إرهاب جديد ، وتحديات أمنية غير معتادة، فرضت نفسها بقوة على دوائر الاستخبارات فى العديد من الدول بعد لجوء اليمين المتطرف، أو ما يعرف بـ"القوميين البيض" إلى أعمال الإرهاب والعنف والتخريب، والتى تطورت فى الآونة الأخيرة إلى ارتكاب جرائم قتل ممنهجة، منذ أقل من شهر كانت مجزرة المعبد اليهودى فى الولايات المتحدة، والتى أقدم عليها أحد أتباع تلك الأفكار المتطرفة، والآن فوجئ الأمن الفرنسي بمخطط لاغتيال الرئيس الشاب إيمانويل ماكرون هو الثانى من نوعه، معلنا بحسب التحقيقات أن المتهمين يعتنقون الفكر اليمينى، وأنهم ليسوا مسلمين.
محاولة اغتيال ماكرون أثارت بدورها حالة من القلق فى أوسط الأمن الفرنسى، فى وقت لا تزال فيه الأجهزة الأمنية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ترفع حالة الطوارئ لدراسة كيفية التعامل مع التهديدات نفسها حيث يؤكد خبراء أمنيون أن هذه النوعية من الإرهاب يصعب رصدها بشكل استباقى، فالإرهابيون المنتمين للدين الإسلامى يسهل رصدهم بطبيعة الحال بعكس غيرهم من المجرمين.
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
وتعد محاولة الاغتيال التى أعلن عنها الأمن الفرنسى مساء الثلاثاء هى الثانية التى يتعرض لها الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث ألقت السلطات الفرنسية القبض على ستة أشخاص يشتبه بتخطيطهم للقيام "بعمل عنيف" تجاه الرئيس وأفادت التحقيقات إلى أن أعمارهم تترواح بين 20 و60 عامًا.
وقال مصدر مسؤول مطلع على التحقيقات إن هؤلاء الأشخاص وضعوا خطة "غير دقيقة وفضفاضة" لتحقيق هدفهم، وبحسب ما نشرته قناة "بى.إف.إم" الفرنسية فى تقرير على موقعها فإن الضالعين فى التخطيط للعملية ينتمون لليمين المتطرف، ولهم سوابق تتعلق بالفكر المتطرف والعمل الإرهابى.
وتم تنفيذ الاعتقالات فى ثلاث مناطق من فرنسا هى "إيزير" جنوب شرقى "ليون" و"موزل" على الحدود مع ألمانيا و"لوكسمبورج وإيل-ايه-فيلان" فى الشمال الشرقى قرب مدينة "رين"، ولم تتضح على الفور الصلة بين المعتقلين أو كيف كانوا يتصلون ببعضهم البعض.
وتابع المسئولون، بأنهم لم يتسن لهم حتى الآن معرفة العلاقة بين المعتقلين أو كيفية اتصالهم ببعضهم البعض.
وفى منتصف العام الماضى، أعلنت السلطات الفرنسية القبض على شاب (23 عامًا) ينتمى إلى القوميين المتطرفيين حاول اغتيال الرئيس الفرنسى ماكرون، بعد ثبوت تخطيطه لاغتيال ماكرون فى ذكرى العيد الوطنى الفرنسي الموافق 14 يوليو.
التحديات الأمنية تتزايد أمام الشرطة الفرنسية
ونقل تقرير لقناة "بى.إف.إم" الفرنسية عن خبراء أمن قولهم إن فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية على موعد مع نوع جديد من الإرهاب، وأن التهديدات المستقبلية لن تكون من أبناء الأقليات العربية أو المسلمة كما كان معتاداً، وإنما من عناصر اليمين المتطرف، موضحين أن موجات صعود اليمين فى حكومات العديد من الدول خلال العمليات الانتخابية التى شهدتها أوروبا وغيرها من دول العالم خلال الفترة الأخيرة تنذر بالمزيد من العنف.
وخلال الشهر الماضى، شهدت الولايات المتحدة سلسلة من الهجمات والتهديدات يقف ورائها "القوميين البيض"، ومن بين تلك الجرائم وقائع "الطرود المفخخة" الشهيرة التى تم إرسالها لمنازل بعض قادة الحزب الديمقراطى فى الولايات المتحدة.
النصب التذكارى لضحايا المعبد اليهودى
وفى منتصف الشهر نفسه، أقدم رجل أبيض على قتل أمريكيين من أصل أفريقى فى ولاية كنتاكى، وذلك خلال محاولته الاعتداء على كنيسة للسود، ليفاجئ الأمريكيين بعد ذلك بيومين بمجزرة المعبد اليهودى التى أسفرت عن مقتل 11 يهوديا أمريكيا أثناء الصلاة فى ولاية بنسلفانيا، بعدما أقدم الجانى "روبرت باورز مان" بإطلاق النار عليهم بشكل عشوائى وهو يردد عبارات "الموت لليهود".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة