توافد المئات من أتباع الطرق الصوفية على محيط مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه، بحى الجمالية، وذلك تزامنا مع بدء احتفالات المصريين بذكرى استقرار رأس الحسين، والتى تستمر لمدة أسبوع وتختتم يوم الثلاثاء القادم 1 يناير، حيث توافد الصوفية وقاموا بنصب الخيام والخدمات لتقديم الطعام والمأوى لزوار الحسين الذين يتوافدون من كافة أنحاء الجمهورية، حيث تم إحضار الماشية استعدادا للذبح وتقديمها للزوار.
المصريون يحتفلون بالإمام الحسين ثلاث مرات فى العام يوم مولده فى شهر شعبان، واستشهاده فى شهر محرم، وقدوم الرأس الشريف فى شهر ربيع الآخر، ليتفرد المصريون دون غيرهم بالاحتفاء بسيد شباب أهل الجنة دون غيرهم.
وتزين مسجد الإمام الحسين والمقام الشريف بالأنوار، تزامنا مع بدء الاحتفالات، كما حرصت إدارة المسجد على تيسير حركة الزوار ومنع افتراش المسجد واستمرار الخدمات المعاونة فى نظافة المسجد عقب كل صلاة وتعطير المسجد والمقام بالروائح الزكية.
كما انتشرت ألعاب الأطفال فى الشوارع الجانبية بمنطقة الحسين والتى أقبل عليها الأطفال المرافقين لذويهم الذين جاءوا من كافة أنحاء الجمهورية، متحدين برودة الطقس وكل ذلك حبا فى الإمام الحسين.
وتتزامن احتفالات استقرار رأس الحسين مع اعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية والتى تتزامن مع الليلة الختامية لاحتفالات الصوفيين بذكرى قدوم الرأس الشريف واستقرارها بالمقام الشريف الكائن بالمسجد.
الشيخ علاء الدين ماضى أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، اكد أن الاحتفالات هذا العام لها طابع خاص حيث تتزامن مع احتفالات المصريين مسلمين ومسيحيين بمولد سيدنا عيسى عليه السلام، مضيفا فى تصريحات خاصة، أن الصوفيين سيتواجدون بكثرة متحدين برودة الطقس حبا فى آل البيت، لافتا إلى أن الدعوات التى تصدر كل عام من السلفيين بعدم وجود رأس الحسين بالقاهرة، لا تستحق الرد عليها فالأمر ثابت تاريخيا وهناك العديد من المصادر والمؤرخين الذين أثبتوا ذلك فالرأس فى القاهرة والجسد فى كربلاء بالعراق.
وطالب شيخ الطريقة العزمية اتباع الطرق الصوفية الظهور بمظهر يليق بهم وبالمناسبة العطرة وألا يسمحوا للدخلاء على التصوف الذين يشوهون صورة الصوفية والإتيان بأفعال لا تليق بالمناسبة وبهم.
من جانبه قال عبدالغنى هندى، عضو مجلس إدارة مسجد الإمام الحسين، أن قضية وجود الرأس الشريفة ليست دينية بل تاريخية وعلى السلفيين أن لا يتحدثوا فى هذا الأمر لأنه ليس من اختصاصهم، مضيفا أن هناك مقولة للأديب والمفكر عباس العقاد يقول فيها "فأيّا كان الموضع الذى دفن به ذلك الرأس الشريف، فهو فى كل موضع أهل للتعظيم والتشريف"، بكتابه "أبو الشهداء الحسين بن على".
وأضاف: اتفقت الأقوال فى مدفن جسد الحسين عليه السلام، وتعددت أيما تعدد فى موطن الرأس الشريف، الرأى الأول: الرأس قد أعيد بعد فترة إلى كربلاء فدفن مع الجسد فيها، الرأى الثانى: إنه أرسل إلى عمرو بن سعيد بن العاص وإلى يزيد على المدينة، فدفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة الزهراء، الرأى الثالث: إنه وجد بخزانة ليزيد بن معاوية بعد موته، فدِفن بدمشق عند باب الفراديس، الرأى الرابع: أنه كان قد طيف به فى البلاد حتى وصل إلى عسقلان فدفنه أميرها هناك، وبقى بها حتى استولى عليها الإفرنج فى الحروب الصليبية، الرأى الخامس: بعد استيلاء الإفرنج بالحروب الصليبية على الرأس بذل لهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر ثلاثين ألف درهم على أن ينقله إلى القاهرة، حيث دفن بمشهده المشهور، وقال الشعرانى فى طبقات الأولياء: «إن الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلى الصالحية، فتلقى الرأس الشريف، ووضعه فى كيس من الحرير الأخضر على كرسى من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب، ودفن فى المشهد الحسينى قريبًا من خان الخليلى فى القبر المعروف، الرأى السادس: ذكر سبط بن الجوزى فيما ذكر من الأقوال المتعددة أن الرأس بمسجد الرقة على الفرات، وأنه لما جىء به بين يدى يزيد بن معاوية قال: «لأبعثنَّه إلى آل أبى معيط عن رأس عثمان.» وكانوا بالرقة، فدفنوه فى بعض دورهم، ثم دخلت تلك الدار بالمسجد الجامع، وهو إلى جانب سوره هناك، وهو ما ذكره عباس العقاد فى كتابه أبو الشهداء الحسين بن على.
ويحيى نقيب المنشدين الشيخ محمود التهامى الليلة الختامية يوم الثلاثاء 1 يناير إمام مسجد الحسين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة