استمرارا لحالة الفشل الأمنى فى العاصمة الليبية طرابلس وعدم وجود ترتيبات أمنية حقيقية للقضاء على الجماعات الإرهابية والإجرامية، تمكن عدد من الإرهابيين من تنفيذ هجوم إرهابى على مقر وزارة الخارجية التابعة لحكومة الوفاق فى طرابلس.
وأكد مصدر ليبى لـ"اليوم السابع"، اليوم الثلاثاء، أن استهداف مقر وزارة الخارجية الليبية تم عن طريق إرهابيين اثنين أحدهما يرتدى حزام ناسف وآخر يقود سيارة مفخخة، مشيرا إلى أن قوات أمنية تتبع حكومة الوفاق فى طرابلس سيطرت بشكل كامل على مبنى وزارة الخارجية فى طرابلس، مشيرا إلى أن جهاز الدفاع المدنى الليبى باشر عملية إخلاء الموظفين العالقين فى مبنى الخارجية.
بدورها قالت وزارة الصحة فى حكومة الوفاق الليبية فى بيان صحفى مقتضب، اليوم الثلاثاء، أن 3 قتلى و21 جريحا هى حصيلة الهجوم الإرهابى على مقر وزارة الخارجية فى العاصمة طرابلس.
فيما أكد المتحدث الرسمى باسم الإسعاف والطوارئ فى طرابلس الدكتور أسامة أن ضحايا تفجير وزارة الخارجية الليبية فى العاصمة هم موظف الوزارة إبراهيم الشايبى وهند الأرناؤوطي والمتحدث باسم كتيبة ثوار طرابلس عبدالرحمن المزوغى.
وبدورها قالت وزارة الخارجية فى حكومة الوفاق الوطني الليبية، إن عناصر إرهابية نفذت صباح اليوم الثلاثاء هجومًا انتحاريًا على مقر ديوان وزارة الخارجية بطرابلس.
وأكدت خارجية الوفاق في بيان صادر عنها، أن الإرهابيين فتحوا النار باستخدام الأسلحة النارية، فيما قام أحد المهاجمين بتفجير نفسه داخل المقر، ما أسفر عن مقتل 3 وعدد من الجرحى.
وأعربت وزارة الخارجية الليبية عن إدانتها لهذا العدوان الغاشم على موظفين دبلوماسيين، مذكرة العالم بأن الشعب الليبى يخوض الحرب على الإرهاب نيابة عن العالم ودفاعاً عن شعوبه وتضع العالم أمام مسئولياته في دعم الشعب الليبى فى مواجهة قوى الظلام والتطرف.
وتابعت الخارجية الليبية: "هذه العمليات لن تثنينا عن أداء مهامنا وممارسة واجبنا في استكمال مسيرة الاستقرار السياسي من أجل ليبيا واحدة دولة ذات سيادة تتسع للجميع، دولة ديمقراطية ودولة قانون ومؤسسات لا مكان فيها للإرهاب والتطرف".
وأكدت وزارة الخارجية الليبية أن الأجهزة الأمنية تعاملت باحترافية عالية مع هذا الهجوم، مما قلل من عدد الضحايا وأسهم في السيطرة على المهاجمين في زمن قياسى.
وقالت وزارة الخارجية الليبية إن "الحرفية العالية فى إخلاء الموظفين وإنقاذ العالقين والمواجهة البطولية مع منفذى الهجوم عمل يستحق التحية والتقدير".
فيما تظهر صور حصلت عليها "اليوم السابع" اندلاع النيران فى عدد من السيارات داخل وخارج المبنى إضافة لوجود أشلاء جثة الانتحارى منفذ الهجوم الإرهابى.
وتشير وسائل إعلام ليبية إلى أن عددا من المقرات الحكومية فى العاصمة الليبية تم إخلاؤها بعد الهجوم، بسبب تهديدات أمنية.
ويطل مبنى وزارة الخارجية الليبية على البحر، ويقع فى المدخل الشرقى لمركز العاصمة طرابلس، ويتكون من جزئين، جزء يسمى بالمبنى الرخامى، ويوجد به مكتب الوزير، ومعاونوه.
ويعد الهجوم الإرهابي على مقر وزارة الخارجية الليبية هو الثالث بعد هجومين أحدهما استهدف مقر المفوضية العليا للانتخابات فى ليبيا منتصف شهر يناير الماضى، وهجوم آخر على مقر مؤسسة النفط الليبية مطلع شهر 2018.
وتسيطر على العاصمة الليبية طرابلس ميليشيات مسلحة بعضها ينتمى إلى حكومة الوفاق الوطنى برئاسة فائز السراج، والآخرى تحصل على تمويل ودعم من أطراف إقليمية ودولية لتنفيذ مخططات بعينها فى طرابلس.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا عن ترتيبات أمنية جرى توقيعها فى مدينة الزاوية بين اللواء السابع (ترهونة) والميليشيات المسلحة التى تسيطر على طرابلس، وذلك بعد صراع مسلح شهدته العاصمة طرابلس لعدة أشهر.
وحمل مراقبون حكومة الوفاق الوطنى الليبية وبعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا مسؤلية الفشل الأمنى بطرابلس، وعدم وجود استراتجية واضحة لمواجهة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة وهو ما يقوض فرص الحل السياسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة