كتبت يوم الأربعاء الماضى 12 ديسمبر، مقالًا تحت عنوان «رسالة إلى الخطيب.. صناعة الإدارى القوى بالحسم فى القرارات والسخاء فى العطاء!!»، أكدت فيه أنه لا يختلف أحد من جماهير كرة القدم على أن الكابتن محمود الخطيب، أسطورة كروية لم ولن يجود الزمان بمثلها على الأقل فى مصر والمنطقة العربية، بجانب أخلاقياته العالية..!!
وقلنا أيضًا، رغم أن الخطيب أسطورة، إلا أن أصابع الاتهام موجهة إلى أدائه الإدارى، وأنه متردد وغير حاسم، وأكدنا ووفقًا لكتب وخبراء التنمية البشرية، أن الإدارى الناجح، لابد أن يتمتع بالحسم فى القرارات والسخاء فى العطاء.. وأن هناك فارقًا بين أن تنال رضا الجميع من خلال ما تقدمه لهم من «متعة» فى الملعب، وبين أن تقود مؤسسة تبحث عن النجاح والتفرد، وسط منافسة ضارية، تُستخدم فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.. وأن إدارة مؤسسة كبرى، مثل النادى الأهلى، تبحث عن النجاح وحصد البطولات، لن يرضى الجميع، خاصة أن هناك منافسين، يبحثون عن نفس الأهداف، لذلك فإن فكرة أن تنال رضا الجميع، تتصادم مع أبسط قواعد المنطق والعقل.
ونبهنا، إلى أنه وخلال الفترة الماضية، خرج معارضو الكابتن محمود الخطيب، منتهزين حالة الارتباك فى اختيارات عناصر منظومة كرة القدم بالنادى، وعدم حسم ملفات كثيرة عالقة، مثل ملف إدارة التعاقدات، وهل يرأسها محمد فضل وحسام غالى أم هيثم عرابى، وخلو منصب رئيس قطاع كرة القدم، وعدم حسم ملف تعيين مدير فنى، وعدد من الصفقات المهمة، لترميم الفريق، خاصة فى الدفاع وخط الوسط، ليصدروا أن وجهة نظرهم صحيحة بأن الكابتن محمود الخطيب، لا يمتلك الأدوات الإدارية، وعدم القدرة على الحسم.. وطرحنا الأسئلة، هل يعقل أن مجلس لا يستطيع حسم ملف المسؤول عن لجنة التعاقدات رغم مرور قرابة شهر كامل، وهل محمد فضل مستمر أم هيثم عرابى؟! بجانب الأخطاء الفادحة التى يرتكبها عدلى القيعى، فى إنهاء الصفقات، بغرور وكبر، أضاعت صفقة إيريك تراورى، وكادت تضيع صفقة محمود وحيد، لولا تدخل مجلس إدارة مصر المقاصة..!!
ولم تمر ساعات، على نشر المقال، حتى فوجئنا، بحراك قوى فى النادى، بدأ بسفر عدلى القيعى متوجهًا لأنجولا لإنهاء صفقة اللاعب «جيرالدو سيلفا» صانع ألعاب نادى «أول أغسطس» ونجح فى حسمها، ثم فوجئ الوسط الكروى المصرى كله، بوصول الإوروجوانى «مارتن لازورانى» للقاهرة مساء السبت، تمهيدًا لتوقيع عقود تدريب النادى الأهلى..!!
وهنا لنا ملاحظة جوهرية، تتمثل فى قدرة محمود الخطيب فى «ترقيص ومرواغة» مصر كلها، ونجح فى التعتيم والسرية الشديدة، بالتعاقد مع «لازورانى».. وهو نجاح كبير تعيد للأذهان نهج إدارة القلعة الحمراء فى عصرها الذهبى، وأبرزها السرية الشديدة فى التعاقدات، واتخاذ القرارات، ولا تكون على المشاع، لذلك كانت كل وسائل الإعلام تتحدث عن مدربين من جنسيات مختلفة، بينما فاجأ الخطيب الجميع، بالتعاقد مع «لازورانى»..!!
ولم يكن إنهاء صفقتين من العيار الثقيل سواء بالتعاقد مع لاعب رائع، أو مدير فنى سيرته الذاتية قوية، وإنما اتخذ قرارات إدارية ثورية فى قطاع كرة القدم، سواء فى الجهاز الفنى للفريق الأول، أو قطاع الناشئين، وإدارة التعاقدات وتسويق اللاعبين، وقطاع الأكاديميات.
والثورة الإدارية تتمثل من وجهة نظرى، فى الحسم، وعدم المجاملة، أو تسديد فواتير انتخابية، ثم والأهم، أعادت هيبة مجلس الإدارة، عندما اتخذ قرار استبعاد محمد فضل وحسام غالى وهيثم عرابى، والثلاثى، تعاملوا بمراهقة إدارية كبيرة، وكسروا فى العقيدة الإدارية للقلعة الحمراء، وجعلوا منها مادة ثرية لوسائل الإعلام، وخصوم النادى، لذلك قرار استبعادهم رغم كفاءاتهم، كان جوهريًا ومهمًا، وأن المبادئ والقيم انتصرت، وعادت الهيبة المفقودة..!!
ففى الأهلى، المبادئ والقيم، أعلى شأنًا، من النجومية والشهرة، فالكيان باقى، والنجوم ذاهبون، وأن قضية محمد فضل وحسام غالى وهيثم عرابى وعلاء ميهوب، شكلت خطورة بالغة على قوة وقدرة ومستقبل مجلس الإدارة الحالى، وهل يسير على نفس نهج الكبار مختار التيتش وصالح سليم وحسن حمدى، أم يدشن للضعف والوهن الإدارى، ويكسر فى أساس العقيدة الإدارية للقلعة الحمراء.!!
لكن يبقى السؤال المهم، هل تتغير عقيدة نهج المهندس عدلى القيعى، المغلفة بالكبر والغرور، فى إنهاء الصفقات، إيمانًا بأن الجميع يتمنى ارتداء تيشرت النادى الأهلى، وإدراك حقائق المتغيرات الخطيرة خلال السبع سنوات الأخيرة، وأن المال هو العامل الحاسم وليس لون الفانلة..؟! وهل اختيار أمير توفيق، مديرًا للتعاقدات، كان على أساس الكفاءة، أم بترشيح من صاحب النفوذ الواسع فى النادى، محمد مرجان..؟!
فى المجمل، حسم الخطيب وإدارته الملفات المتعلقة وبشكل سريع، سيكون له صداه، وتأثيره الإيجابى الكبير على مسيرة القلعة الحمراء، وسترسم خريطة طريق واضحة، وتقضى على «الدمامل» التى ظهرت فى جسد النادى، ومثلت أوجاعًا وقلقًا للجماهير العريضة..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة