قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إن البرلمان الفنزويلى بدأ تحقيقا لمعرفة النوايا الحقيقية للرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو والروسى فلاديمير بوتين حول إنشاء قاعدة عسكرية روسية فى جزيرة "لا أورتشيلا" بفنزويلا وزرع وجود عسكرى طويل الأمد فى أمريكا اللاتينية من خلال فنزويلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القاعدة العسكرية الروسية ستكون الأولى من نوعها التى توجد فى منطقة الكاريبى وذلك بعد 6 عقود من الصدمة التى عانت منها البشرية خلال أزمة الصواريخ فى كوبا، وهى ستكون على جزيرة "لا اورتشيلا" التى زارها منذ 10 سنوات خبراء عسكريون روس وقيادة القوات الروسية المسلحة، والتى تقع على بعد 200 كيلومتر من العاصمة الفنزويلية كاراكاس.
وحذر "فرانسيسكو سوكرى" رئيس لجنة السياسة الخارجية فى الجمعية الوطنية من أن "الدستور يحظر إقامة قواعد عسكرية أجنبية فى الأراضى الفنزويلية"، مضيفا: "نحن نحقق فى صحة هذه المعلومات".
وأكد سوكرى أن جزيرة لا اورشيلا، وهى خاصة بالأسرة الرئاسية وأصدقائهم، وكان الرئيس الراحل هوجو تشافيز مسجون بها خلال الانقلاب الفاشل عام 2002.
ومن ناحية آخرى قال الرئيس السابق للجمعية الوطنية "ديوسدادو كابيلو" إن "الإمبريالية الأمريكية هى العدو الأكبر للثورة البوليفارية"، ولكنه فى نفس الوقت لم يؤكد أمر القاعدة الروسية فى فنزويلا.
وأوضحت الصحيفة، نقلا عن "مصادر دبلوماسية عسكرية"، أن القيادة الروسية اتخذت قرارا بنشر وحدات من القوات الجوية الاستراتيجية لبلادها في إحدى جزر بحر الكاريبى التابعة لفنزويلا والتى تحتضن قاعدة جوية بحرية ومطارا عسكريا، وذلك بعد زيارة مادورو، إلى موسكو يوم 5 ديسمبر حيث التقى نظيره الروسى بوتين.
وفى سبتمبر 2008 هبطت طائرات استراتيجية روسية حاملة للصواريخ من طراز "تو-160" ولأول مرة فى مطار مايكيتيا قرب كاراكاس، لكن الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو تشافيز، كونه طيارا سابقا، أشار إلى أن نشر مثل هذه القاذفات فى مطار مدنى ليس الخيار الأفضل، وتحدث للعسكريين الروس عن فكرته لمرابطة "تو-160" فى الجزيرة، وهو ما اقترحه رسميا خلال زيارته إلى روسيا فى العام ذاته على الرئيس الروسى، ديميترى مدفيديف.
وفى العام 2009 قال قائد قوات الطيران الاستراتيجى الروسية، اللواء أناطولى جيخاريف، خلال زيارته إلى القاعدة فى الجزيرة، إن "استخدام المطار فى "لا أورتشيلا" للمرابطة المؤقتة للطائرات الاستراتيجية الروسية أمر مناسب"، لكنه أشار إلى أن تنفيذ هذه المبادرة يتطلب "قرارا سياسيا"، وهو ما امتنع عنه آنذاك مدفيديف.
ولكن الآن الظروف مختلفة عما كانت عليه فى تلك الفترة، حيث أعلنت الولايات المتحدة رسميا نيتها الانسحاب من معاهدة نزع الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مع روسيا وذلك بالإضافة إلى عدم رغبتها فى تمديد سريان اتفاق الحد من القوات الاستراتيجية الهجومية.
وبالتزامن مع ذلك أرسلت روسيا فى وقت سابق من ديسمبر وحدة من قواتها الجوية بقيادة طائرتين من نوع "تو-160" للمشاركة في تمرين مشترك مع فنزويلا وترتيب المراقبة الجوية فوق البحر الكاريبى.
وأثارت هذه التطورات قلقا بالغا لدى الولايات المتحدة، التي وضعت دائما منطقة بحر الكاريبى فى دائرة مصالحها الاستراتيجية، ومن غير المفاجئ فى هذا السياق أنها وجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى موسكو وكاركاس إثر وصول طائرتى "تو-160" إلى فنزويلا، حيث وصف وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، هذه العملية بـ"هدر الأموال العامة من قبل حكومتين فاسدتين".
Trump-n(1)
1034940695
20188573831271