الأفعال أعلى صوتا من الأقوال، ونحن تجرعنا مرارة العيش منذ 25 يناير 2011 وحتى 2014 مرارة تجارة الشعارات، وعمالقة الكلام، وأقزام الأفعال، بينما مصر كانت تتهاوى للسقوط والانقراض من فوق الخريطة الجغرافية مثل انقراض الديناصورات..!!
وبعد عام 2014 واختيار عبدالفتاح السيسى، رئيسا لمصر، بما يشبه الإجماع الشعبى، رسخ لقيمة الأفعال، والابتعاد عن الأقوال، وبدأ مهمته الانتحارية، بإعادة الوطن المختطف، وترتيب دولاب إعادة الأمن والاستقرار، ومواجهة استعمار التنظيمات الإرهابية، التى زرعها الإخوان فى كل شبر فى مصر، ثم بدأ فى التدخل الجراحى وعلاج أمراض مصر فى مختلف المجالات، بمشرط جراح ماهر..!!
قيمة وقدرات ومهارات قائد السفينة، تظهر فقط عندما يواجه الأعاصير والأمواج العاتية، وينجح فى الإبحار بها إلى بر الأمان، وقدرات عبدالفتاح السيسى ظهرت فعليا، عندما تسلم البلاد، فى أصعب فترات انهيارها فى مختلف المجالات، ووسط أعاصير وفيضانات المؤامرات داخليا وخارجيا، اتخذ قرارات ثورية، لم يجرؤ على اتخاذها جميع من سبقوه فى حكم مصر، خوفا وارتعاشا، واضعا مصلحة الوطن فوق مصلحته الخاصة، ولم يبالِ بفقدان شعبيته الجارفة فى الشارع، ولم يضع فى اعتباره مستقبله السياسى، مؤمنا أن قيادة دولة وشعب بحجم مصر ليست نزهة صيد، أو المشاركة فى بطولة التنس مثلًا.. إنما القيادة أن تقتحم منطقة الوباء متعرضًا لجراثيمها، وتغرس قدميك فى الطين، وتصارع حتى تلهث، وتمد يدك إلى الشعب الغارق فى الأوحال، وشعبنا الذى ينهض من الطين بنفسه يفرح بكل يد تمتد إليه بالعون، وكل صوت يدعوه إلى هدى، وهذه هى اللحظة، التى يمتحن فيها الزعماء!!
القيادة والزعامة ليست الجلوس أمام كاميرات القنوات الفضائية والصحف، تتحدث عن شعارات شبيهة بالسراب، وترديد خطابات متشنجة، وتدعو للعيش والكرامة، دون تقديم حيثيات لهذه الدعوات، وإنما القيادة القدرة على اتخاذ قرارات خطيرة، ومواجهات حاسمة لأعتى المشاكل لحلها، وتحقيق إنجازات لا يمكن لعين عدو قبل الصديق أن تخطئها، وتقف أمامها بإعجاب شديد!!
السيسى رجل الأفعال، استطاع خلال 5 سنوات فقط، من تحقيق إنجازات تندرج تحت خانة المعجزات، مائة ضعف ما تحقق طوال أكثر من 40 سنة سابقة، وأن الإنجازات تحققت فى كافة المجالات، ولم تكن مقصورة فقط على مجال بعينه، وفى تقديرى أن أبرز الإنجازات العبقرية، التى سيسطرها التاريخ للنظام الحالى، بأحرف من نور، تغيير ثقافة «الاستيراد» لكل شىء إلى ثقافة التصدير والإنتاج، وهناك فارق شاسع، بنفس اتساع المسافة بين السماء والأرض، بين ثقافة الاستهلاك والاستيراد لكل شىء، وبين ثقافة الإنتاج والتصدير، والقدرة على أن تأكل مما صنعت أيديك، وتقتحم أسواقا خارجية لجلب العملات الصعبة.
وخلال الساعات القليلة الماضية، وبينما كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يفتتح مشروع إنشاء وزراعة 7100 صوبة زراعية بعدة مواقع على مساحة 34 ألف فدان، كان هناك أمران لافتان، الأول ما أعلنه مسؤول شركة «روفيبا الإسبانية» من أن ما حققته دول العالم من إنجازات فى تأسيس وزراعة الصوب، ومشروعات أخرى، فى 40 سنة، حققته مصر تحت رئاسة السيسى فى عامين فقط، أى أن «سنة» السيسى توازى 20 سنة إنجازات فى دول أخرى، وهو ما يعيد للأذهان نفس ما أكده الألمان، وتحديدا رئيس شركة سيمنس، المنفذة لإقامة المحطات الكهربائية.
والأمر الثانى أن الجيش المصرى حافظ على ترتيبه المتقدم كأقوى جيش عربى وأفريقى، وفقا لتصنيف منظمة «جلوبال فاير باور» الأمريكية لتصنيف قدرات الجيوش حول العالم، وقالت المنظمة فى تقرير نشرته عبر موقعها الإلكترونى، يوم الجمعة: إن مصر تحتل صدارة الترتيب لأقوى الجيوش الأفريقية والعربية لعام 2018، والمركز 12 عالميا، متفوقا أيضا على نظرائه الإيرانى والباكستانى والإسرائيلى.
المعجزات فى الكهرباء والمشروعات الزراعية والغاز والبترول ومصانع الرخام، وقوة تسليح جيش مصر، وطرق وكبارى ومدن وعاصمة إدارية، وغيرها من المعجزات التى نراها ونشاهدها يوميا، لم تُنسِ السيسى ملفات الصحة والتعليم والعشوائيات وإخراج الغارمات والغارمين من السجون، وهى إنجازات عظيمة الأثر إنسانيا واجتماعيا.
نعم، فيروس «سى» كان حتى وقت قريب وحشا ينهش أكباد المصريين، ومصر كانت تحتل المراكز المتقدمة فى انتشار الوباء بين مواطنيها، ما يعد كارثة إنسانية كبرى، وكانت تتجلى المأساة عند الذهاب لمستشفيات الأورام ومراكز الكبد وحتى العيادات الخاصة، فالمشاهد كانت مفجعة من هول تكدس الطوابير من المرضى، وتصاعد صرخات آلامهم، كان القرار الصائب والرائع من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإعلان عن مواجهة هذا الوباء، والقضاء عليه، وبالفعل تمكنت مصر فى مدة قصيرة من تحقيق نجاحات مبهرة، ولم يكتفِ بذلك، وإنما قضى على قوائم الانتظار، وتدشين قانون التأمين الصحى، بجانب مواجهة كارثة العشوائيات، التى تعد ورما مؤلمًا للعيون أن تبصره، وجرحا يستغله كل أعداء بلادنا لتشويهنا، فوضع خطة القضاء عليها، وإقامة مساكن آدمية، صحية، ثم اقتحم ملف إخراج كل الغارمات والغارمين المحبوسين فى السجون نتيجة عدم القدرة على تسديد بضعة جنيهات، فقرر أن يتم سداد المبالغ بديلا عنهم، وإخراجهم من السجون.
مصر تطير نحو التقدم على جناحى التنمية الحقيقية «الزراعة والصناعة والغاز والبترول» بجانب تطوير ملفى «التعليم والصحة»، والاهتمام الكبير بالملف الأمنى متمثلا فى تأهيل وتسليح جيش قوى يحمى هذه المقدرات، وخلال الأيام المقبلة ستشهد مصر سلسلة افتتاحات مصانع عالمية، سيقف أمامها المصريون باندهاش شديد، ويسألون: متى تم التنفيذ وكم تكلفت؟؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة