نزاع ممتد، وعناد لا ينقطع وتمسك بوعود انتخابية نفذها ولا يزال، بهذه العبارة يمكن إيجاز عامين للرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى البيت الأبيض، خاض خلالهما معارك ليربح الكثير ويخسر ما لا يستحق أن يذكر، ومن بين تلك المعارك، الجدار الحدودى الذى امتد الجدل حوله خارج الحدود ليشمل المكسيك، وداخل الحدود ليشمل الكونجرس والمؤسسات الحاكمة داخل واشنطن.
ولم يكن مجرد حديثًا فى الهواء، ما أعلنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أثناء حملته الانتخابية، واعتبره الكثيرون ضربًا من الخيال، حين أعلن إنشاء جدارًا ضخمًا على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية، كحلًا نهائيًا لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين، تدفع المكسيك تكاليف امتداد السور على مساحة 2000 ميل، وأنهى خطابه حينها بجملته الشهيرة"تذكروا كلماتى".
ففى أغسطس الماضى، ذكر ترامب العالم كله بما وعد به، قائًلا: سأقيم جدارا كبيرا على الحدود ونظام تحقق إلكتروني لمنع المهاجرين غير الشرعيين من الحصول على الرعاية الاجتماعية والمزايا، وسأضع نظاماً لتعقب الخروج والدخول للتأكد من أن أولئك الذين يتجاوزون مدد تأشيراتهم سيرحلون على وجه السرعة".
ولكن ليس كل ما يشتهيه "ترامب" يدركه، فقد أعلن الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو رفض بلاده دفع ثمن إقامة أمريكا لجدار بين البلدين، وقال فى تغريدة على حسابه "تويتر": لن ندفع "أبدا" تكلفة الجدار الحدودي الذي يرغب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تشييده لمنع المهاجرين غير الشرعيين من العبور إلى الولايات المتحدة، وجدد رفضه فى تغريدة ثانية: المكسيك لن تدفع أبدا ثمن تكلفة جدار. لا الآن ولا في أي وقت.
واشتعلت الأزمة بين الكونجرس وترامب ، بعد إعلان الإدارة الأمريكية، الإغلاق الجزئى لعدد من مؤسسات الإدارات الفيدالية ، إثر فشل المشرعين التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية الحكومية التى يصر الرئيس "ترامب" على أن تشمل 5 مليارات دولار على الأقل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، ورفض الديمقراطيون ذلك.
ففي غياب الاتفاق على الميزانية، حُجب تمويل نحو رُبع المؤسسات الاتحادية الأمريكية اعتبارًا من الأسبوع الماضى، ويعني هذا وقف جميع الخدمات الحكومية التي يتم تمويلها من جانب البرلمان الأمريكي (الكونغرس)، وأن يعمل الموظفون في هذه المكاتب دون تقاضي رواتب أو سيحصلون على عطلات من العمل، بينما علق ترامب على ذلك عبر حسابه الرسمى بموقع "تويتر" قائلًا : إن العبء في إنهاء هذا الإغلاق يقع على عاتق المشرعين الذين ينتمون للحزب الديمقراطي المعارض.
من جانبه واصل ترامب تغريداته المتتابعة على حسابه الرسمى بموقع "تويتر" قائلًا: أفضل طريق لوقف العصابات الإجرامية والمخدرات والاتجار بالبشر والجرائم الجسيمة، من خلال حدودنا الجنوبية، فنحن بحاجه إلى أمن الحدود ، وكما يعلم الجميع ، لا يمكنك الحصول علي أمن الحدود بدون حائط، فالطائرات والتكنولوجيا هي مجرد أجراس وصفارات.
وأوضح فى تغريدة أخرى، أن الديمقراطيين الذين لا يريدون عقد الصفقة سيكلفون بلدنا مالًا أكثر من الجدار الحدودي الذي نتحدث عنه جميعا فبدون الجدار ، يتم إهدار الكثير من الدولارات، و يجب علي الديمقراطيين إنهاء إيقاف التشغيل والانتهاء من التمويل.
ووضع ترامب، على حسابه" تصميم" للجدار دون أن يعلن عن مصممه قائلًا: تصميم جدارنا المعدنى فعال وجميل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة