أثارت حالة التغير التى تشهدها مواقف دول أوروبية من جماعة الإخوان، خلال شهر ديسمبر الجارى، وآخرها الموقف الألمانى المحذر من تفاقم نشاط الجماعة فى برلين، وموقف البرلمان النمساوى، الذى حظر شعارات جماعة الإخوان، عددا من الأسئلة عن مصير جماعة الإخوان في أوروبا والعالم، ومنها السؤال الذى يفرض نفسه وهو ما هى الدول الأوروبية المرشحة لأن تحذو نفس حذو ألمانيا والنمسا.
وتعد فرنسا والسويد هما الأقرب لاتخاذ نفس الموقف، وحذو دول أوروبية سبقتها فى حظر أنشطة وشعارات الجماعة، لعدة أسباب أولها أن فرنسا بدأ يتصاعد فيها التيار اليمينى بشكل كبير خلال الفترة الحالية، وبالتالى أصبح هذا يشكل خطر على التواجد الإخوانى.
بينما فى السويد، فلا يمكن نسيان تقرير وكالة الطوارئ المدنية السويدية، فى مارس الماضى، الذى حذرت فيه المجتمع السويدى من اختراق الإخوان، أكدت فيه أن الجماعة تستخدم المنظمات والشخصيات التابعة للإخوان فى مجموعة متنوعة من الوسائل للوصول إلى أهدافها الحزبية.
فى هذا السياق، أكد الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى شؤون العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن كل من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا هم المرشحون فى الدول الأوروبية لاتخاذ قرارات ضد جماعة الإخوان، خاصة أن هذه الدول شهدت العديد من العمليات الإرهابية، وكذلك تحدثت مراكز دراسات داخل هذه الدول حول خطورة فكر الإخوان.
وقال الخبير فى شؤون العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن الإخوان أصبحوا يشكلون خطرا على العديد من الدول الأوروبية، لارتباط عناصرها بتنظيمات إرهابية أخرى تتبنى عمليات إرهابية وبالتالى فإن هذه الدول الأوروبية ستتجه إلى حظر أنشطة الإخوان.
كشف هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن هناك أسبابا عديدة ستدفع الدول الأوروبية إلى معاداة الجماعة.
وقال الباحث الإسلامى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن فرنسا هى الدولة الأوروبية المرشحة لأن تكون أحد أبرز الدول التى تتخذ قرارات سياسية ضد جماعة الإخوان خاصة نظرا للخلاف مع تركيا القائم حاليا.
ولفت الباحث الإسلامى، إلى أن غالبية دول أوروبا مرشحة لأن تخطو خطوات برلمان النمسا ضد الإخوان وتتخذ إجراءات ضد الإخوان وان استغرق ذلك وقتًا، ويأتي ذلك على خلفية الخلاف في مساري السياسات والرؤى الأمريكية والأوروبية بشأن المصالح وملفات الشرق الأوسط وأيضا بشأن كيفية التعاطي مع تركيا، وهذا سيدفع باتجاه تبني دول أوربا سياسات مختلفة عن سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بجماعة الإخوان.
وحول الوقت الذى قد تستغرقه دول أوروبا لاتخاذ قرارات ضد الإخوان قال الباحث الإسلامى: سيستغرق وقتا خاصة مع الدول ذات التاريخ الطويل في احتضان الإخوان مثل ألمانيا وبريطانيا نظرا لوصول نفوذ الإخوان فى هذه البلدان لمستويات هائلة ستتطلب وقتا طويلا للتعامل معها.
ولفت طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إلى أن الدول المرشحة لاتخاذ إجراءات ضد الإخوان مرتبطة بصعود اليمين فى أوروبا، حيث إن الأقرب لاتخاذ مواقف متشددة من الأنشطة الإخوانية ربما فرنسا بعدما تمر الأزمة التى تمر بها وأيضا ألمانيا إذا تعثر الحزب الحاكم الحالى فى الانتخابات المقبلة.
ولفت القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إلى أن نجاح اليمين القومى فى الانتخابات فى الدول الأوروبية المختلفة سيعمل على اتخاذ مواقف من المهاجرين، وكثير من الأوروبيين يساورهم الخوف الآن والقلق من تصاعد التواجد الإخوانى على أراضيهم وتأثير ذلك على حضاراتهم وثقافتهم.
وبدوره أكد طارق أبو السعد، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أن الدول الأوروبية التى لم تتعامل مع أجندات إخوانية ومرشحة لصعود اليمين يمكن أن تدرج الإخوان كجماعة إرهابية.
وقال القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن بريطانيا لن تسعى إلى اعتبار الإخوان كجماعة إرهابية لأن لها دور في المرحلة التالية تحتاج فيه الإخوان في مرحلة ما بعد الشرق الأوسط كدور دعاية للحرب القادمة مع الصين وهذا لحساب أمريكا.
ولفت القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إلى أن ألمانيا لن تقدم خلال الفترة المقبلة على اتخاذ إجراءات ضد الإخوان نظرا للتواجد الإخواني الكثيف الذي تحتاجه لفض الاشتباك بين المهاجرين ذوي الأصول السلفية الجهادية وبالتالي الدول المرشح صعود اليمين فيها هى التي من الممكن أن تأخذ تلك الخطوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة