د. صالح عزب يكتب: حول مؤتمر التنوع البيولوجى

السبت، 22 ديسمبر 2018 07:03 م
د. صالح عزب يكتب: حول مؤتمر التنوع البيولوجى دكتور صالح عزب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انعقد المؤتمر الرابع عشر للاتفاقية الدولية لحماية التنوع البيولوجى بمدينة شرم الشيخ، لترأس مصر المؤتمر من الآن ولمدة ثلاث سنوات تتسلم الصين الرئاسة بعدها سنة 2021.

وينصرف التنوع البيولوجى الى كل الكائنات التى تعيش فى أجسامنا وحولنا بكل مكان, بدءآ من البكتريا والفيروسات والطفيليات والحشرات والطيور، مرورا بالأشجار والنباتات، وإنتهاء بالحيتان والأفيال، وكلها تعيش فى جماعات متكافلة تعتمد فى حياتها على بعضها البعض, ولكل منها وظيفة محددة فى السلسة الغذائية بالنظام الإيكولوجى أغلبها لايري بالعين المجردة أو مخفى فى التربة, وبعضها نادر الوجود، بعضها قصير العمر، وبعضها قديم والآخر حديث كلها تتداخل فى علاقات يصعب تحديد معالمها وتشكل معآ طبيعة وخصائص النظام الإيكولوجى فى المكان والزمان المحددين الذين نشأت وتأقلمت فيهما.

ومن المحال إحصاء عدد الأنواع فى مكان محدد، وبالأحرى على الكوكب كون أغلبها كائنات بحرية أو غابية أو نباتية. وكل ما إستطاع العلماء حصره حتى الآن هو 1,4 مليون نوع، ويقدرون أن عدد الأنواع على الأرض يتجاوز 30 مليون نوع.

تقدم هذه التنويعات الحيوية منافع عامة إقتصادية وإجتماعية مجانية ولأنها مجانية فلم يحاول الإقتصاديون وضع قيم مالية لفوائدها, إلا بعد أن شعر الإنسان بالتدهور الواضح فى هذه المنافع والخدمات التى تقدمها النظم الإيكولوجية التى تحتويها.

وتتراوح هذه المنافع بين التحكم فى المناخ وتوازن غازات الغلاف الجوى, مرورآ بتخصيب التربة وتثبيتها وحمايتها من التعرية, وتنقية المياه فى الغابات المطيرة والحماية من الفيضانات وتوليد الأكسجين وإمتصاص ثانى اكسيد الكربون, وبين التحكم فى الحشرات والميكروبات والفيروسات من التكاثر والتوحش مما يتسبب فى ظهورأمراض جديدة بسبب إنقراض الأنواع التى كانت تفترسها وتتغذى عليها.

إن المهمة التاريخية الملقاة على عاتق الإنسان هى حماية التنوع الحيوي, ليس فقط كحقوق للأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا, بل أيضآ للجيل الحالى، وذلك أن مشروعات التنمية الإقتصادية لايجب أن تتم على حساب سلامة النظم الإيكولوجية, وتدمير كائنات أخرى تعيش معنا على الأرض, ونشتبك معها فى علاقات تكافلية, بحيث لايمكن الإستغناء عن خدماتها, فلا يتصور حياة للإنسان بدونها.

تتعرض هذه التنويعات الحيوية لمخاطر تهدد وجودها, ومن ثم تهدد إستمرار الوجود البشري فى الأجل الطويل. لقد وصل الصيد الى 100 مليون طن مترى سنويآ من الكائنات البحرية, وهو معدل أسرع بكثير من قدرة النظم الحيوية على الإستعاضة وإستعادة حيويتها. حتى إنقرضت نصف الكائنات البحرية تقريبآ، ويقدر علماء البحار أننا سنفقد كل الأسماك التجارية المعروفة الآن خلال نصف قرن. وإنتشرت مايسمى بالمناطق البحرية الميتة التى تنخفض فيها نسبة الأكسجين الضرورية لاستمرار الحياة. كما لانخفضت مساحة الشعب المرجانية بمقدار الثلث منذ الثمانينات.

لقد فقدنا 60% من النظم الإيكولوجية المعروفة بسبب الأنشطة البشرية التالية:

1- الزراعة الأحادية ( زراعة نفس المحصول بكثافة عدة مرات للتصدير, يؤدى لسرعة إستنزاف النترات وديدان الأرض ومن ثم تبويرها).

2- تم إزالة نصف غابات العالم لقطع أشجارها وتجارة الأخشاب, أو لإستغلال الأرض.

3- التوسعات فى البنية التحتية التى تقوم بها القري والمنشآت السياحية, وردم البحار لتوسيع الشواطئ, وإلقاء مخلفاتها فيها.   

4- التلوث الناجم عن انشطة الإنسان الإستهلاكية والإنتاجية سواء تدفقات سائلة سامة لإحتوائها على كيماويات ومعادن ثقيلة, أو إنبعاثات غازية سامة تطلقها المصانع والآلات من حرق الوقود الإحفورى.

5- العمليات العسكرية والحروب التى تدمر البيئات وتخربها لأزمان طويلة.  










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة