تأبى أن تضع عام 2018 خطا لنهاية أزمات قطر، ومع اقتراب العام الجديد 2019، لا يبدو أنها ستكون سنة مبشرة للدوحة التى تكبدت ومازالت تتكبد خسائر فادحة جراء سياسات استنزاف خزينة الإمارة فى دعم الإرهاب، وفى أعياد الكريسماس ورأس السنة، لا يبدو أن قطر ستنجح فى تعويض خسائر قطاعاتها وفى مقدمتها قطاعى السياحة والطيران ويتوقع مراقبون أن تكون أعياد بداية العام باهتة فى هذه الإمارة.
مؤشرات نهاية العام تدل على عدم تعافى مستقبلى للأزمات القطرية، فقد أجبر تنظيم الحمدين، على إغلاق 12 ألف شركة لمواجهة خطر الإفلاس، بينما أوهم العالم أن السبب وراء اتخاذ تلك الخطوة ضمن إصلاحاته الوهمية لقانون العمل العنصرى، بحسب حساب قطر يليكس، التابع للمعارضة القطرية.
وتعد إغلاق الشركات إحدى تداعيات المقاطعة العربية التى أجبرت الدوحة على الانكماش لمواجهة خطر الإفلاس فيما أطلق تميم أذنابه لإيهام العالم بأن الأمر ضمن إصلاحاته الوهمية لقانون العمل العنصرى، وكشغت صحيفة الجارديان البريطانية، عن الوضع المأساوى لأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى.
ويتوقع مراقبون خيبة أمل ستحل بامارة الارهاب، مع نهاية العام الحالى 2018، على سبيل المثال فى قطاع الطيران، فمع مواصلة عزوف المسافرين عن ارتياد طائرات الخطوط الجوية القطرية، يبدو أن قطاع الطيران سيواصل خسائره التى وصلت نحو 70 مليون دولار فى العام المالى 2018، مقارنة بتحقيق 772 مليون دولار أرباحاً في العام الأسبق، بحسب بيان للشركة القطرية لكن الرقم الحقيقى قد يكون أعلى من ذلك بكثير، وتيسعى الخطوط القطرية لمواجهة إلغاء الرحلات الجوية تجنبا للخسائر.
وباعتراف الشركة فان الخسائر جائت اثر المقاطعة العربية (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، إذ اضطرت لقطع مسافات طويلة بعد غلق عدد كبير من المسارات الجوية أمام طائراتها، ومن المرتقب ألا تحقق أيضا الشركة أرباح وإيرادات تذكر.
وارتفعت مصروفات التشغيل 17.8% خلال العام الماضي لتسجل 11.6 مليار دولار، مقارنة بـ 10 مليارات دولار في العام الأسبق، وساهمت تكلفة الوقود بالجانب الأكبر من زيادة هذه المصروفات، حيث بلغت في العام الماضي 3.367 مليار دولار مقابل 2.28 مليار دولار في العام الأسبق.وقالت المجموعة القطرية إن العام الماضى كان أكثر الأعوام صعوبةً وتحدياً في تاريخ الناقلة الجوية بسبب المقاطعة، إذ تأثرت نسبة المقاعد المشغولة على الرحلات المغادرة بنسبة 19%.
وعلى صعيد آخر يبحث قطاع السياحة الذى عانى فى 2018 عن تعافى فى نهاية العام مع بداية أعياد الكريسماس، إلا أن التعافى يتطلب 3 سنوات على الأقل، فقد تسببت المقاطعة العربية فى خسارة فادحة فى قطاع السياحة القطرى بفقدان السائحين من الدول الخليجية خاصة من السعودية والإمارات، وخرجت تقديرات متداولة تقدر حجم الخسائر القطرية الإجمالية جراء المقاطعة بـ500 مليار دولار.
وبحسب الإحصائيات نشرتها وكالة بلومبرج الأمريكية نقلا عن هيئة السياحة القطرية نفسها فأن عدد السياح من دول الخليج فى 2017 يبلغ 639 ألف سائح والآن أصبح 101 ألف سائح فقط فى 2018، بينما من باقى الدول العربية كان العدد 113.9 ألف سائح فى 2017 ثم انخفض العدد إلى 62.6 ألف سائح فى 2018. ومجمل السياح الذين جاءوا لقطر من جميع أنحاء العالم فى 2017 بلغ 1.5 مليون سائح ولكن فى 2018 انخفض العدد إلى 944.7 ألف فقط.
ومع بدء أعياد الكريسمس يتوقع أن تنخفض أعداد الحجوزات الفندقية فى قطر إلى 60% فى نهاية العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وتشير تقديرات إلى انخفاض العائدات الخاصة بالغرف فى الفنادق بواقع 16% للغرفة الواحدة.
وفق تقرير لبلومبرج، فان قطر لجأت إلى تسييل عدد من الاستثمارات الدولية على نحو كسر موقعها في قائمة فوربس للمستثمرين الدوليين، وتراجع مركزها الـ54 في القائمة، وتراجع معدل نمو الناتج المحلي بحوالي 60% مقارنة مع عام 2016، جراء هروب الاستثمارات والودائع، وتراجع العوائد، فضلاً عن المديونيات في حسابات شراء الأسلحة وتوسيع القواعد العسكرية، والتي قدرتها دراسات مصرفية بنحو 108 مليارات دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة