في 10 ديسمبر 1520 ميلادية قام مارتن لوثر بإحراق مرسوم كنسي نص على طرده من الرحمة عقابًا له على معارضته لسلطة الكنيسة الكاثوليكية ودعوته إلى الإصلاح الكنسي وتأسيس (البروتستانت).
ولد مارتن لوثر في 10 نوفمبر 1483 في أيسلبن ضمن ألمانيا حاليًا، والتي كانت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ككاثوليكي روماني، وقد عُمد في صباح اليوم التالي لمولده في عيد القديس مارتن.
انتقلت عائلة مارتن لوثر إلى مانسفيلد في 1484، حيث استأجر والده منجمًا للنحاس، وشغل منصب واحد من أربعة ممثلين للمدينة في المجلس المحلى. وكان له عدد من الأخوة والأخوات، أقربهم لمارتن هو شقيقه جاكوب.
عرف عن هانز لوثر كونه طموحًا، إلى جانب رغبته في أن يرى مارتن ابنه الأكبر محاميًا، ولتحقيق هذه الغاية بعث به إلى إحدى المدارس اللاتينيّة في مانسفيلد، ثم إلى ماجديبرغ عام 1497، حيث انضم إلى مدرسة يديرها مجموعة من الرهبان على أسس الحياة المشتركة، وأخيرًا إلى إيزنباخ عام 1498.
كان القاسم المشترك بين المدارس الثلاث اعتمادها بشكل مركز على ما يدعى "الفنون الثلاثة" أي النحو والبلاغة والمنطق، وفي عام 1501، حين كان لوثر في سن التاسعة عشر، دخل جامعة إيرفورت - والتي وصفها في وقت لاحق بأنها حانة للجعة وبيت للدعارة، حيث كان نظام التعليم مركزًا، وصفه لوثر بأنه يوم شاق من التعلم عن ظهر قلب، وغالبًا ما يكون مترافقًا مع تمارين روحية، وحصل لوثر من جامعة إيرفورت على الماجستير عام 1505.
وطبقا لرغبة والده، التحق لوثر بكلية الحقوق في إيرفورت عام 1505، غير أنه بدأ بالتسرب من الدراسة بعد مدة وجيزة تقريبًا واعتبر أن القانون يمثل عدم اليقين، ملتفتًا نحو اللاهوت والفلسفة.
وقرر "لوثر" أن ينخرط في الرهبنة، وعزا قراره هذا في وقت لاحق إلى حدثٍ له في 2 يوليو 1505، حين نزلت صاعقة بالقرب منه حين كان على ظهر الخيل نتيجة عاصفة رعدية أثناء عودته إلى الجامعة من منزل ذويه، فصرخ معلنًا أنه إن نجا سيغدو راهبًا، مع التعهد بعدم فسخ النذر أيًا كان، وربما تكون وفاة اثنين من أصدقائه والحزن الذي أصيب به في أعقاب وفاتهما أثر أيضًا على انخراطه في سلك الرهبنة، وفي 17 يوليو 1505، ترك كلية القانون، وباع كتبه الدراسية، ودخل دير الرهبنة الأوغسطينية، وقد عبّر والده عن سخطه من تصرف ابنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة