يكون هواة الفلك فى العالم والمعلقة أبصارهم بالسماء، على موعد مع عدد من الأحداث الفلكية المميزة خلال الأيام القليلة المقبلة تزين السماء وترى بالعين المجردة.
النجوم فى ليالى الشتاء
ومع دخول فصل الشتاء سيلاحظ المهووسون والمعلقة أبصارهم بالسماء والراصدون فى المنطقة العربية خلال فصل الشتاء أن النجوم ستكون أكثر تألقا عند رؤيتها بالعين المجردة مقارنة بباقى أيام السنة .
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن السبب فى لمعان النجوم فى الشتاء لأنه خلال ليالى ديسمبر ويناير وفبراير يواجه جزء الأرض الذى نعيش عليه الجزء الخارجى للذراع الحلزونية فى مجرتنا درب التبانة التى تنتمى إليها الشمس، لذلك فنحن ننظر نحو نجوم أقل فى ليالي الشتاء ما يعنى ضوءا أقل فى السماء لذلك تبدو النجوم أكثر وضوحا .
وتابع التقرير، أنه على العكس فى أشهر الصيف فى يونيو ويوليو وأغسطس فإن سماء الليل تكون باتجاه مركز مجرتنا، حيث يتحد أضواء المليارات والمليارات من النجوم ما يتسبب فى جعل السماء تبدو ضبابيه وغير واضحة.
مجرة درب التبانة
وقال التقرير: إن مجرتنا درب التبانة يبلغ قطرها حوالى 100,000 سنة ضوئية ومركزها يبعد حوالى 25,000 إلى 28,000 سنة ضوئية ونحن لا نستطيع رؤية ذلك المركز بسبب احتجابه خلف غبار المجرة.
شهب التوأميات
أما عن ثانى الظواهر الفلكية التى ستزين أيضا السماء خلال الأيام المقبلة، كشف الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن السماء على موعد مع زخة شهب التوأميات، يومى الخميس والجمعة المقبلين 13 و14 ديسمبر الجارى، وهى تعتبر من أفضل الزخات الشهابية على مدار العام ويطلق عليها "ملك الشهب" .
وأشار رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات له، أن الشهب يصل عددها حوالى 120 شهابا فى الساعة، وتمتاز بتعدد ألوانها، لافتا إلى أنها سميت بالتوأميات لأنها تتساقط كما لو كانت آتية من كوكبة التوأم "برج الجوزاء".
وأشار تادرس، إلى أنه يتم حدوث هذه الشهب بواسطة حطام كويكب يعرف باسم 3200 فايثون فى مداره حول الشمس والذى تم اكتشافه عام 1982، ويتم مشاهدة هذه الزخة الشهابية سنويًا من 7 إلى 17 ديسمبر، ويصل ذروتها هذا العام فى ليلة 13 وما قبل بزوغ فجر 14 ديسمبر، وسيكون أفضل مشاهدة لهذه الشهب بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيدًا عن أضواء المدينة، بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء.
المذنب ورتينن ألمع مذنب بـ2018
ومن بين الظواهر الفلكية أيضا المذنب (46/P ورتينين) والذى يعد ألمع مذنب فى 2018 وسيقع فى أقرب نقطة من الشمس يوم الأربعاء المقبل 12 ديسمبر الجارى، وبعد ذلك ببضعة أيام بالتحديد يوم الأحد المقبل 16 ديسمبر سيقع فى أقرب نقطة من الأرض .
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها أنه على الرغم من أن المذنب (ورتينين) ألمع مذنب في قبة سماء الليل الآن فلا يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة، ولمحاولة رؤيته يجب أن يكون الرصد من موقع مظلم لأن أضواء الشوارع والمبانى تطمس الأضواء الطبيعية فى قبة السماء .
عبور المذنب من الأرض
وأوضحت التقارير أن المذنب (ورتينين) سوف يعبر من مسافة 12 مليون كيلومتر من الأرض الأحد المقبل، وفى ذلك الوقت سيكون لمعانه الظاهرى حوال (+3)، ولو كان المذنب نقطة ضوئية مثل النجوم سوف يكون متوسط اللمعان، ولكن غلافه الجوى الواسع والذى هو تقريبا بقطر القمر البدر سوف يجعل رؤية المذنب بالعين المجردة صعب .
