حبلت الأمم المتحدة بعشرات القوانين منذ لحظة إنشائها، ولم تلد قانونًا واحدًا صحيحًا باستثناء قوات حفظ السلام المبعثرة وسط مناطق التوتر فى أركان العالم، بقية القوانين أُجهضت إما بفعل قوة الأمر الواقع على الأرض، أو بذلك النوع البغيض من الاعتراض المسمى بالفيتو. يعتبرونه «حق» لضمان العدالة، بينما هو ظالم لا يتم تطبيقه إلا على الأمم الضعيفة، أمريكا وحدها استخدمته حوالى 80 مرة، أكثر من نصفها ضد قرارات لصالح الفلسطينيين، ثم تتحدث إدارة ترامب اليوم عن عدم جدوى المؤسسات الدولية باعتبارها نظاما عقيما غير ذى قيمة، ونحن أيضًا نعتبرها كذلك، ورغم هذا فهناك من يرى حتى الآن أن الذهاب للأمم المتحدة هو الطريقة القانونية المناسبة لاسترداد الحق، وللأسف ضاعت حقوق كثيرة بفعل هذا التصور، لأن الأمم المتحدة ولدت عاجزة ثم ماتت، والعاجز لا يفرض عدلًا أو يصد أذى.