عزيزى الوطن، تحية طيبة وبعد
إزيك وإزى حالك وكيف حال مواطنيك؟ يارب تكون مستقر وفى أحسن حال، وتلك أمنية تحقق نصفها الأول بإخلاص رجال على جبهة الحرب مع الإرهاب وآخرين على جبهة البناء، أما فيما يخص النصف الثانى، فتبقى المشكلة قائمة، فلا أحد يمكنه أن يشعر بالخير وهو يرى عجائب الناس يتلاعبون بدفاتر أولويات الوطن، ويشخبطون فى ورقة حاضره ومستقبله، ويجعلون ما هو أعلى أسفل وماهو أسفل فى الأعلى، ويرفعون توافه الأمور إلى مقدمة أولوياتك، بينما يخسفون بالهام منها الأرض.
عزيزى الوطن.. دفترك فى يدك، مستقبلك أمام عينيك، مواطنوك فى أحضانك، اقطع كل الصفحات التى شخبط فيها مدعو الوطنية والنضال والمعارضة كلاما فارغا يعلى من مصلحتهم على مصلحتك العليا، واكتب أنت من جديد أولوياتك، ضع أجندتك التى تضمن استقرارك ومصلحتك ومستقبلك حتى ولو تم ذلك على جثث أهل الفساد وهواة الشهرة والمعارك الشخصية وصراع المميزات والحصانات وخدمة من يدفع أكثر.
عزيزى الوطن.. ضع وجعك فى أقرب رف، واصرخ فى وجوههم بأن هذه ليست أولوياتك، أخبرهم بأن افتعال معركة على فستان فنانة نصف مشهورة ليست من أولوياتك وأنت تحارب إرهابا تموله دول وأجهزة مخابرات بسخاء، أخبرهم بأن معاركهم حول تقسيم قطع أراضى الجنة والنار التى لا يملكون مفاتيحها أصلا ليست من أولوياتك وأنت تتحدى ظروفا اقتصادية صعبة.
أخبرهم ياوطن أن بذل الجهد فى نقاش حول قوانين تخص فسخ الخطوبة داخل البرلمان ليس ضمن اهتماماتك، وأن تعانى مع قوانين أحوال شخصية وميراث وتحتاج إلى قوانين تشجع الاستثمار وتدعمك فى حربك ضد الإرهاب.
عزيزى الوطن، انتفض واصرخ قائلا: «لكم أولوياتكم ولى أولوياتى» ربما يتفهمون ويخرسون..
ربما يفهم الشيخ خالد الجندى أو تفهم منى برنس أو البرادعى أو غيرهم من هواة الشهرة أن وطنا يحارب تطرفا وإرهابا مسلحا، ويستهدف الخبثاء وحدته الوطنية، من المؤكد أنه ليس مهتما بأن يعرف مصير القدرة الجنسية للرجال فى الجنة، وليس فى حاجة إلى مغازلات الكيان الصهيونى، كما أنه لا يحتاج تغريدات مطلسمة يكتبها شخص هرب من مسؤوليته مع أول أزمة ومشغول بتصدير الفوضى والتحريض عليها.
أخبرهم أنك مهتم أكثر بمعرفة من يقف فى ظهره حارسا، ومن يقف خائنا وطاعنا، ربما يفهم أهل النخبة والثقافة أن وطنا يخوض معارك فكرية تخص هويته ويتعرض لحرب إعلامية قذرة هدفها النيل من تراثه وهدم ثقة مواطنيه، لا يحتاج إلى تقييم صلاح الدين على شاشات التليفزيون، ولا يحتاج إلى معرفة إن كان حقيرا أم لا، بقدر ما يحتاج هذا الوطن إلى تقييم حقيقى لنخبته ومثقفيه ومفكريه لكى نعرف من منهم يعمل لصالح هذا الوطن وأهله، ومن منهم ينتفض لإثارة الجدل كلما ابتعد عن دائرة الضوء، أو طال انتظاره لمنصب يطمع فيه.
ربما تفهم الأستاذة فاطمة ناعوت أن الحريات «مش بالمزاج»، حينما يتهمونها بازدراء الأديان تحول الوطن بتصريحاتها إلى همجى وجاهل وغير ديمقراطى، وحينما لا يعجبها تصريح لرجل دين تكون أول واحدة فى طابور من يطالب بمحاكمته بتهمة ازدراء الأديان، وكأن الحريات فصلت لفاطمة ناعوت دون غيرها.
اصرخ ياوطن بأنك لك أولوياتك ولهم أولوياتهم، ربما يدرك نشطاء الفيسبوك أن مصلحة البلد أهم من إفيهاتهم منزوعة المنطق والضحك، وربما يفهم أهل المؤسسات الدينية الرسمية أن القضاء على التطرف لن يتم بخطبة موحدة وإجراءات روتينية وأئمة لا يستطيعون الإنفاق على أنفسهم، وربما يتفهم المتصدرون لمشهد التنوير أن تجديد الخطاب الدينى لن يتم بالإهانة والشتائم فى كل ما هو تراثى وقديم، وربما يفهم الأستاذ سمير صبرى أن وقت مسارات التقاضى فى مصر أثمن بكثير من أن يزحمه بهذه المعارك والبلاغات التافهة.
عزيزى الوطن.. أخبرهم بصرخة أن دفتر أولوياتك لم يعد يتحمل العبث وهواة الشهرة والمعارك الشخصية، لم يعد هناك مجال لأن يرتبه أحد وفقا لهواه ومصلحته، أخبرهم أن دفتر أولوياتك يتصدره الحفاظ على استقرارك وحل الأزمة الاقتصادية وتطهير ترسانة التشريعات التى عطلتنا لسنوات، وتطوير التعليم، وتحسين خدمة الصحة، ومحاربة الإرهاب بالرصاص والأفكار.. أخبرهم بأن تلك هى أولوياتك، وكل ما سواها تهريج فى تهريج.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوي
ابدعت ونطقت بصرخه الحق
تسلم استاذي احييك وياليت هؤلاء يفهمون
عدد الردود 0
بواسطة:
ali
احييك واشدد على يدك وابارك قلمك
بارك الله فيك كلمه حق وبيان للناس ينطق من صاحب ضمير وخلق لا يقصد منه الا بيان الحق وتعريه المنافقين احييك ثم احييك
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى الاصيل
صدقت....خالص تحياتى
اكثر الله من امثالك يا استاذ محمد......لقد اصبت كبد الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. مى
رائع
صدقت أستاذ محمد تحياتي لهذا المقال الرائع