شهدت مكتبة الاسكندرية مساء اليوم إنطلاق فعاليات اللقاء السنوى للمثقفين ، بحضور الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، ونخبة كبيرة من المثقفين والمفكرين فى شتى المجالات.
وقال الدكتور مفيد شهاب، إن كل التحديات التى تواجهها مصر وكل الدول العربية ،لها جذور ثقافية والتعامل الآن مع هذه التحديات ،يجب أن يكون من خلال تعامل جاد مع الثقافة.
وأشار إلى ،أن الحديث بإعتبار الثقافة هى قضية النخبة جعل الإهتمام بها يعود إلى الخلف ،رغم أن لها دور أساسي، فهناك علاقة بين التقدم والإزدهار الثقافى والتقدم فى شتى المجالات، مضيفا أن الواقع العربى يقول تاريخيا، أن الفترات التى شهدت تقدما ثقافيا، تزامن معها تقدما فى كل المجالات .
وقال أن قوة الدول لا تقاس أبدا بقدراتها العسكرية والاقتصادية فقط ، ولكن تقاس بقدراتها الفكرية والمعنوية ،وعلى الاسهام فى الحضارة الإنسانية ، قائلا "لابد أن نقر بأن الثقافة العربية باتت مأزومة ولم يعد هذا محل خلاف ،ليس فقط بوضع الثقافة ،ولكن بين كل المهتمين بتلمس طريق النهضة الحقيقية "، مشيدا بإطلاق العقد العربى للحق الثقافى 2018 – 2027، تنفيذا لقرار وزراء الثقافة العرب الذى عقد بتونس قبل عامين، والذى يمكن أن يكون قاطرة نجاح فى العمل العربى الوحدوي.
وواصل " شهاب حديثه قائلا :" طالما حلمنا فى شبابنا تحقيق وحدة عربية سياسيا و اقتصاديا، ولعلنا عندما نقترب من تقارب ثقافى عربى ،يمكن أن نصل إلى تحقيق الوحدة العربية الحقيقية".
من جانبه تحدث الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، عن كتاب مستقبل الثقافة فى مصر لعميد الأدب العربى دكتور طه حسين والتى أعادت مكتبة الإسكندرية طبعه والإهتمام به، وذلك بعد مرور 80 عاما على إصداره ، وأن هذا الكتاب هو أخطر كتاب ظهر فى تاريخ الثقافة المصرية الحديثة، لما فيه من تصورات وأحلام للمجتمع ومستقبله فهو عمل نادر لا تكرر إلا كل قرن.
وقال إن هذا الكتاب مكتوب منذ 80 عاما ،ولكن عندما تقرأه تشعر أن طه حسين كتبه الآن، فهو تحدث مرتبطا بواقعه ،ومستقبل الثقافة فى بلده مركزا فى الدرجة الأولى على العوائق، التى من الممكن أن تعوق حركة الثقافة فى مصر.
و تحدث الدكتور على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية ،عن إشكاليات الثقافة وتعريفاتها، مشيرا إلى أن ثقافتنا هى ثقافة سماعية.
وقال إن المجال العام فى مصر ضيق ومحدود ،بسبب هيمنة الخطاب الدينى على المجال العام، فالخطاب الدينى أصبح جزءا من أى موضوع، متابعا:"اعقتد أنه لا تقدم ولا استنارة ولا ديمقراطية إلا بوجود مجال عام تتصارع فيه الـفكار وتتنافس فيه الاجتهادات، والتى لا يملك أحد باجتزاءه فى نص أو اقتباس بل هو فكر واجتهاد بشرى ".
وأضاف أن الجميع منشغل بمعارك الماضى أكثر من الانشغال بالحاضر والمستقبل، وهى معارك المنتصر والمهزوم فيها سيئان، مشيرا إلى أنه عند الحديث عن معركة التقدم والاستنارة والتخلف فيقل فيها الحديث.
من جانبه طالب الدكتور صلاح فضل، بضرورة إنشاء مشروع ثقافى جديد، قائلا:" أن الطابع السلفى استشرى بيننا ليس لدى العوام فقط ولكن لدى الكثير من المثقفين "، لافتا إلى أن هناك طابع استبدادى فى الثقافة المصرية ،مع أننا من أوائل الدول التى نشدت الحرية والديمقراطية، ولكن ثقافتنا لا تملك النظام الذى يمكن أن يحرض على الابداع.
وتابع :" لكى يمكن أن نتمثل بشكل واضح نظاما ثقافيا عربيا جديدا لابد أن نقسم القطاعات الثقافية وهى تنقسم إلى أربعة قطاعات".
ودعا الدكتور أسامة الأزهري، إلى طى صفحة الاحتقان والتناحر بين أبناء الوطن، وعمل ورش ولقاءات علمية لنزع فتيل التعصب، مضيفا :" أدعو جميع أبناء الوطن إلى عمل حوار علمى فلا تقدم للوطن بدون حوار علمى يقبل الرأى والرأى الآخر".
وتابع:" هيا بنا إلى تعليم جديد يتبنى هذه القيم القائمة على التسامح والحضارة والعمران والتقدم والتمدن والعلم والتعليم والصناعة والتكنولوجيا وتعارف الحضارات وليس صدامها".
بدورها قالت الدكتورة درية شرف الدين، إن حال الثقافة فى مصر سئ ولا يليق بمصر ولا بتاريخها، موضحة أن الثقافة الجماهيرية التى تمس عموم الناس تتمثل فى السينما والمسرح والاذاعة والتليفزيون، متسائلة:" هل ما تقدمه السينما من أفلام تليق بمصر وهل المسرح المصرى بحالة جيدة؟".
وتحدث الدكتور أحمد يوسف، عن أهمية قمة الثقافة العربية التى من المقرر أن تعقد خلال العام المقبل، مشيرا إلى أن الأوضاع الثقافية العربية ف منتهى السوء ولكن هناك أمل فى أن يخلق العمل الثقافى العربى المشترك نوع من التقارب رغم التحديات التى ستواجه هذا العمل.
وقال أنه لديه هاجس قوى أن يتم تأميم هذه القمة ومن هنا لابد أن يكون للمثقفين دورهم، وهى محاولة توصيل رسالة المثقفين إلى المستوى الرسمى ومحاولة عقد قمة عربية غير رسمية لمناقشة الأوضاع الثقافية العربية.
وقال الدكتور مصطفى الفقي، إن مكتبة الإسكندرية تحاول أن توازن بين دورها العالمى وبين امتداداتها على المستوى المصرى والعربى والإفريقي.
وأضاف أن المكتبة تحتضن كل المؤتمرات المتصلة بالتنمية المجتمعية مثل مؤتمر التعليم وكذلك دعم المشروعات التى تخدم المجتمع إنطلاقا من دورها المجتمعي، لافتا إلى أنهم وقعوا عقد للحصول على الوثائق والمقتنيات الخاصة بالراحل محمد حسنين هيكل بما فى ذلك الوثائق السرية والمحادثات بين الرئيس جمال عبد الناصر ورؤساء الدول.
وأشار إلى أنهم احتفلوا بمئوية الرئيس أنور السادات، قائلا:" تاريخ مصر وحدة متصلة الحلقات فأنا عواطفى مع عبد الناصر ومع ذلك أعتقد أن جزء كبير من عقلى يمضى وراء السادات "، لافتا إلى أنه كان رجل دولة بالمعنى الحقيقى وهو ثانى رجل دولة بعد محمد على فكان سياسى ومناور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة