وصف المؤلف والمخرج السينمائي الأمريكي، ترافيس هنتر، عملية اختصار الرواية الأدبية المراد تحويلها إلى فيلم، بعملية تشذيب الحقائق بما لا يؤثر على الفكرة الأساسية في الرواية، مع إضافة عناصر التشويق إلى الشخوص وعناصر المكان والزمان، وتوظيفها لخدمة العمل السينمائي، دون المساس بثوابت الرواية.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان"روايات مرئية"، بقاعة "ملتقى الكتاب" ضمن فعاليات الدورة السابعة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ندوة أدبية شارك فيها كل من المؤلف والمخرج السينمائي الأمريكي، ترافيس هنتر، والمؤلف المصري سعيد سالم.
واتفق الروائي المصري سعيد سالم مع هنتر، في مرونة الرواية الأدبية وقدرتها على استيعاب مختلف الأصناف الأدبية، التي تتيح للكاتب الحرية المطلقة بالانتقال والقفز بين الأزمنة، والانتقال من مكان إلى آخر، وتضمين الرواية مختلف المشاهد والتفاصيل، إلى جانب الإسهاب في التوصيف ، والحوار، وغيرها من عناصر الرواية.
وتطرق سالم إلى بعض المحاذير في الروائية الأدبية، آخذاً الأعمال السينمائية كنموذج في هذا الجانب، حيث حذر من الإفراط في استخدام الكثير من الشخصيات والأسماء في مطلع الرواية المكتوبة، لأنها قد تلتبس على القارئ وبالتالي يهجر قراءة الرواية، كما أوصى بضرورة إيصال الحقائق والرسائل بأسلوب غير مباشر لأنه الأسلوب الذي ينفذ إلى الوجدان من خلال العقل وفق سالم.
وحول الفرق بين الرواية المكتوبة والسيناريو السينمائي، أوضح سالم أن النص السينمائي يخصص مساحة تصل إلى ثلثي السيناريو من أجل المشهد، وثلثاً واحداً للحوار، مشيراً إلى أن السينما تعتمد على العين بالدرجة الأولى ثم الأذن، موضحاً أن المتابعين يشاهدون أولاً ثم يستمعون.
واختتم سالم مداخلته بالتأكيد على أن أهمية الروايات الأدبية المكتوبة تكمن في الشكل والمضمون، الذي يستند بالدرجة الأولى إلى الصدق الفني باعتباره الركيزة الأساس لنجاح الأعمال الأدبية، والجسر الأسرع إلى قلوب وعقول القراء.