أكرم القصاص

مجلة «العربى» الكويتية فى القاهرة.. 60 عاماً من الثقافة العربية الرفيعة

السبت، 22 ديسمبر 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لمحة محترمة وذكية أن يتم اختيار القاهرة للاحتفال بوصول مجلة «العربى» الكويتية ستين عامًا، تحت عنوان «مصر بعيون مجلة العربى»، هذه المجلة التى عبرت منذ صدورها على كل الخلافات العربية، وقدمت الثقافة الرفيعة، تصدر من الكويت، وتحررها الأقلام العربية، من المحيط للخليج. ومنذ أعدادها الأولى ركزت «العربى» على استكشاف المشتركات الثقافية الاجتماعية وجاب كتاب المجلة العالم العربى فى ملف «الاستطلاع» ليقدموا توثيقًا مهمًا لحياة المجتمعات العربية، وتمثل مخزونًا ثقافيًا مهمًا.
 
ومجلة «العربى»، هى من أقدم المجلات الكويتية، صدر عددها الأول فى ديسمبر 1958، وهى شهرية ثقافية مصوَّرة، وتصدر منها منشورات دورية أخرى، مثل «العربى العلمى» و«كتاب العربى»، ومجلة «العربى الصغير» للأطفال، وتطبع من كل عدد 250 ألف نسخة، والنسخة الواحدة يقرأها عشرات الأفراد وكنا نحجزها كل شهر لنفوز بنسخة، وكانت توزع فى القاهرة أكثر من 30 ألف نسخة، وبدأت تباع فى مصر بخمسة قروش، وظلت تباع بـ25 قرشا حتى الثمانينيات من القرن العشرين،ولم يتجاوز سعرها الجنيه، بالرغم من أن تكلفة النسخة عشرين ضعف السعر وأكثر. لكنها كانت جزءًا من سلاسل مثل «عالم المعرفة والثقافة العالمية والمسرح العالمى وعالم الفكر وغيرها»، وتمثل وجبات ثقافية وفكرية، وأنفق الكويت مئات الملايين على مدى عقود على نشر الثقافة الرفيعة التى تقدم بأسعار زهيدة للمواطنين العرب، وقدم كل هذا خدمة للثقافة والمثقفين، وهو استثمار فى الثقافة لم يستهدف منه الكويت ربحًا بل فعل هذا دعمًا للثقافة والعلم.
 
وكان اختيار القاهرة، لأن مجلة العربى كانت مثالًا لتفاعل ثقافى مصرى كويتى عربى، حيث احتضنت الكويت عددًا من كبار المثقفين والكتاب المصريين وهى تؤسس لنهضتها الثقافية والديمقراطية، شارك هؤلاء فى تأسيس الجامعات والمجالس الثقافية، باعتبار الثقافة قوة عابرة للأقطار، لاتعرف المحلية، ومثلما تفاعل المثقفون السوريون واللبنانيون والعرب فى صياغة ثقافة التنوير من القاهرة منذ نهاية القرن التاسع عشر. والتى استمرت طوال القرن العشرين، وجعلت القاهرة مصدرًا لإنتاج واحتضان الأفكار والثقافة.
 
وكانت لمحة وفاء أن يتم تكريم اثنين من أكبر الكتاب المصريين والعرب، مؤسس العربى وأول رئيس لتحريرها الراحل الدكتور أحمد زكى، والكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين ثانى رؤساء التحرير، ومعهم بالطبع مثقفون كويتيون كبار تولوا رئاسة التحرير، ومنهم الكاتب والمثقف الكويتى الكبير محمد الرميحى، ثالث رؤساء التحرير والدكتور سليمان العسكرى المثقف الكويتى الكبير الذى تولى رئاسة تحرير العربى، والمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب بالكويت، وهو واحد من أهم وأكبر المؤسسات الثقافية العربية.
 
ومن المفارقات اللافتة أن أمير الكويت الحالى الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كان رئیسًا لدائرة المطبوعات والنشر عام 1958 وهو الذى أشرف على إصدار مجلة «العربى» وعدد من السلاسل الثقافية المهمة التى أثرت الثقافة العربية، وأراد بالمجلة ربط العالم العربى من المحیط إلى الخلیج كما قال وزیر الإعلام وزیر الدولة لشؤون الشباب الكویتى محمد الجبرى فى كلمته بالاحتفالية.
 
بينما أشار السفير الكويتى بالقاهرة محمد الذویخ، إلى أن مجلة العربى تمثيل للعلاقات الأخویة المتمیزة بین الكویت ومصر وباقى الأقطار العربیة، وأن «العربى» تبوأت مكانتها الثقافية العربية بتولى رجال أكفاء بدءًا من الكيمائى المصرى العربى أحمد زكى عاكف الذى أدار مجلة العربى ووضع لها الأسس الراسخة التى أكملت بها المسيرة التى طافت بلادًا عربية عدة ثم أحمد بهاء الدين والذى وصفه الذويخ بعراب مهنة رئاسة التحرير وأيضًا الدكتور محمد الرميحى والدكتور سليمان العسكرى ووصولًا لرئيس التحرير الحالى دكتور عادل العبدالجادر.
 
وقد دعا الدكتور زياد بهاء الدين الذى تولى والده الكاتب الراحل الكبير أحمد بهاء الدين ثانى رئيس تحرير إلى دراسة تجربة مجلة العربى وتأثيرها فى الثقافة العربية، وكيفية تحول دولة الكويت لمنارة الثقافة فى الوطن العربى.
 
وقال رئيس تحرير مجلة العربى السابق سليمان العسكرى، إن إقامة احتفالية مجلة العربى فى القاهرة رسالة عرفان بالدور المصرى فى تأسيس المجلة والمؤسسة الثقافية التى كتبت بأقلام كل المبدعين العرب، وتمثل خريطة للثقافة العربية على مدار ستة عقود، وسجلًا لكل المحطات التى مرت بها المجلة ومنها فترات الانكسارات السياسة والثقافية أيضًا.
 
لقد كانت مجلة «العربى»، ومعها عشرات الدوريات الثقافية الرفيعة، جسرًا ثقافيًا، يربط القراء والمثقفين العرب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة