نصر فتحى اللوزى يكتب: عندما يتحول السؤال إلى مبادرة

الأحد، 23 ديسمبر 2018 12:00 م
نصر فتحى اللوزى يكتب: عندما يتحول السؤال إلى مبادرة وزارة الأوقاف - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كتب أحد المهمومين بما ينفع الناس على صفحته الخاصة بالفيس بوك سؤالا، لماذا يكثر التبرع للمساجد على الرغم من كثرتها والعزوف عن التبرع للمستشفيات والمدارس رغم كثرة المحتاجين بهما؟.

وللإجابة على السؤال أقول، لقد انتشر فى ربوع مصر من ينادون بأعلى اصواتهم على ضرورة توجيه أموال الزكاة لبناء مسجد، وغاب عن الكثير منهم (فقه الاولويات)، فبناء المساجد لا يدخل ضمن مصارف الزكاة، ولقد نصحت دار الافتاء الناس بان (يبادروا) الى التبرع لبناء وتطوير المستشفيات والمستوصفات فى مجتمعاتهم، وأن لا يقتصر هذا على زكاتهم، وأن ينشأ لذلك صناديق ثلاثة وفى رأيى ضرورة اتباع الإجراءات القانونية والإدارية المتعارف عليها فى هذا الشأن   لدرء الشبهات وحماية المال الذى أصبح (مال عام) ممن أصابهم مرض اللهث بحثا عن شهرة او الاستفادة المادية بطريق مباشر او غير مباشر او كليهما معا مع ضرورة تشكيل اللجان المنوط بها الاشراف دون الاقتصار على فرد او اثنين فقط لوضوح حسن النوايا .

 الصندوق الاول: يكون للوقف   يوقف فيه الناس اموالهم ويجعلون ثمرتها لصالح هذا المستشفى او المستوصف وعلاج المترددين عليهما ابد الدهر (وقف دائم)

  الصندوق الثانى: يكون للصدقات ويتصدق منه على البناء والتأسيس والصيانة واظهار المبنى بصورة لائقة بالمسلمين انشائيا ومعماريا وفنيا .

   الصندوق الثالث: يكون للزكاة يصرف منه على الآلات والأدوية ومصاريف العلاج والإقامة والأكل والشرب المتعلقة بالمرضى سواء كان ذلك بصورة مباشرة او غير مباشرة كمرتبات الموظفين وأجور الأطباء ومصاريف العمليات الجراحية والأشعات والتحاليل ونحو ذلك، الزكاة ليست لبناء المساجد إنما الإنسان مقدم على البنيان   وبناء الساجد قبل بناء المساجد .

  المسجد بدون امام ليس له جدوى   والمستشفى بدون طبيب ليس منه فائدة وأهمية   وهنا يظهر لنا بوضوح اهمية المدرسة لتخرج لنا الامام والطبيب، وبالتالى فإنه لا حاجة ماسة وضرورية لتعدد المساجد فى حالة كفايتها واستيعاب روادها .

  الصلاة تصلح ولو على الارض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وجعلت لى الارض مسجدا وطهورا وأيما رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصل"، إننا بحاجة ماسة للمستشفيات والمدارس ويجب أن نتوجه جميعا لتدبير احتياجاتنا وأولوياتنا .

 اننا فى حاجة ماسة الى انقاذ الخطاب الدينى من الجمود، وترشيد النصيحة بما ينفع الناس، نقول انقاذ ونقول ترشيد ونقول تطوير الخطاب الدينى بما لا يخل أبدا بأصول ما جاء بصحيح الدين والسنة النبوية المطهرة .

   لقد تحولت اجابة السؤال الى مبادرة  يجب أن نبادر جميعا الى تحقيق الهدف منها   مع عدم نسيان الاحلال والتجديد المستمر للمساجد "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ" صدق الله العظيم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة