شهد البيت الأبيض أمس، الثلاثاء، صداما سياسيا عنيفا بين الرئيس دونالد ترامب من ناحية وزعيمة الديمقراطيين فى مجلس النواب نانسى بيلوسى وقائد أقليتهم فى مجلس الشيوخ تشارلز شومر، فيما ينذر بمزيد من الصدامات خلال الفترة القادمة لاسيما بعدما حصل الديمقراطيون على الأغلبية فى مجلس النواب فى الانتخابات النصفية الأخيرة.
الخلاف فى البيت الأبيض
وتركز الجدال الحاد داخل البيت الأبيض، والذى سجلته كاميرات الصحفيين على الهواء على مسألة بناء الجدار الحدودى مع لمكسيك، حيث هدد ترامب بالإغلاق الحكومى لو لم يستجب الديمقراطيون لمطالبه بتمويل الجدار الحدودى بقيمة 5 مليار دولار.
وعلقت صحيفة "واشنطن بوست" على هذا المشهد، وقالت إنه خلال العامين الذين أمضاهما فى الحكم، عمل ترامب بدون رقابة واضحة على سلطته. فمع سيطرة حزبه الجمهورى على مجلسى الكونجرس، أصدر العديد من المطالب من غرفة نومه فى سلسلة من التغريدات الصباحية. ونادرا ما تمت مواجهته بشكل شخصى إزاء ما يقوله من أشياء غير صحيحة وبيانات خاطئة. كما أنه تجاهل أغلب الأوقات الديمقراطيين واختار أن يدخل فى جدال مع الصحفيين.
لكن يبدو أن الأمور تتغير. ففى معركة سياسية حامية بشكل استثنائى مع زعماء الديمقراطيين، واجه الرئيس ولأول مرة ضخامة التحدى الذى سيجده خلال العامين لمقبلين، والمتمثل فى الحكومة المنقسمة. حيث تحدثت بيلوسى، المرجح أن تتولى قيادة الكونجرس فى يناير المقبل وشومر عن أكاذيب ترامب ووجها إليه محاضرة حول العملية التشريعية وأكدا له افتقاره للأصوات التى يحتاجها لتأمين المبلغ الذى يحتاجه لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين.
وواجه الديمقراطيون ترامب أيضا بحقيقة أن حزبه الجمهورى فاز فى سباقات مجلس الشيوخ الشهر الماضى فى الولايات الحمراء فقط، واستفزوه بتسليط الضوء على ليونة الاقتصاد وتأثر سوق الأوراق المالية.
بيلوسى
وكان ترامب قد قال خلال الاجتماع، الذى شارك فيه أيضا نائبه مايك بنس، إنه سيكون فخورا لإغلاق الحكومة من أجل تحقيق أمن الحكومة، وتابع قائلا: سأتولى هذه المسئولية، وسأكون من يغلقها. ورد عليه شومر باقائلا إن هناك أمرا واحدا يعتقد أنه يمكنهم الاتفاق عليه، وهو أنه لا يتعين إغلاق الحكومة بسبب خلاف. أما بيلوسى، فقالت إن الجدل لا ينبغى أن يحدث أمام الصحفيين.
لكن ترامب أخرج بطاقتين وقرأ أرقاماً قال إنها تظهر قرب الانتهاء من الهجرة غير الشرعية فى أجزاء من الحدود أقيمت فيها سياج مرتفع، ورأى أن هذه الإجراءات أظهرت فعالية كبيرة. غير أن بيلوسى قالت إن ما يقدمه الرئيس بهذه البطاقات ليس حقيقة، وطالبت بضرورة إجراء نقاش قائم على الأدلة بشأن ما الذى ينجح، ومبلغ المال الذى تم إنفاقه ومدى فعاليته.
بيلوسى وترامب
وفى وقت لاحق خارج البيت الأبيض، كان شومر أكثر حدة فى الحديث عن ترامب، وقال إن نوبة الغضب هذه التى تنتابه على ما يبدو لن تحقق له جداره وستؤذى الكثير من الناس.
وتقول واشنطن بوست إنه خلال الدقائق الـ 17 غير العادية، والتى شهدت تلويح بالأيدى وأصوات مرتفعة فى البيت الأبيض قدمت بيلوسى وشومر شكل الحراك الجديد فى واشنطن للرئيس ترامب، لافتة إلى عدم حدوث تقدم على ما يبدو. حيث قالت بيلوسى إن الأمور مع الأسف قد سارت نحو الأسوأ.
وبمجرد عودتها إلى مبنى الكابيتول، قال بيلوسى لبعض زملائها الديمقراطيين إنها شعرت وكأنها فى مسابقة طنين مع حيوان "الظربان" الأمريكى، ولفتت حسبما يقول أحد المساعدين الديمقراطيين إلى أن الأمر ربما يتعلق بالرجولة بالنسبة للرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة