- تدخل الدولة لحماية النوادر وليس للاستيلاء على المكتبة
- المكتبة تحتوى كتاب "بروس على نهر النيل" النادر
- من النوادر أطالس "هاشيت" الفرنسية النادرة
- المؤسسات تطالب الورثة بالمحافظة على نوادر حسن كامى
هل يمكن للدولة ومؤسساتها أن تتدخل بشكل ودى لإنقاذ جانب مهم من التراث الذى يوجد فى مكتبه الفنان الراحل حسن كامى، الذى رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 82 عاما، وبعيدا عن كونها مكتبة خاصة، فليس المقصود هو الاستيلاء على المكتبة لكن الحفاظ عليها، نظرا بما تحتويه من نوادر متعلقة بتاريخ البلد.
ومن هنا فإن تدخل الدولة متمثلة فى مكتبة الإسكندرية، أو لجنة الثقافة والإعلام فى البرلمان المصرى، أو أى من مؤسسات وزارة الثقافة، ليس الغرض منه أخذ ما ليس بحقها، بل يتجاوز ذلك ويدخل فى دائرة المحافظة على التراث.
المكتبة اسمها "المستشرق"، وتضم العديد من التراجم والكتب التراثية وبعض اللوحات الفنية العريقة، ويعود تاريخ تأسيسها لنهاية القرن التاسع عشر، على يد يهودى مصرى يدعى "فيلدمان" لتكون مرجعاً للمهتمين من مستشرقى الغرب، ومن هنا أطلق عليها اسم "المستشرق"، قبل أن يرحل عن مصر عقب العدوان الثلاثى فى عام 1956.
وتضم المكتبة نحو أربعين ألف عنوان، بين كتب قيمة ولوحات فنية نادرة، بينها واحدة ضمن ثلاثة فقط حول العالم، ومخطوطات من كتاب "وصف مصر"، وظلت زوجة "كامى" الراحلة تدير المكتبة حتى فارقت عالمنا فى 4 فبراير عام 2012.
وقد تفرغ "كامى" للمكتبة، بعد ابتعاده عن التمثيل ووفاة زوجته، إذ كان يقضى معظم وقته وسط الكتب، لشغفه القديم بها.
وأهمية المكتبة ليست فى مجرد احتوائها على كتب تراث، لكنها تتجاوز ذلك حتى أنها تحتوى على مواد نادرة ونسخ أصلية من مخطوطات ووثائق، حتى أن المستشارة هايدى فاروق، قالت إن مكتبة «المستشرق» هى أحد الكنوز التراثية، لما تحتويه من نوادر الكتب والوثائق والخرائط التى من شأنها حل قضايا ونزاعات دولية الآن، ومنها نسخ من كتاب «وصف مصر القديم» والذى يعود تاريخه إلى عام 1812م، أيضًا بها نسخة من مجموعة كتاب «بروس عن نهر النيل» والمكون من خمسة أجزاء، وهى التى كُتبت فى القرن الـ18 وهى من أروع الكتب التى كتبت عن نهر النيل لاحتوائها على أسرار مجهولة وخطيرة عن نهر النيل، بالإضافة إلى كتب الاستشراق الأولى، والأطالس النادرة الخاصة بمكتبة «هاشيت» الفرنسية، والتى حرقت ودمرت فى الحرب العالمية الثانية.
وحول إمكانية الاستفادة من تلك الكتب، وقيام مكتبة الإسكندرية بالمحافظة على هذا الإرث الثقافى والحضارى الكبير، تواصلنا مع الدكتور مصطفى الفقى، مدير المكتبة، والذى أبدى ترحيبه بالتأكيد وأن المكتبة لديها رغبة بأن تكون لديها الكتب النادرة التى تركها الفنان الراحل.
وقال "الفقى"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه فى حال تواصل الورثة مع المكتبة فإنها سترحب وستنهى على الفور كافة الإجراءات مع أجل الحفاظ على الكتب النادرة، مشيراً إلى المكتبة تقدر الفنان الراحل حسن كامى وقيمته الفنية والثقافية.
وأشار مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن المكتبة لم يصل إليها أى طلبات، ولا تستطيع الاحتفاظ بالكتب إلا حال تنازل الورثة عنها لصالح المكتبة.