت الإسلام، وكشفت أن المجتمعات العربية والإسلامية، تلوثت عقول عدد كبير من شبابها بمثل هذه الأفكار، فلا غرابة أن تسمع عن مصطلحات، الخوارج والروافض، وجهاد النكاح، والسبايا، وبيع النساء فى أسواق النخاسة.
الإخوان، وذيولها من الجماعات والتنظيمات، صدعونا قبل 2011 بشعارات الكذب والخداع والمتاجرة السياسية، «على القدس رايحين شهداء بالملايين» وعندما وصلوا للحكم، وجدناهم يرتمون فى أحضان أمريكا وإسرائيل، ووصف قادتها بالأصدقاء الأعزاء، ولم يدلوا بتصريح واحد مغلف بالغضب ضد أحفاد القردة والخنازير، وهو التشبيه الذى صار من كلاسيكيات الجماعة الإرهابية منذ تأسيسها، وعندما فُتح الطريق أمامهم، وسيطروا على مقاليد الأمور فى مصر، صاروا نعاما دفنوا رؤوسهم فى الرمال..؟!
رصاصات هذه الجماعات موجهة فقط للركع السجود فى مسجد الروضة ببئر العبد، بينما على بعد أميال يقف حاخامات اليهود أمام حائط المبكى، ويؤدون صلواتهم بكل أمن وأمان داخل المعابد اليهودية فى تل أبيب وحيفا وعكا وغيرها من المدن التى انتزعها الكيان الصهيونى من الفلسطينيين، وبينما أيضا رصاصتهم يوجهونها فى صدور أقباط مصر الذين يصلون فى الكنائس ويزورون الأديرة، نجد الجيش الإسرائيلى يعبث بالأقصى، ويدنس ساحاته الطاهرة بأحذيتهم النتنة..؟!
كل ذلك، يدركه المصريون جميعا، ومع كل حادث إرهابى غادر، تزداد الكراهية، وتشتعل نار الغضب فى صدورهم من الإخوان ورفاقهم، ويتكبدون خسائر فادحة فى الشارع، ويبقى هذا الوطن شامخا عاليا، يحتضن أبناءه المخلصين مهما كانت عقائدهم، ويلفظ الخونة والمتآمرين..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة