يطور فريق من العلماء والباحثين رئة صناعية قادرة على التنفس ومساعدة الإنسان على الحياة بشكل طبيعى، وذلك باستخدام التبغ والكولاجين من خلال تعديل موادهما جينيا.
وقالت صحيفة ديلى ميل البريطانية، إن تعديل التبغ تم لإنتاج شكل صناعى من الكولاجين، وهى المادة الليفية التى تعتبر حجر الأساس للعديد من الأعضاء الرئيسية، وبالفعل وجد الباحثون طريقة لتعديل نباتات التبغ وراثيا لإنتاج كميات كبيرة من الكولاجين التى تتطابق تقريبًا مع خلايا الجسم نفسها.
ويتم تحويل الكولاجين إلى نوع من "الحبر" وتحميله فى طابعة ثلاثية الأبعاد، تنتج رئتين عن طريق بناء طبقات من الكولاجين المتماثل، وتتم زراعة الرئتين مع الخلايا الجذعية الخاصة بالمريض (المستخرجة من عينات الجلد)، لتطويرها إلى أنسجة رئوية سليمة مناسبة لعملية الزرع.
ويأمل العلماء فى أن يتم استخدام التقنية، التى ما تزال فى مرحلة مبكرة للغاية، لإنتاج كميات كبيرة من الرئات الصناعية، بحيث لا يضطر المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة الأعضاء إلى الانتظار لأشهر، أو حتى سنوات، للحصول على عضو مناسب.
كما يمكن الاستفادة من نبات التبغ، الذى سبب ملايين الوفيات بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين، فى إنقاذ الأرواح.
وتبين أن التبغ هو الوسيلة المثالية لزراعة الكولاجين أثناء نضج النبات بسرعة، فى غضون 8 أسابيع فقط، ويمكن القول إن هناك إمدادات ثابتة لإنتاج رئة صناعية.
ويشار إلى أن هذه التكنولوجيا لا تخلو من المخاطر، ففى عام 2008، زرع علماء معهد "Karolinska" فى السويد 8 قصبات صناعية لمرضى سرطان الرئة، توفى 6 منهم فى وقت لاحق عندما تبين أن المواد البلاستيكية المستخدمة أصيبت بالبكتيريا والفيروسات المستنشقة.
لكن يوجد الكثير من التحديات التى يجب التغلب عليها، ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه التقنية المبسطة من الخلايا، يمكن استخدامها لبناء بنى معقدة وكبيرة مثل الرئتين.