عجوز تجاوزت الثمانين عاما من عمرها، نحل الزمن جسدها ونحتت التجاعيد وجهها الشاحب والتى تسطر قصة حياة مأساوية تحملتها على مدار 20 عاما محرومة من قطرة مياه نظيفة، وويلات وفاة فلذات كبدها، لتأتى الأقدار تبدل حزنها بفرحة وترى قطرات المياه فى منزلها قبل وفاتها، تفاصيل مأساة الحاجة صباح من قرية بهنباى بالشرقية.
"الحمد لله مش مصدقة نفسى أن المياه فى بيتى، كل الشكر للمحافظ والمسئولين".. هكذا بدأت الحاجة صباح محمد حسانين 83 عاما حديثها لـ"اليوم السابع"، من قرية بهنباى مركز الزقازيق، وأوضحت أنها تعيش فى منزلها بمفردها مع نجلتها المعاقة منذ وفاة زوجها وأعقبها وفاة نجليها سليم ومحمود، ورغم سنها الكبير وجسدها النحيل ترعى نفسها هى وتقوم على شئون نجلتها المريضة.
وأوضحت أن منزلها والذى موقعه مميز على طريق "الزقازيق / ديرب نجم"، على قيراط ميراث من والدها، أسسته بالطوب الأحمر فقط ولم تستطع تشطيبه لقلة ذات اليد، وعندما حاولت توصيل مياه له وقف لها أبناء شقيقها ورفضوا التوصيل من ناحيتهم بسبب خلافات على الميراث بينهما.
وتروى العجوز أنه 20 عاما وهى تستخدم طلمبة حبشية للحصول على مياه، حتى تكالبت عليها الأمراض لتختلط بمياه الصرف، ووهن الجسد لا تستطع دفع الطلمبة لنزول المياه، لافتة إلى أن المعاش قليل وتنفق على شراء مياه الجركن 20 جنيه يوميا، لتوفير كوب نظيف بالمنزل لى وللابنة المريضة.
وأضافت الحاجة صباح: "ولم يعد أمامى للحصول على المياه، سوى التوصيل من البر الثانى للطريق بعدما لجأت لكبار البلد لمحاولة حل أزمة التوصيل مع أبناء الأشقاء لكنها فشلت جميعها، للتحول الحياة لدوامة مرة بين الوحدة المحلية ومع شركة المياه، وآخر مرة بعدما وقفت الشركة تم وقف التنفيذ وطلبوا منى 13 ألف جينه.. ومنين أجيبهم".
واستطردت: "تقدمت بطلب لمقابلة المحافظ لطلب مساعدتى بالمبلغ، بالفعل تمت المقابلة خلال لقاء المواطنين، وكان كريم وتعاطف مع قصتى بعدما تأكد من صحة كل كلمة، فأمر بتوصيل المياه فى أقل من 24 ساعة وبدون تكاليف، لم أمتلك نفسى من السعادة عندما سمعته المياه هتوصل البيت يا أمى".
من جانبه أكد الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، أنه فور تلقى طلب الحاجة صباح شكل لجنة مكونة من رئاسة مركز ومدينة الزقازيق والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى ومديرية الطرق وإدارة المتابعة الميدانية بالديوان العام لمعاينة المنزل على الطبيعة، والبدء فى أعمال توصيل خط مياه الشرب لمنزل السيدة المسنة.
وتوجهت اللجنة بالفعل لمنزل السيدة بقرية بهنباى وبدأت أعمال اللجنة كل فيما يخصه فى مد خط المياه من الخط الرئيسى لمياه الشرب بالشارع، وصولاً إلى منزل السيدة المسنة، وبالفعل تم توصيل مياه الشرب النظيف إلى منزلها فى نفس اليوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة