من أكثر السلوكيات المتطرفة التى نعانى منها عدم احترام الآخر المختلف معنا، وهذا الأمر سببه الرئيسى خطأ فى التربية، فنحن غرسنا فى أطفالنا مفهوم الصح والغلط، ولم نغرس مفهوم الاختلاف، فالسبب فى المقام الأول ليس خللًا فى المناهج الدراسية، بل تتحمل التربية الخاطئة الجانب الأعظم من المسئولية، فالأب والأم لم يحترموا الطفل، وبالتالى لم يحترم الآخر عندما أصبح شابًا، ومن خلال تجربتى كمدرب تنمية بشرية فى علاج السلوكيات المتطرفة عن الأطفال والشباب يمكن وضع روشتة لعلاج مسببات عدم احترام الآخر ومنها:- يجب انتباه الأب والأم لسلوكياتهم فيما يتعلق باحترام الآخر من أصدقاء ومعارف أو حتى شخصيات عامة، والابتعاد عن الازدواجية فى التعامل مع الطفل، فيعتقد الأبوين أن شكر الطفل أو القول له لو سمحت أو من فضلك سيقلل من قيمتهم.
وأيضا الابتعاد عن التطبيق الخاطئ للعقاب، فكثير من الآباء والأمهات عندما يشكى أحد الأطفال أن أخاه ضربه، يقومون بضرب الضارب، ما يولد عند الطفلين الضارب والمضروب مشاكل نفسية عديدة تتعلق بضرورة الانتقام والعقاب وهو الضرب، والبعد عن التحدث بالصوت العالى، فالتحدث بهدوء ضرورى لكسب الإصغاء والاهتمام والاستماع الجيد له، وبالتالى التعود على احترام الآخر.
وعليكم أن تحترموا مشاعر الأطفال، واعلموا أن حقكم فى التربية لا يخول لكم إهانته لفظيًا أو بدنيًا لأنه طفل لا يفهم، فمثل هذا عندما يكبر ويفهم لن ينسى ما تربى عليه ولن يحترم الآخرين، واحترموا شخصيته المتفردة ولا تقارنوه بغيره حتى لا يكره الآخرين، ولا تعايروه بعيوبه، بل علّموه الصح دون المقارنة أو المعايرة، حتى يحترم الآخرين الأفضل منه وينافسهم ويصبح أحسن منهم وأكثر احترامًا لهم، واحترموا خصوصياته وأغراضه، واستأذنوه عند طلب أى شىء منها حتى يتعود على احترام ممتلكاتكم وأغراض الآخرين.
وكذلك احترموا شكله أو أى شىء لا دخل له به حتى يحترم شكل الآخرين ولا يسخر منهم، ولا تعايروه بأصدقائه ومن يحبهم لمجرد مستواهم الاجتماعى أو أشكالهم، بل نبهوه إلى أخلاقهم لو كانت سيئة واحترموا قدراته ولا تكلفوه فوق طاقته حتى يتعود على احترام قدرات الآخرين ولا يكون مديرًا أو مسئولًا ظالمًا لا يحترم قدرات الآخرين وابتعدوا عن التهديد والأوامر التى لا يفهمها حتى لا يهدد الآخرين بالموت والنار والكفر عندما يكبر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة