فجر قرار الإنسحاب الأمريكى من سوريا مفاجأة كبرى لحلفاء واشنطن قبل خصومها، ونُظر إلى الإجراء كونه تخلى من الإدارة الأمريكية عن استراتيجية تحجيم النفوذ الإيرانى فى الميدان السورى، هذا الرأى تبناه محللون غربيون والمحور الذى يرى فى التواجد الإيرانى بدمشق منذ 8 سنوات مصدر إزعاج له، مع اعتراف الجميع أن القرارالأمريكى متناقض ومحير ، مع توجه الرئيس دونالد ترامب السيطرة على ايران ، ففى الوقت الذى أكدت فيه إدارته عزمها على إخراج كل القوات التي تعمل بإمرة إيران في سوريا، يصدر ترامب هذا القرار، وأصبح التساؤل: كيف ستخرج الولايات المتحدة الوجود الإيرانى من هذا البلد؟.
إذن ماذا تمتلك الولايات المتحدة فى جعبتها من الأدوات التى تمكنها من تحجيم طهران فى الميدان السوري؟، الإدارة الأمريكية لم تصدر صيغة بديلة تتيح لها التوفيق بين انسحابها ومساعيها لإخراج إيران، غير أن ترامب ، برر خروجه فقط وجعله منوطا بالقضاء على داعش فى هذا البلد، لكن من المؤكد أن عقلية رجل الأعمال المسيطرة على ترامب لن تسمح له بأن يخسر ما أنفق طيلة السنوات الماضية ويسلم سوريا إلى الرئيس بشار الأسد ، وظهيره السياسى فى إيران بجرة قلم.
أولى سيناريوهات ما بعد الإنسحاب هى الدبلوماسية التى تعد إحدى الأدوات التى تمتلكها واشنطن فى سوريا، وفسر ذلك المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، برايان هوك، قبل أسابيع، عندما عن عزم واشنطن إخراج كل القوات الموالية لطهران من سوريا ووقف أنشطتها العدوانية، معتبرا أن ذلك يمثل أولوية لواشنطن، وقال فى مقابلة أجرتها مع سكاي نيوز عربية،"لدينا مبادرتان تحدثان الآن في سوريا. لدينا القوات الأمريكية الموجودة هناك لضمان الهزيمة التامة لداعش، وهناك دبلوماسيونا، وخاصة المبعوث الخاص لسوريا السفير جيم جيفري، الذي هو معروف جدا لحكومات الشرق الأوسط، ويحظى باحترام كبير. لقد جعل إخراج إيران من سوريا أحد أهم أولوياته الدبلوماسية".وتابع"ففي حين يحارب جنودنا داعش لهزيمته تماما، فإن دبلوماسيتنا تسعى لتحقيق هدف إخراج كل القوات تحت القيادة الإيرانية من سوريا".أوضح المبعوث الأمريكى الخاص، سعي واشنطن لعقد اتفاق جديد مع إيران، يشمل "مجمل سلوكها الخبيث"، قائلا: إن خطأ الاتفاق الحالي أنه محصور بالنشاط النووي الإيراني.
جيم جفري
السيناريو الثانى، وفقا لواشنطن هو مواصلة الضغط، وصرح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، بأن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على الحكومة السورية والإيرانية بعد انسحاب القوات من سوريا، وقال المصدر "سنستمر في الاستخدام الفعال للأدوات المتاحة لجميع مؤسساتنا في محاولة التأثير على سلوك نظام الأسد ومساعديه الإيرانيين"، والضغط الذى يتحدث عنه قد يكون عبر فرض المزيد من العقوبات على طهران وتقويض تحركاتها.
السيناريو الثالث وقد يكون مستبعدا بعض الشئ وهو خطة إسرائيلية لدفع إيران على الانسحاب من سوريا، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستصعد معركتها ضد القوات المتحالفة مع إيران فى سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، لم يشير إلى تفاصيل هذا التصعيد لكن مجلة "يسرائيل ديفينس العبرية ، قالت إن هناك خطوات إسرائيلية محددة هدفها دفع إيران، على الانسحاب من سوريا، أهمها الضربات الجوية للأهداف الإيرانية في القلب السوري نفسه"، وإذا أعددناة سيناريو واقعى فان ذلك من شأنه تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل فى سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة