قال الدكتور جمال عصمت عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، مستشار منظمة الصحة العالمية لأمراض الكبد، إن مصر حققت إنجازا كبيرا فى عام 2018 ،حيث تم الإعلان عن المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة، وحتى الآن تم اجراء مسح لـ 22.5 مليون مواطن، خلال المبادرة،موضحا أنه بهذا المعدل من المسح والعلاج من المتوقع القضاء على فيروس سى بحلول منتصف عام 2020.
مسح لـ 22.5 مليون مواطن لفيروس سى
وأشارجمال عصمت إلى أن المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سى، واكتشاف الأمراض غير المعدية بدأت فى أوائل أكتوبر عام 2018 ،ولكن حدث تمهيد لهذه الحملة قبل القيام بها بحوالى من 3 إلى 4 أشهر، وبدأنا من اكتوبر من 9 محافظات ،منهم الفيوم ،وبورسعيد ،مؤكدا أنه فى اكتوبر ونوفمبر وصلنا إلى 85 % من المستهدف، وقمنا بمد شهر آخر وصلنا إلى آخر ديسمبر، وحاليا وصلنا إلى 95 % فى هذه المحافظات، وبدأنا فى ديسمبر بـ 11 محافظة أخرى من ضمنها القاهرة يوجد فيها أكثر من 7 ملايين مستهدف، وهذه المحافظات نسبة العدد الذى يأتى يوميا فى الــ 11 محافظة بها نصف مليون شخص فى كل المحافظات الأخرى، واليوم وصلنا إلى 22.5 مليون مواطن، وغدا سنصل إلى 22.5 مليون، وهكذا، وكل يوم نضيف نصف مليون شخص جديد.
مارس وإبريل تبدأ المرحلة الثالثة لفيروس C
..وأضاف أنه ليس هذا فحسب بل أنه فى أوائل ديسمبر نزلنا إلى المدارس الثانوية لفحص الطلاب فى المدارس الثانوى، وتم فحص طلاب المدارس فى المحافظات الموجودة بالمرحلة الأولى، آملين أن ننهى الــ 11 محافظة فى ديسمبر ويناير وفبراير، وسنبدأ المرحلة الثالثة فى مارس وإبريل بحيث ننهى الحملة قبل رمضان، موضحا أن الحملة ستستمر فى المدارس الثانوى قبل نهاية العام الدراسى، ومع بداية العام الدراسى الجديد سننزل إلى المدارس الإعدادية، ثم نصل للمستهدف من 70 إلى 75 مليون شخص، بدلا من أن نستهدف 50 إلى 52 مليون شخص .
واكد أن هناك إقبالا كبيرا، ويتزايد عندما تبدأ الناس تعرف جدية هذا الموضوع بأفضل التقييمات الموجودة، ودورنا ليس التشخيص فقط، ولكن العلاج أيضا، موضحا أن الشخص الذى نكتشف اصابته بالفيروس يتم تحويله إلى إحدى مراكز العلاج، وإذا اتضح اصابته بالضغط أو السكر يتم تحويله إلى مستشفيات الاحالة التابعة لوزارة الصحة لعلاجه، ومتابعته فيها.
فحص 22.5 مليون مواطن حتى الآن نريد أن نعرف نسب الإصابة فى هؤلاء ونسب الإصابة بالضغط والسكر ؟
نسب الإصابة بفيروس سي تتراوح ما بين 4.5 إلى 5 %، بالنسبة للضغط والسكر تتراوح ما بين 5 إلى 6 %، وبالنسبة للذين يتمتعون بوزن مثالى تصل نسبتهم من 25 إلى 30 %، وباقى النسبة يعانون من زيادة الوزن والسمنة المفرطة، أى حوالى 75 % ، وتترواح السمنة المفرطة ما بين 10 إلى 15 %
وأشار إلى أن الفحص يكون للأجسام المضادة، والتى ستظل مع الإنسان طوال حياته حتى إذا تم علاجه من الفيروس، وتعتبر مؤشرا للإصابة بفيروس سي من قبل، والتأكد من الإصابة بفيروس سى يكون من خلال تحليل البى سى ار ،ولكن الأجسام المضادة ستظل ايجابية طوال حياته إذا تم علاجه، وإذا قام بالتحليل فانه يجد الأجسام المضادة ، وإذا ثبت إيجابية فيروس سى، يحول المريض إلى مراكز العلاج، وإذا عالجنا الشخص قبل الإصابة بالتليف الكبدى فإنه يشفى من الفيروس، ولكنه لم يعالج من التليف الكبدى، ولابد من المتابعة كل 4 أشهر بالموجات الصوتية، والتحاليل للتأكد أن التليف الكبدى لم يسبب أى مشاكل أو مضاعفات أخرى، لذلك لابد من التأكد إذا كان يعانى من التليف من عدمه.
*هل لا يظهر تحليل فيروس بى ضمن تحاليل فيروس سي ؟
عندما نقوم بإجراء تحليل فيروس سي يتم إجراء تحليل لفيروس بي أيضا للذين يعانون من فيروس سي، حيث يتم إجراء تحاليل أخرى مثل وظائف الكلى، والأنيميا، أما فى المبادرة فيتم عمل تحليل فيروس سي فقط، ولا يوجد تحليل سريع لفيروس بى مثل تحليل فيروس سى، والتحليل السريع تم إجازته والموافقة عليه من منظمة الصحة العالمية، ولكن لا يوجد تحليل سريع لفيروس بى مجازا من منظمة الصحة العالمية، لذلك لا نقوم بتحليل فيروس بي بالمبادرة السريعة، ومن ضمن التحاليل التى نقوم بها معرفة فيروس بي ومعرفة وظائف الكلى، وغذا كان يعانى من الأنيميا من عدمه ،ووظائف الكبد الأخرى ، وتحليل البى سي ار يتم معرفة فيروس سي من عدمه.
هل مركز الفيروسات بطب قصر العينى يدخل تحت مبادرة الرئيس 100 مليون صحة ؟
نقوم فى قصر العينى بالمساهمة مع المبادرة الرئاسية، و عميدة الكلية كان لها دور رائد فى المبادرة، ولدينا 30 نقطة فحص فى العيادات الخارجية، حيث أن قصر العينى يتردد عليه أكثر من 2 مليون مواطن، وهناك 4 أطباء من وزارة الصحة، و4 من القصر العينى لدعمهم، ومركز الفيروسات الكبدية كان له دور فى الدراسات الإكلينيكية والتدريب على الفيبروسكان، وهو الأساس الذى اعتمدت عليه اللجنة القومية فى مبادرات العلاج، كمايقوم بالمتابعة والعلاج فى مركز الفيروسات الكبدية ،والذى تم انشائه من 8 سنوات.
*هل جميع أدوية فيروس سى أدوية مصرية مثيلة أم هناك أدوية أجنبية ؟
الأدوية الموجودة معظمها أدوية مصرية ،مثل السوفالدى ، والدكلانزا، والهارفونى، أما الدواء الأجنبى فهو عقار الكيوريفو، وقد توقف انتاجه حاليا ،ولكن لدينا مخزون منه يكفى حتى عام 2020 ، ولم يتم تصنيعه مصرى، لأن المصرى منه سيكون أغلى من الأجنبى، فأكثر من 90 % من الأدوية المستخدمة مصرية.
*لماذا نجحت المبادرة الرئاسية فى المسح والكشف عن فيروس سى ؟
المبادرة الرئاسية وخطة علاج مرضى فيروس سي فى مصر نجحت لعدة محاور رئاسية وهى:
المحور الأول: الإرادة السياسية، والتى تمثلت فى الدعم السياسي القوى جدا، والتى تبنت المسح القومى الشامل، ومنذ إنشاء اللجنة القومية من عام ،2006 ومنذ ان كان الدكتور حاتم الجبلى وزيرا للصحة ،ووزراء الصحة المتعاقبين ،حتى وصلنا الى المبادرة الرئاسية،ووضع الخطوط الاسترشادية العالمية.
المحور الثانى: المجهود الذى قامت به اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية منذ عام 2006 والأطباء المختصين لوضع الخطوط الاسترشادية للعلاج ،وكيفية العمل.
المحور الثالث: هو تضافر المجتمع، والوزارات المهتمين بها مثل وزارة التعليم العالى، ووزارة التنمية المحلية، ووزارة الإعلام ورجال الإعلام.
المحور الرابع: شركات الدواء المصرية المنتجة للدواء، والتى قامت بتخفيض سعر الدواء من 10 إلى 15 % من السعر الأجنبى، وهذا ما وفر لنا مبالغ كبيرة جدا، فبنفس التكلفة التى تعالج مريض واحد يمكن علاج 7 أشخاص، وهذا دعمنا كثيرا وهم الأربعة محاور التى ساعدت فى نجاح خطتنا، والتى أشادت بها منظمة الصحة العالمية، وكل يوم يأتى الينا تاييد من المنظمات والهيئات الصحية العالمية.
*كم عدد المستهدفين من المسح الطبى الشامل للمبادرة الرئاسية ؟
سنقوم بفحص لأكثر من 70 مليون مواطن ، ويأتى إلى المبادرة مواطنين كانوا لا يعلمون اصابتهم بفيروس سي، والبعض اكتشف أن سكره 400، ولم يكن يشعر بإصابته بالسكر، موضحا أن هذا الشخص كان يمكن أن يفقد نظره، أو يفقد احد اعضائه بسبب مرض السكر ، وهذه المبادرة ليست لفيروس سي فقط، ولكن للأمراض المزمنة الأخرى.
*ما نسب الإصابة بالأمراض المزمنة وفيروس سى فى كل محافظة وأى محافظة أعلى فى نسب الاصابة؟
أصبحنا نعرف المحافظات المختلفة فى نسب انتشار الأمراض فيها، ويتبين الوضع عندما نقارن بين محافظة الإسكندرية، ومحافظة دمياط سنجد أن نسبة انتشار فيروس سي فى الإسكندرية 2 % فقط ،وبالتالى لست بحاجة إلى إنشاء المزيد من مراكز لعلاج الكبد، ولكن فى دمياط نسبة انتشار فيروس سي بلغ 6 %، لذلك نركز على دمياط وإنشاء مزيدا من مراكز الكبد فيها، أما بالنسبة لضغط الدم فى دمياط فالنسبة وصلت إلى 2% بينما ضغط الدم فى الإسكندرية يمثل 6 %، بالتالى نحتاج إلى إنشاء مراكز للقلب ،ومتابعة القلب فى الإسكندرية، وليس فى دمياط، والمعلومات التى نأخذها من هذه الفحوصات تضع لنا التصور المستقبلى للأمراض، والتى تفتح مجال للبحث العلمى، وتضع مجالات للتصور المستقبلى للمحافظات الأخرى، فيما كانت محافظتا الفيوم ودمياط أعلى نسب إصابة بفيروس سى بحوالى 6 %، أما فى الأماكن الحدودية نسب الإصابة بفيروس سي قليلة جدا، وأغلبهم هم الذين يذهبون للعمل فى سيناء، ولكن أصولهم من الدلتا أو من سوهاج.
* كيف يمكن تخفيض نسب الحالات الجديدة المصابة بفيروس سى لمنع العدوى ؟
هناك 4 محاور يمكن تطبيقها لمنع العدوى وهى:
المحور الأول: نقل الدم الآمن، ولدينا بنوك دم حاليا تقوم باجراء تحاليل على الدم قبل نقله للمريض .
المحور الثانى:الحقن ذاتية التدمير الآمنة، ونحن لدينا مصانع لحق ذاتية التدمير، والتى ستكون متوافرة قريبا بحيث لا يتم استعمالها مرة أخرى، وعدم استعمال الحقن العادية.
المحور الثالث: الإقلال من أخذ الحقن، لذلك لابد أن يكون لدينا بديلا للأقراص بدلا من الحقن.
المحور الرابع : التدريب على كيفية مكافحة العدوى، وكلما عالجنا فيروس سي لشخص نمنع العدوى لــ 4 آخرين نحمية من العدوى، سواء من الحلاق، أو من طبيب الأسنان، لذلك المردود سيكون أكبر ، فهذا أكبر استثمار فى الصحة ، وحمينا هذا الشخص ومنعنا المضاعفات من تليف، وسرطان بالكبد، إذا تم علاجه مبكرا ،بالاضافة إلى حماية الأشخاص الآخرين.
*هل تم البدء فى علاج الأطفال المصابين بفيروس سى بعد موافقة FDA
على علاجهم باستخدام الهارفونى ؟بدأنا فى علاج الأطفال المصابين بعقار الهارفونى وهو من الإنجازات التى أجريت فى عام 2018، وحاليا ننتظر الموافقات لتصنيع عقار الهارفونى بنصف الجرعة للأطفال من سن 6 إلى 12 سنة، موضحا أن الأطفال المصابين بفيروس سى من سن 12 إلى 18 سنة نسبتهم من نصف إلى 1 % فقط، ومن 12 إلى 18 سنة يأخذون جرعة البالغين، أما الأطفال من سن 6 إلى 12 سنة فيتم تصنيع جرعات مخصصة لهم، وستكون بوسائل مختلفة بنصف الجرعة.
ما نسبة المنتكسين وهل سيتم إدخال أدوية جديدة لعلاجهم ؟
المنتكسين لا يتجاوز عددهم 3 % ،ونستطيع علاجهم باستخدام "الكيوريفو"، ولكن بدأ يتناقص فى السوق، لذلك نريد أن يكون لدينا بدائل أخرى حيث سيظل "الكيوريفو" حتى عام 2020، وعندما توقف انتاجه لابد أن يكون لدينا بدائل أخرى، لأنه يعالج المنتكسين ،لذلك نشجع دخول بدائل مصر، بأن تكون الأدوية المستوردة بـ 1 % من ثمنها الاصلى ،أوإنتاجها محليا، ويتم تسجيل وترخيص عقار "أبكلوزا "حاليا، موضحا أنه سنصل إلى المعدلات العالمية لفيروس سي بأن يصل الى 1% من الاصابات الجديدة وذلك بعد علاج 5 مليون شخص، وقد تم علاج 2 مليون مريض ،متوقعين فى هذه المبادرة علاج 3 مليون شخص، وبالتالى سنصل إلى المعدلات العالمية أقل من 1 % خلال عام ونصف، أى فى منتصف عام 2020 متوقعين أن نصل للمعدل العالمى أقل من 1% والقضاء على فيروس سي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة