دخلت العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران حيز التنفيذ رسميا، اليوم الإثنين، مستهدفة العديد من القطاعات الاقتصادية المهمة، وستضم قائمة العقوبات أكثر من 600 شخص وشركة فى إيران، وتستهدف على وجه التحديد قطاع الطاقة، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولى النووى مع إيران فى مايو الماضى.
ووصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الحزمة الجديدة بالأشد فى تاريخ الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن طهران لم تعد فى وضع جيد الآن، خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية التى تشهدها الدولة الفارسية منذ عدة أشهر، أدت إلى انهيار قيمة العملة الإيرانية، وهو ما دفع ملايين الإيرانيين إلى الاحتشاد فى الشوارع والاحتجاج على الفشل الذريع فى التعامل الحكومى مع الأزمة الاقتصادية التى ضربت البلاد.
تشمل الحزمة الثانية التى ينظر إليها على أنها الأكثر إيلاما للاقتصاد الإيرانى، شركات تشغيل الموانئ الإيرانية، وقطاعات الشحن وبناء السفن، بما فى ذلك خطوط الشحن الإيرانية، بالإضافة إلى المعاملات المتعلقة بالبترول مع شركات النفط الإيرانية الوطنية وشركة نفط إيران للتبادل التجارى، وشركة الناقلات الإيرانية الوطنية، بما فى ذلك شراء النفط والمنتجات النفطية أوالمنتجات البتروكيماوية من إيران.
كما امتدت العقوبات الأمريكية إلى المعاملات من قبل المؤسسات المالية الأجنبية مع البنك المركزى الإيرانى والمؤسسات المالية الإيرانية المجددة بموجب المادة 1245 من قانون تخويل الدفاع الوطنى للسنة المالية 2012، وتشمل فرض عقوبات على توفير خدمات الرسائل المالية المتخصصة للبنك المركزى الإيرانى والمؤسسات المالية الإيرانية المحددة فى قانون العقوبات الشامل، وسحب الاستثمارات الإيرانية لعام 2010.
كما سحبت الإدارة الأمريكية التفويض الممنوح للكيانات الأجنبية المملوكة أو التى تسيطر عليها للولايات المتحدة، من أجل إنهاء بعض الأنشطة مع الحكومة الإيرانية أو الأشخاص الخاضعين لولاية الحكومة الإيرانية، كما أعادت فرض العقوبات التى على الأشخاص الذين رفع اسمهم من قائمة العقوبات أو القوائم الأخرى ذات الصلة لدى الحكومة الأمريكية.
من جانبه، كشف وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، عن عدد الأفراد والشركات المشمولين فى هذه الحزمة الثانية من العقوبات، موضحا أن وزارة الخزانة ستضيف أكثر من 600 شخص وشركة فى إيران إلى قائمة العقوبات، يتعين عليهم التأثير على سلوك النظام الإيرانى.
ووصف بومبيو الرقم بأنه أقل مما ذكره فى السابق وزير الخزانة (المالية) الأمريكى ستيفن منوشين، الذى قال يوم الجمعة إن قائمة العقوبات ستضم أكثر من 700 شخص وكيان فى إيران، وسيكون هناك 300 اسم لم يظهروا من قبل فى قوائم العقوبات الأمريكية.
وأضاف بومبيو أن العقوبات كان لها بالفعل تأثير كبير على الاقتصاد الإيرانى، حيث بدأ الشركاء الأوروبيون فى سحب أعمالهم من البلاد مقدما. وقال "لقد غادرت مئات الشركات إيران".
وأوضح الوزير الأمريكى: لقد "خفضنا بالفعل تصدير النفط الخام من إيران بأكثر من مليون برميل يوميا. هذا الرقم سينخفض أكثر. العديد من الدول خفضت بالفعل واردات النفط الإيرانى بشكل كبير. قد يستغرق الأمر وقتا أطول قليلا للوصول إلى الصفر".
وعلق الرئيس الإيرانى حسن روحانى، بقوله إن طهران ستبيع النفط وستخرق العقوبات التى أعادت الولايات المتحدة فرضها على قطاعى الطاقة والمصارف الإيرانيين.
وقال روحاني الذى كان يتحدث لمجموعة من الاقتصاديين "أرادت أمريكا أن تخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى صفر... لكننا سنواصل بيع نفطنا... وخرق العقوبات.
من جانبها، قالت الصين اليوم الإثنين، إنه يجب احترام تعاونها التجارى المشروع مع إيران وأعربت عن أسفها لإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران. ولم تعلق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، فى إفادة صحفية يومية، على ما إذا كانت الولايات المتحدة منحت بلادها إعفاء بشأن العقوبات الإيرانية.
فى حين وعدت روسيا بمساعدة إيران فى مقاومة الجهود الأمريكية لتحجيم مبيعات نفطها، عند تفعيل العقوبات الأمريكية عليها. وقال وزير الطاقة الروسى الكسندر نوفاك، لصحيفة "الفايننشال تايمز" إن موسكو تتطلع لمواصلة تطوير تجارتها بالنفط الإيرانى، الذى تبيعه إلى بلدان أخرى وفق اتفاق النفط مقابل البضائع مع إيران. وقالت وزارة الطاقة الروسية إنها "تؤكد قطعا" بأن هذه التجارة ستستمر الأسبوع المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة