تشهد محافظة الفيوم، صباح غد، الجمعة، ظاهرة فلكية فريدة لتعامد الشمس على قدس الأقداس فى معبد قصر قارون، والتى تتكرر كل عام بالتزامن مع تعامد الشمس على معبد الكرنك بمحافظة الأقصر.
معبد قصر قارون، يبعد حوالى 65 كم عن مدينة الفيوم، ويقع جنوب غرب بحيرة قارون ضمن التقسيم الجغرافى فى شمال غرب إقليم الفيوم بمركز يوسف الصديق، وتسمى المدينة بمدينة ديونيسيوس وهى مدينة شيدت فى العصر البطلمى حوالى القرن الثالث قبل الميلاد وكانت تسمى ديونيسيوس نسبة إلى إله الخمر عند اليونانيين فى منتصف المدينة شيد معبد للإله سوبك الإله المحلى لإقليم الفيوم والذى كان يعبد فى صورة تمساح، شيد المعبد من الحجر الجيرى.
ومن جانبه قال سيد الشورة، مدير عام آثار الفيوم، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن المعبد ليس له علاقة بقارون الذى ذكر فى القرآن وهو ما ينوى إعلانه بالدليل للمرة الأولى غدا، حيث أن هناك دليلين على ذلك الأول دينى وهو ما ذكره الله فى سورة القصص "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ"، والثانى سبب تاريخى هو أن هذا القصر تم بناءه فى العصر اليونانى الذى بدأ عام 332 قبل الميلاد ويقال أنه أنشئ فى عام 260 قبل الميلاد وبعض الباحثين أكدوا ذلك بينما "قارون" كان من قوم سيدنا موسى وسيدنا موسى عاش فى عصر الدولة الحديثة أى فى الفترة من 1550 قبل الميلاد إلى 1070 قبل الميلاد أى فرق ألف سنة بين إنشاء القصر وعهد قارون.
ولفت مدير عام آثار الفيوم إلى أن القصر خصص لعبادة الإله دينسيوس وهو إله الخمر والحب عند اليونان وتم إضافة بعض الأشياء له فى العهد الرومانى وكان يأوى المسيحيين فى عهد الاضطهاد الرومانى للمسيحيين، وكلمة قصر جاءت بعد الفتح الإسلامى وكان المسمين يسمون المعبد قصر ولذلك أطلقوا على محافظة الأقصر هذا الاسم لضمها قصور كثيرة.
وعن ظاهرة تعامد الشميس على معبد قصر قارون، أشار مدير عام آثار الفيوم إلى أنه مكتشفها هو الدكتور مجدى فكرى، وبدأ الاحتفال بها 2010 وتتعامد الشمس لمدة 25 دقيقة حتى تدخل لمدخل المعبد ثم تتسرب من خلال محور المعبد لتضىء المقصورة الوسطى لقدس الأقداس، والتى يفترض أنها كانت تحتوى على المركب المقدس للإله سوبك لتنحرف يمينا لتنير المقصورة اليمنى والتى يفترض أنها كانت تحتوى على تمثال الإله فيما تظل المقصورة اليسرى غارقة فى الظلام حيث كانت تحوى على مومياء للإله سوبك التمساح والتى كانت يجب أن تبقى فى الظلام.
وقال اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم، فى تصريحات خاصة لـ"ليوم السابع"، أنه يولى اهتماما خاصا لهذه الظاهرة لما تمثله من تعبير عن الأهمية التاريخية لمحافظة الفيوم وما تحويه من كنوز أثرية وفرعونية وثقافية وبيئية، لافتا إلى أنه عقد عدة اجتماعات خلال الفترة الماضية مع مسئولى هيئة تنشيط السياحة بالتعاون مع مسئولى المراكز والمدن بيوسف الصديق وأبشواى وسنورس ومسئولى قصر ثقافة الفيوم والشباب والرياضة والتربية والتعليم والجامعة وغيرها من الجهات ذات الصلة بإنجاز الأعمال على أكمل وجه لخروج الحدث بالشكل اللائق بالمحافظة كونها محافظة سياحية، لافتا إلى أنه يسعى خلال هذه الفترة بالاهتمام بالمعالم السياحية بالمحافظة لإبرازها بالشكل اللائق وأنه يرحب بتنظيم أى فعاليات من شأنها أن تظهر الجوانب الجذابة للمحافظة وكانت آخر هذه الفعاليات الناجحة "بطولة تحدى أبطال العالم فى الباراموتور" والتى شارك فيها عدد من الدول العربية والأجنبية وخرجت شكل مشرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة