ما الذى يريد أن يقوله كتاب "النخبة الفكرية والانشقاق.. قراءة فى تحولات الصفوة العارفة فى المجتمع العربى الحديث" لـ محسن الموسوى؟
يقول الكتاب: كثرت الدراسات خلال فى موضوع (النھضة)، بین صفوف الأكاديمیین فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، لا سیما أولئك الذين جاءوا من أصول عربیة، ولیست ھذه مصادفة اعتیادية وطارئة: فمر قرن أو أكثر على تلك الاندفاعة القوية فى التألیف والمناقشة التى حفلت بھا مجلات ودوريات عربیة، كالجنان التى أصدرھا بطرس البستانى فى بیروت وبعدھا المقتطف لیعقوب صروف، والتى استقرت لاحقا فى القاھرة، والھلال لجرجى زيدان، ومن ثم الرسالة لأحمد حسن الزيات ولسان العرب للأب أنستاس الكرملى، وھناك صحف ومجلات أخرى كالمحروسة التى تولت فیھا مى زيادة دورا بارزا، بصفتھا مجلة أبیھا أولا.
كان ھؤلاء يعنون كثیرا بمشروع يتجاوز حركة الإحیاء التى زاولھا بعض رواد حركة النھضة، وبرز فیھا الشیوخ، من أمثال إبراھیم الیازجى، لم تكن حركة اعتیادية، لكن طبیعة تكونھا بقى إشكالیا: فھل ھى محض حراك طبیعى جاء نتیجة للاحتكاك بالغرب وبأوروبا، منذ غزو نابلیون وفريقه المعرفى لمصر؟ وھل كان لابد لھا أن تتشكل جراء صدام مع أوروبا، لا سیما أن الاحتلال البريطانى لمصر جاء عاصفا قبیل امتدادات الحرب الأولى واتفاقیة سايكس بیكو لتقسیم المنطقة بین الأطراف الرابحة في تلك الحرب (الكونیة)؟ أم ھل تتشكل حركات التحول من مجموعة من العوامل، تنتھى بمعادلات الأخذ المتباينة، فى عملیة أشبه ما تكون بالترجمة عن الثقافات الأجنبیة؟ ولربما تكمن الإجابة فى جمیع ھذه الأسئلة، ولربما ينبغي لھذا الأمر أن يبقى إشكالیا يستزيد فى القارئ والمؤرخ الرغبة فى البحث والتنقیب والتساؤل، وھى من مواصفات الحراك الفكرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة