تذكر المراجع الدينية المسيحية، وأهمها إنجيل "متى" أحد الأناجيل الأربعة المعترف بها رسميا من الكنائس المسيحية، أنه قبل ميلاد المسيح، وقعت واحدة من أفظع المذابح فى حق الأطفال الأبرياء، بعدما أمر الملك هيرودس، بذبح كل الأولاد الذكور فى مدينة بيت لحم ليتجنب فقدان ملكه إلى "ملك اليهود" المولود الذى أعلن المجوس ولادته، ويحتفل بعيدهم المقدس، يوم الأبرياء المقدس، فى 28 ديسمبر.
وهيرودوس الأول، هو الحاكم الرومانى فى الفترة ما بين 74 قبل الميلاد وحتى 4 قبل الميلاد، وتبعه ابنه هيرودوس الثانى الذى تؤكد الوثائق القديمة والقصص الدينية بأنه هو من قتل "يوحنا المعمدان" وهو فى الثقافة الإسلامية "يحيى" عليه السلام.
القصة التى لم تذكر سوى فى واحد من الأناجيل الأربعة الرسمية، هو متى حيث يقول "حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا، فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ» آﻳﺎت (متى 2: 16-18).
بينما كان أول ظهور لها في أي مصدر آخر غير إنجيل متى هو في كتابات بروتوفانغليوم لجيمس أوف ج. م 150، الذى يستثنى الرحلة إلى مصر ويحول انتباه القصة إلى الطفل الرضيع يوحنا المعمدان.
القصة وبينما لم يذكرها سوى إنجيل متى، لم تذكرها أناجيل أخرى باستثناء إنجيل جيمس (نسخة منقحة من الإنجيل صدرت فى عهد الملك جيمس الأول ملك إنجلترا عام 1611م)، واحتفاء بها عدد ليس بقليل من فنانى عصر النهضة وما بعدها، حيث تبهوا بالحدث الدرامى الكامن خلف هذه القصة فقدموها فى أعمالهم، مثل لوحة من العصر الباروكى لجويدو رينى، و لوحة الفرنسى ليون.
لكن على الجانب الآخر يرفض معظم كتاب السيرة الذاتية الحديثين القصة باعتبارها أسطورة شعبية، كقصص تقديس أشخاص صالحين، لكنها غير تاريخية وليس لها أى أصول، حيث ذكر المؤرخ مايكل غرانت أن "الحكاية ليست تاريخًا، بل أسطورة أو تقاليد شعبية"، كما لم يذكره المؤرخ اليهودى جوزيفوس في كتابه " آثار اليهود"، الذى يسجل العديد من أفعال هيرودس بما في ذلك قتل ثلاثة من أبنائه، كما لا يذكره المؤرخ اليهودى يوسيفوس، أحد المعاصرين لعصر هيردوس، أى شئ عن مذبحة بيت لحم.