كنت أستمع إلى كلمة العلامة الدكتور مجدى يعقوب فى حفل تخرج طلاب الجامعة البريطانية بالقاهرة، وكعادته ألقى العالم الكبير كلمة بسيطة بتواضعه المعروف، قال للطلاب إنكم وقد أنهيتم المرحلة الجامعية عليكم أن تفكروا فيما تقدمونه لوطنكم وللعالم والإنسانية، وإن الدراسة الجامعية ليست نهاية المطاف، وإنما هى بدايته، حيث تكون مرحلة التعلم والتعامل مع الواقع. كان العالم الكبير يواصل تقديم دروسه بكل تواضع، ونصح يعقوب الخريجين بضرورة الاهتمام بعلوم الإنسانيات، والموسيقى، وربطهما بنواحى الحياة.
العالم الكبير يتحدث عن ما فعله بنفسه ولا يقول كلاما نظريا، فالرجل قدم للإنسانية الكثير فى العلم والطب، ورفض التقاعد والراحة واختار الطريق الأصعب، لم يجلس ليلقى نظريات فى خدمة الإنسانية، وقرر أن يقدم نموذجا، وسعى لإقامة مؤسسة مجدى يعقوب لجراحات وأبحاث القلب فى أسوان، وهو درس عملى يقول لمن يريد أن يخدم بلده وإنسانيته أن يفعل هكذا.
ودائما ما يقول الدكتور مجدى يعقوب، إن الدول الفقيرة تحتاج إلى العلم ربما أكثر من الدول الغنية، بما يعنى أن العلم هو الذى يحل المشكلات ويساعد على صناعة التقدم والرخاء.
وقد أسعدنى الحظ أن أكون حاضرا فى اجتماع مجلس أمناء الجامعة البريطانية بالقاهرة، واستمعت إلى كلمات مهمة عن أهمية العلم. تحدث الدكتور فاروق الباز وأثنى على المستوى العلمى المتقدم للجامعة، والمراكز البحثية الراقية التى تضمها، مؤكدًا ضرورة أن تكون مصر قريبة من التطور العالمى فى التكنولوجيا، وذلك بمناسبة افتتاح مركز لأبحاث النانوتكنولوجى بالجامعة البريطانية بالاشتراك مع خبرات صينية كما تحدث الدكتور مصطفى الفقى ورئيس الجامعة الدكتور أحمد حمد الذى قدم تقريرا مهما عن حجم التقدم فى الجامعة.
وفى كلمته دعا السيد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، إلى أهمية التبادل العلمى مع أفريقيا وفتح مجالات مختلفة بين الجامعات المصرية والأفريقية، وقد تحدث رجل الأعمال المهندس محمد فريد خميس عن أهمية العلم فى بناء المستقبل، وأعلن عن تقديم منح مجانية للدراسة بالجامعة لطلاب أفريقيا، وذلك لتدعيم خطوات مصر نحو أفريقيا، وهو خطوة مهمة لبناء علاقات علمية وإنسانية مع أفريقيا، يمكن أن تتوسع فيها الجامعات المصرية مساهمة فى مساعى الدولة لفتح آفاق التبادل العلمى مع القارة الأفريقية.
ولفت نظرى دعوة العالم الكبير الدكتور مجدى يعقوب إلى أن يكون هناك كليات للموسيقى والفنون بالجامعة البريطانية، وفتحت كلمة العالم الكبير فرصة للنقاش داخل مجلس الأمناء، لكنها كانت تشير إلى أن التقدم يصنعه العلم والفن والثقافة، وأن هذه كلها أجنحة للتقدم لأن العلم مع الفنون والموسيقى والسينما تمثل أجنحة مهمة للتقدم.
كانت فرصة حضور مجلس أمناء الجامعة البريطانية وتخرج الطلاب، أن أستمع لآراء علماء كبار، مثل الدكتور مجدى يعقوب الذى يقدم طوال الوقت أفكارا ودروسا فى معانى العلم والإنسانية والقيم التى نحتاجها لبناء الطريق نحو المستقبل.