هناك الكثير من الشباب الذين عشقوا فن الرسم وواصلوا طريق هوايتهم رغم حصولهم على مؤهلات دراسية بعيدة عن هذا التخصص، وفى بنى سويف يوجد نموذج لشاب رسام احترف الجرافيتى "فن الشوارع" وكون فريقا يعمل معه ليجعل من هوايته مصدرا لدخله .
اليوم السابع التقى ياسر مسعد الدينارى 26 سنة دبلوم تجارة يقيم قرية بلفيا بمركز بنى سويف ، للحديث عن مشواره مع هذا النوع من الرسم وقال: ظهرت موهبة الرسم عندى فى الصف الأول الابتدائى إذ لاحظ المعلمون محاولتى فى رسم المناظر الطبيعية والاشخاص ثم ارتفع مستواى خلال تلك المرحلة، وكانت أول لوحاتى لاعب البرازيل الشهير "رينالدينهو" نظرا لعشقى كرة القدم وممارستها وعقب انتقالى الى الصف الأول الإعدادى شجعتنى معلمة التربية الفنية "أستاذة سعدية" وأثقلت موهبتى بتقنيات وإضافات جديدة مثل تفاصيل الوجه فضلا عن اكسابى الثقة بالنفس .
وأضاف الدينارى: فى المرحلة الثانوية حلمت بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة لاستكمال دراستى وعشقى لفن الرسم، ولكن تعرضى لحادثة فى الصف الثانى وتحويلى إلى الثانوى التجارى، أطاح بحلم حياتى وحصلت على الدبلوم ثم عملت مع أحد النقاشين للتعرف على ألوان الزيت وطرق مزجها، وبعد فترة قصيرة أجدت استخدام فرشاة اليد، وكمبروسر الألوان، وتخصصت فى رسم مناظر طبيعية وشخصيات كرتون داخل غرف المنازل .
وتابع الدينارى: بدأت مرحلة جديدة فى حياتى فى سن تسعة عشر عاما، عندما اطلعت على أعمال رواد رسم الجرفيتى فى العالم " فن الشوارع" من خلال اليوتيوب ، واستهوانى هذا الفن الذى يرصد سلبيات ومشكلات مثل الجوع، و التدخين وأطفال الشوارع وتجمعات القمامة وغيرها ، ويعالجها برسم جدارية تحمل منظرا جماليا أو شخصيات بشكل جديد، بالقرب من مكان وموقع المشكلة لتوجيه ولفت أنظار المواطنين إليها، ، وذلك باستخدام خليط من الألوان المعبرة المتناسقة والتى تضفى روحا جديدة على الشخصيات.
و استطرد الدينارى: بدأت تنفيذ أعمالى فى فن الجرفيتى برسم جداريات على حوائط المنازل وأسوار المدارس والكبارى وداخل الفيلات علاوة على لوحات تجسد " البراكين والجبال وغيرها " على أرضيات المحلات والفنادق، بنظام الأبعاد الثلاثية ، لتعطى إحياء بأن الرسومات حقيقية ، وكذلك رسم أسماء لمحال وكافيهات وأندية على أبوابها ، كما أجدت فن النحت الأسمنتى واستخدام " اسمنت وجبس ومعجونة أسمنتية " فى رسم أشخاص ومناظر طبيعية بالألوان والأبيض والأسود، واتقنت الرسم على حوائط الطوب الأبيض والأحمر التى لم يتم طلاؤها " محارتها بالأسمنت" .
وواصل ياسر الدينارى قائلا: "أقوم حاليا بتجربة جديدة وهى الرسم بالمسامير على لوحات خشبية تبدأ أحجامها من مقاس "متر ×2متر"، ومن أشهر رسوماتى ولوحاتى الجدارية بالشوارع والمنازل، الشيخ محمد متولى الشعراوى، الدكتور أحمد زويل، الرئيس السادات ،نجم الكرة محمد صلاح، أم كلثوم ، إسماعيل ياسين ، محمد هنيدى ، وعلاء ولى الدين " .
واردف الدينارى: مرت السنوات و وما زلت أمارس فن الجرفيتى ولكن بشكل احترافى، كما اتخذت منه مصدرا للدخل ، وكونت فريقا من شباب الرسامين للعمل معى، واستعان بى مسؤولو الوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى سويف فى تجميل سور أرض المحكمة القديمة بميدان الشهداء " المديرية سابقا " بمدينة بنى سويف العاصمة وبرغم انها عبارة عن بناء بالطوب الأبيض إلا أننى رسمت عليه جداريات تضم قيادات شاركوا فى حرب اكتوبر ورحلوا عن عالمنا كذلك علماء وفنانين مصريين، كما بدأت تنفيذ عدة رسومات لفن الشوارع "الجرفيتى" داخل قرية بلفيا مسقط رأسىى وهى عبارة عن نحت أسمنتى لهرم وبجواره شخص، وأيضا جداريات على حوائط الوحدة القروية و المنازل وأسوار المدارس والوحدة الصحيه والكوبرى وموقف السيارات، و ذلك ضمن مبادرة " قرية نموذجية " التى أطلقتها الوحدة المحلية القروية ، لتجميل ونظافة الشوارع وتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة .
وطالب ياسر الدينارى بتدريس الجرافيتى "فن الشوارع" بالمدارس والكليات والاكاديميات المتخصصة من خلال الاستعانة بمحترفيه لتخريج جيل جديد يواصل ممارسة هذا النوع من الفن الذى يحمل لواءه قلة على مستوى العالم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة