أقامت وزارة الثقافة، يوم الخميس الماضى، وبعد سنوات طويلة تصل إلى ثمانية وعشرين عاما من التوقف، احتفالا لتكريم الحاصلين على جوائز الدولة فى فروع التشجيعية والتفوق والتقديرية والنيل، فى شكل يليق بنا وبثقافتنا وبتاريخنا وبتاريخ هذه الجوائز التى بدأت عام 1958، وأتمنى أن يدوم هذا التقليد وألا يكون مرة والسلام.
وفى الصور التى انتشرت للحفل وفى التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى نعرف أن المكرمين كانوا فرحين، وليس هناك أفضل من فرحة مبدع «كاتب/ فنان/ عالم» فى وطنه، فهو مهما لقى من صنوف التكريم فى أى مكان فى العالم يظل اعتراف وطنه به له معنى مختلف به يتحقق كل شىء.
إضافة إلى ذلك لم يكن الاحتفال قاصرا على التكريم فقط، لكنه احتوى كثيرا من الأطروحات الجديدة المتعلقة بمستقبل الجوائز فى مصر، منها السعى لرفع قيمة جائزة نجيب محفوظ إلى نحو ثلاثمائة وخمسين ألف جنيه بدلا من خمسين ألفا فقط، ووضح لوائح وشروط تحولها إلى جائزة بمواصفات عربية، وربما فى يوم من الأيام تصبح بمواصفات عالمية، وذلك أمر جيد، لأن نجيب محفوظ يستحق ذلك، ولأن مصر تستحق ذلك أيضا.
كذلك من النقاط المهمة التى طرحت فى حفل التكريم السعى لإنشاء جائزة النيل للمبدعين الأفارقة، ونحن نتذكر العام الماضى إضافة جائزة النيل للمبدعين العرب، التى فاز بها فى دورتها الأولى الفنان السورى التشكيلى يوسف عبدلكى، وهو ما أضفى على الجوائز قدرا كبيرا من الاتساع المهم لتجاوز المحلية، وبالتالى فإن التوجه إلى أفريقيا سيكون أمرا طيبا جدا.
نعرف جميعا أن أفريقيا هى عمقنا الحقيقى ومستقبلنا الاقتصادى والاجتماعى، لذا فإن النظر إليها من زاوية الإبداع شىء عظيم، لأنه يثبت الندية والمساواة بين الجميع، لا نظرات تقليل ولا دونية فى الرؤية، بل إن الجميع قادر على الإبداع، وبالتالى قادر على الفوز بالجوائز، التى سوف تضاف إلى السيرة الذاتية للمبدع الأفريقى، وبالتالى سوف يذكر اسم مصر كلما ذكر هذا المبدع أو ذكر إبداعه.
المهم أن هناك جانبا آخر مهما يجب ملاحظته، حال التفكير فى وضع شروط جائزة النيل للإبداع الأفريقى، هو عدم تحديد لغة معينة أو بلدان محددة للجائزة، إضافة إلى العمل عن ابتعادها عن السياسة، بل نمنحها للمستحقين فى القاردة السوداء، الذين استطاعوا أن يحققوا أنفسهم، كما أتمنى منحها للمبدعين الذين هم فى منتصف العمر، هؤلاء القادرون على الحركة والمشاركة فى الفعاليات حتى ينتشر اسم الجائزة مع قدرتهم على مواصلة الإبداع ومواصلة الانتشار.
وفى النهاية، أؤكد أن هذه خطوة جيدة أتمنى لها أن تتحقق على أرض الواقع، لأنه إضافة لوزارة الثقافة ولمصر ولأفريقيا.