وائل السمرى

منع احتكار الجنة

السبت، 01 ديسمبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأديان هى شرائع الله على الأرض، هى الرسائل التى أراد الله أن يطمئننا بها، هى الدواء الذى اخترعه الله ليشفينا من الأمراض ويعفو عنا من ثقل الآثام، لكن لأننا بشر، ولأننا مسكونون بالآثام والأمراض والأغراض والإحن، حولنا الأديان بقدرة قادر إلى نافذة نصب منها الويلات على الشعوب، ونزرع فيها قنابل الفتنة فى كل مكان.
 
هبطت الأديان من السماء إلى الأرض، وبدلا من أن ترتقى بنا دنونا بها، نزلت الأديان على الإنسان البدائى لتعلمه ما لم يعلم، لكنه مع الأسف أكسبها من بدائيته الكثير والكثير، وأنى لأرى فى تخيلنا الحالى لشكل الجنة ودورها وتصورنا عنها ما يدل على أن الإنسان البدائى أكسبها من صفاته الكثير، ولم يتخيلها فى يوم من الأيام باعتبارها ساحة رضا الله على عباده، لكنها اعتبرها منطقة نفوذ لقطعان من المخلوقات البشرية، كل قطيع يطرد الآن الآخر، وكل قطيع يحارب الآخر، وكل قطيع يحاول أن يقصى الآخر عن عين الرب.
 
تحول البشر أجمعين إلى أخوة يوسف الذين لا يتورعون عن قتل أخيهم من أجل أن يخلو لهم وجه أبيهم، ألف يوسف قتلنا، ألف بئر عمرنا، ألف ذئب اتهمنا، صار الهم الأول عند اتباع كل ديانة أن يطردوا الآخرين من رحمة الله، وليس هذا فحسب، بل أن يطردوا كل من ينادى بالتراحم بين البشر وعدم احتكار الجنة وعدم اعتبارها ورثا عن قبيلة بائدة يريد الجميع أن يستأثروا به.
 
ربما لا يعرف الكثيرون أن الجنة ها هنا، أن الجنة التى فى القلوب أكبر من تلك التى فى العقول، إن نظرية الرحمة الإلهية لا تستقيم أبدًا مع نظرية الإنسان البدائى الذى يريد أن يحافظ على قطعان نسائه فحسب، أو يريد أن يضمن جريان المياه فى أوديته ونمو المحاصيل فى مزرعته، الجنة هى مكافأة الله لعباده الرحماء بعباده، الجنة هى المائدة التى أعدها الله للمتقين، الجنة هى شربة الماء التى ترتشفها بعد أن تسقى غيرك، هى حضن الذى تختبئ فيه بعد أن تدفئ غيرك، هى البسمة التى ترتسم على شفتيك بعد أن تسعد غيرك، فلماذا حولناها إلى سلعة نبتاعها بالكراهية، أو نبيعها بالكراهية؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة