"حب الناس لا يقدر بثمن" تلك الكلمات هى خير مثال لمحبة أهل وجيران مروة العبد "فتاة التروسيكل" التى كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس الأول الخميس، حيث استقبلها الجميع لدى عودتها من القاهرة صباح أمس الجمعة، وبعد خروجها بالتروسيكل لجلب لقمة العيش الحلال بعد نزولها من القطار بساعتين فقط، وهى الفتاة التى دخلت عالم الرجال ولم تكن تعلم أن تلك الظروف التى تعيش فيها بين أسرتها توصلها لقصر الاتحادية للقاء رئيس الجمهورية.
وقال جيران وأهالى مروة العبد، إنها كانت خير مثال للفتاة المكافحة والتى اعتزلت الزواج لمساعدة والدها فى زواج شقيقتيها وتجهيز الثالثة، وكان كلمة السر فى ذلك أسامة عبد الغنى أحد جيران مروة، والذى نشر "بوست" على موقع التواصل الاجتماعى وناشد المسئولين مساندة ودعم مروة وتوفير تروسيكل لها حتى تستطيع العمل لخدمة أسرتها، والذى قال إنه بعد نشر الصور تهافت عليها أهل الخير من كل مكان وتم تقديم دعم لها حتى وصلت خطوة الدعم الأكبر على يد الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأضاف أسامة عبد الغنى، ابن قرية البعيرات، لـ"اليوم السابع"، أنه بحكم عمله فى مجال السياحة فهو يعلم قيمة مواقع التواصل الاجتماعى، ولفت نظره ما تقوم به مروة لخدمة أسرتها فهى تعمل ليل نهار وتحمل أجولة الأسمنت زنة الـ50 كيلو، وتحمل الطوب والرمال فى فترة ما بعد الظهر، أما فى الصباح فتقوم بتوصيل الأطفال للمدارس ودور الحضانة، ولكن بفضل أهل الخير وصلت قصتها للقصر الرئاسى وحصلت على التكريم الذى تستحقه من الرئيس عبد الفتاح السيسى.
فى سياق متصل، قال رفاعى حسانى أحمد 58 سنة، أحد جيران مروة العبد لـ"اليوم السابع"، إن مروة تعمل منذ 14 سنة وعملت فى فرن عيش وعاملة بناء، وأحد أهل الخير اشترى لها "تروسيكل" لتنقل المعدات والأشياء للمحلات والمخابز وكذلك الأطفال لمدارسهم، موضحًا أن علاقة مروة بالجميع جميلة محبوبة لهم والكل يسعى لدعمها ومساعدتها من كافة أهالى القرية، وكانت تعمل صباحاً ومساء.
وتابع حساني: "الشباب لازم ياخدوا عبرة من مروة لأنه لو الشاب مشتغلش مش هياكل، وأغلب قرية البعيرات يعملون بالسياحة ومن لا يجد مكان فى السياحة يجب عليه العمل فى أى مجال لضمان دخل له ولأشقاؤه وأسرته، وكنا فخورين بلقائها بالرئيس وتعاملها معاه كان فوق الممتاز وشرف لينا كلنا".
فيما كان أرام سنيور أيوب، أحد أهالى قرية البعيرات من الأقباط، والذى كان أول المهنئين لمروة العبد بعد تكريم الرئيس السيسى لها: "أنا مسيحى الهلال والصليب إيد واحدة، ومروة جارتى وأمها كانت أختى ومتربيين سوا وكنا بناكل ونشرب فى بيت واحد، وهيا شرف لينا لأنها قصة كفاح ولازم كل الشباب يغير ويعرف أن بنت بتتعب وتعرق وتشتغل، وفيه شباب بيتسكع ويقعد على القهاوى ولازم يخلقوا أى حاجه ويشتغلوا ويجيبوا القرش، وميتكلوش على الحكومة أو أبوهم وأمهم".
وأضاف أرام سنيور أيوب، لـ"اليوم السابع"، أن كافة أقباط قرية البعيرات سعداء بابنتهم التى تحملت الصعاب وجاءها التكريم من الرجل الأول فى الدولة الرئيس عبد الفتاح السيسى، قائلاً: "إحنا الصعايدة ناس جبارين يعنى، ولكن مروة طالعة جد من أولها وميتخافش عليها لأنها بتاخد حقها فى أى مكان والكل بيبص ليها باحترام لأنها مش مايعة ولا شخصيتها ضعيفة".
فيما قالت نجوى البارون، عضو المجلس القومى للمرأة بمحافظة الأقصر، إن الأقصر بها الكثير من النماذج النسائية الناجحة، والتى تعد بمثابة قدوة وأنموذج يحتذى للنساء والفتيات، وتشير إلى أن البعيرات قرية تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، ومروة الجهلان، هى جزء من تفرد وتميز تلك القرية، موضحةً أن استقبال الرئيس السيسي لمروة وتكريمها، هو بمثابة تكريم لكل امرأة وكل فتاة مصرية تكافح من أجل النهوض بأسرتها وبوطنها، مشيرة إلى أن الدكتورة سعاد سعد، مقرر فرع المجلس القومى للمرأة بمحافظة الأقصر، وكافة عضوات واعضاء، وكل نساء الأقصر يقدمن الشكر للرئيس على دعمه الدائم للمرأة المصرية فى كل المواقع وشتى المجالات.
وفى السياق ذاته، أكد همام أحمد همام، أحد شباب قرية البعيرات، على أن التحضر الذى ينتشر بين أبناء قرية البعيرات، كان له دور كبير فى أن تعمل مروة بمهنة قيادة تروسيكل، لأن القرية متفردة فى طباع أهلها وفى مبادرات شبابها، حتى صارت قرية يحتذى بها فى البلدان المجاروة، حيث تقبل أهل القرية جرأة مروة وشجاعتها، وقدرتها على القيام بعمل الرجال من أجل توفير لقمة عيش حلال لها ولأفراد عائلتها، وقد شجعها أهل القرية حين راحوا يعتمدون عليها فى الكثير من الأعمال مثل توصيل أبنائهم للمدارس، وتكليفها بجلب مواد البناء، أو احتياجات المنازل من السوق، مناشدًا الرئيس السيسى بضرورة النظر بعين الرحمة لأهالى قرية البعيرات وباقى قرى البر الغربى والتدخل لإقامة "كوبرى الكباش" الذى يخدم أكثر من 300 ألف مواطن بالغرب فى سهولة الوصول لعربات الميكروباص وقضاء مصالحهم فى شرق المحافظة.
وعن تاريخ قرية البعيرات مكان نشأة مروة، أوضح إمام الحباشى، القيادى بجزب الوفد، والباحث فى تاريخ القبائل، أن اسم قرية البعيرات مشتق من كلمة بعير، فقد كانت القرية قديما، أحد أهم محطات توقف القوافل للراحة، لكونها كانت قرية تتمتع بالأمن والأمان وتوفير الحماية لضويفها من المسافرين وتجار القوافل، فاشتهرت بأنها مكان لراحة البعير، ومن هنا جاء اسم البعيرات، الذى تعرف به القرية منذ مئات السنين وحتى اليوم، كما تتمتع البعيرات بحسب إمام الحباشى، بأنها تضم بين جنباتها آثار فرعونية شهيرة، مثل معابد هابو ومعبد ايزيس فى دير شلويط، وبقايا قصر الملك أمنحتب الثالث، والحمام الشهير الذى اقامة لزوجته الملكة تى، كما أنها تتمتع بواجهة كبيرة تطل على نهر النيل الخالد ومعبد الأقصر الفرعونى فى شرق المدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة