* تحديات الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية حالا دون ترجمة النمو إلي تحسن ملموس في حياة الأفراد
* نعول على أوروبا والعالم للتعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات ونقل وتبادل الخبرات
* القارة الأفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة في القرن الحادي والعشرين
* مصر أطلقت مبادرة أفريقيا للإبداع بمجال الألعاب والتطبيقات الرقمية لتدريب 10 آلاف شاب كمطوري تطبيقات خلال الـ 3 السنوات القادمة
* نسعى لإقامة شبكة لكوابل الألياف الضوئية المتطورة لربط الدول الأفريقية ببعضها وتطوير كفاءة نقل البيانات مع أوروبا
* تدشين مشروع الشبكة الإلكترونية الأفريقية بمجالات التعدين والعلاج عن بعد باعتباره أحد المشروعات المرتبطة بأجندة 2063
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن قارتنا الأفريقية حققت علي مدار العشر سنوات الماضية معدلات نمو إيجابية مستدامة، موضحاً أن هذا الأداء الاقتصادي تمكن من الصمود رغم التقلبات الاقتصادية العالمية ولم يحقق المستهدف منه بعد، نظراً لصعوبة الأوضاع الاقتصادية في العديد من بلدان القارة وشروط التجارة والاستثمار الدولي غير المواتية وتحديات الأمن والاستقرار.
وأضاف الرئيس- خلال كلمته في جلسة الحوار رفيع المستوي حول الارتقاء بالتعاون في التحول الرقمي، ضمن فعاليات منتدي أوروبا/ أفريقيا بالعاصمة النمساوية فيينا - أن تحديات الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية حالا دون ترجمة هذا النمو إلي تحسن ملموس في حياة الأفراد، فضلاً عن تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود واستمرار التدخلات الخارجية التي تؤثر علي استقرار المجتمعات والدول.
وأشار إلي أن مصر تسعي من خلال العمل المشترك والتفاعل الإيجابي بين أوروبا وأفريقيا والشركاء من المؤسسات الدولية لتحقيق التنمية المستدامة التي من شأنها تبديد مخاوف أبناءنا وبناتنا من المستقبل، وتحقيق تطلعاتهم في الحياة الآمنة الكريمة.
وأوضح السيسي أن من أهم التحديات التي تواجه شعوبنا هي التغلب علي دعاوي الانغلاق، مضيفاً:" لعلكم تتفقون معي أن موضوعات التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات تمثل البوابة الذهبية لتحقيق هذا الهدف، كما أنها من أهم محفزات النمو الاقتصادي وأحد دعائم التنمية المستدامة وركيزة أساسية لبناء اقتصاديات تنافسية ومتنوعة وإقامة مجتمعات حديثة داعمة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمار من خلال توفير فرص عمل استناداً إلي عوائد الابتكار".
وقال الرئيس إن القارة الأفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة في القرن الحادي والعشرين، خاصة وأن 60% من سكانها البلغ تعدادهم أكثر من 1.2 مليار نسمة دون سن الـ25 عاماً، انضم منهم 12 مليوناً إلي سوق العمل سنوياً، منوهاً إلي أن ذلك أدي إلي ارتفاع معدلات البطالة وغياب الأمن الوظيفي في أفريقيا.
وأكد الرئيس أنه إيماناً من مصر بأهمية التحول الرقمي فسارت علي هذا الطريق بشكل ملموس، ووضعت خطة شاملة لنشر الوعي المجتمعى بأهمية التحول الرقمي وتحقيق طفرات علي صعيد البنية التحتية الرقمية وتوطين التكنولوجيا في مختلف المحافظات المصرية، ويتم ذلك من خلال عدة مشروعات، علي رأسها مشروعات منصة تقديم الخدمات الحكومية وتطوير الإدارة المحلية في الأحياء والمدن ونظام تسجيل المواليد الجدد، إلي جانب تنفيذ عدد من المبادرات، منها مبادرة المعامل الإلكترونية المتكاملة والمناطق التكنولوجية ومبادرة تصميم وتصنيع الإلكترونيات محلياً ورقمنة المحوري الثقافي المصرى، بالإضافة إلي خطة طموحة للمدفوعات الرقمية لتحقيق قدر أعلي من الشمول المالي.
وأوضح الرئيس أنه تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوي الاحتياجات الخاصة لتمكين أبناءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة باستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإتاحة الفرصة لهم لمواكبة التطورات الحديثة والمشاركة فيها.
وشدد السيسي علي اعتزاز مصر بانتمائها الأفريقي الذي دون الارتكاز عليه لن تؤتي جهودنا العائد الأمثل علي الصعيد المحلي والقاري.
وأشار الرئيس إلي نجاح مصر في استضافة معمل الأمم المتحدة الأفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي والذي تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية لتعزيز قدرات الباحثين والعاملين في المجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الأفريقية علي صياغة حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم في مواجهة التحديات العالمية وتنفيذ أهداف الأمم المتحدة التنموية 2030 والأجندة الأفريقية للتنمية 2063 .
وأكد السيسي أن مصر قامت بإطلاق مبادرة أفريقيا للإبداع في مجال الألعاب والتطبيقات الرقمية، بهدف تدريب 10 آلاف شاب مصري وأفريقي كمطوري ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال الـ 3 السنوات القادمة.
وقال الرئيس إن مصر قامت أيضاً بدعم إنشاء مائة شركة متخصصة في هذه المجالات في مصر والقارة الأفريقية، كما انتهت مصر الشهر الماضي من استضافة النسخة الحادية والعشرين من معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي يعد ملتقي لشركات القطاع العام والخاص.
وأكد السيسي أن موضوعات التكنولوجيا والتحول الرقمي تأتي ضمن الأولويات الرئيسية لأجندة 2063 ، حيث تهدف الدول الأفريقية إلي ربط القارة من خلال مشروعات البنية التحتية عالية المستوي في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وكشف عن سعي مصر إلي إقامة شبكة لكوابل الألياف الضوئية المتطورة لربط الدول الأفريقية ببعضها وتطوير كفاءة نقل البيانات بين الدول الأفريقية والأوروبية من خلال شبكة كوابل تمر بالأراضى والمياه الإقليمية المصرية.
وأضاف الرئيس أنه تم تدشين مشروع الشبكة الإلكترونية الأفريقية في مجالات التعدين والعلاج عن بعد، باعتباره أحد المشروعات الرائدة في القارة والمرتبطة بأجندة 2063.
وأكد الرئيس أن القارة الأفريقية تعول علي شركائها في أوروبا والعالم للتعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات ونقل وتبادل الخبرات في هذا القطاع المهم لتعظيم الاستفادة منه وإنشاء جيل جديد قادر علي قيادة برامج التحول الرقمي وإدارة أنظمة العمل في البيئة الرقمية وتمكينهم من كافة مستحدثات التكنولوجيا علي اختلاف اطيافها كالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وغيرها الكثير .
وأشار السيسي إلي تطلع الدول الأفريقية إلي مزيد من الاستثمارات الأجنبية في مجالات التحول الرقمي وتيسير شروط الائتمان الأفريقي سواء في الإطار الثنائي أو من خلال محافظ مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية .
وأعرب السيسي عن تطلع مصر لتبادل الخبرات والمعلومات مع الشركاء في مجالات تكنولوجيا المعلومات واستخدام نظم المعلومات وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لربط تكنولوجيا المعلومات بالنقل والطاقة الجديدة والمتجددة والعمل علي ربط الدول الأفريقية ببنية تحتية تؤمن جودة الاتصالات وسهولة نقل السلع والخدمات .
واختتم السيسي كلمته بقوله، إن تطبيقات العصر الرقمي قادرة على المساهمة في إيجاد بعض الحلول العملية لمخاطر قضية تغير المناخ وزيادة الانبعاثات والاحتباس الحراري الذي يتولد عنها، ومن خلال العمل المشترك علي توظيف التقنيات الرقمية يمكن تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع هذه الظاهرة مع أهمية التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات ووضع أطر وآليات تنفيذ وتمويل واضحة لمستقبل العلاقات الأفريقية الأوربية يرتكز على أسس الاحترام المتبادل والندية والمسئولية المتبادلة التاريخية لتأمين مستقبل أفضل لأبنائنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة