عادت المقاصد السياحية تتنفس الصعداء ، بعد توقف الحركة السياحية على مدار السنوات السبع الماضية، وبدأت الفنادق فى المدن السياحية تسترد حيويتها بعد أن عاد لها زوارها، والبرامج السياحية عادت للترويج والتسويق من جديد بعد أن كادت تختفى، حيث يتوقع الجميع أن تعود السياحة المصرية لريادتها كما كانت عليه قبل 2011.
تلك العودة النشطة للقطاع السياحى تواجه أزمة كبرى وهى عدم وجود عمالة مدربة فى المقاصد السياحية ، سواء فنادق أو مطاعم أو شركات سياحة، ويعود ذلك لأسباب عدة أولها أن العمالة المدربة هجرت القطاع ، بعد أن توقفت الحركة السياحية، فى حين أن مصرتمتلك الأكفاء فى كافة القطاعات السياحية الكثير بل وتصدرهم للخارج، اليوم أصبح المتواجدين ليسو على قدر الكفاءة المطلوبة والتى تتوافق مع انتعاش السياحة.
كذلك عانى الإتحاد المصرى للغرف السياحية من عدم وجود مجالس منتخبة على مدار ثلاث سنوات، توقفت خلالها برامج التدريب التى كان يقدمها الإتحاد من خلال غرفة المنشآت الفندقية وغرفة شركات السياحة، حيث كان الإتحاد يمتلك منظومة تدريبية كبيرة بالتعاون مع هيئات دولية.
وأكد إلهامى الزيات ، الخبير السياحى ، رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، أن منظومة التدريب تأثرت كثيرا فى السنوات الأخيرة، وأصبحت العمالة الموجودة ليس لديها الخبرة المطلوبة سواء فى الفنادق والمطاعم السياحية وغيرها، وحتى العمالة فى سلاسل الفنادق العالمية ، مشيرا فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع " ، أن الإتحاد كان يمتلك منظومة تدريب قوية ولكن للأسف توقفت، لافتا إلى أن حتى منظومة تدريب السائقين للحافلات السياحية ، ومنظومة "الشيف" وغيرها من القطاعات المتخصصة فى المجال السياحى، لم يعد هناك قطاع تدريبى.
وقال الزيات ، أن عودة منظومة التدريب لقوتها كما كانت عليه لن تكون بين ليلة وضحاها، فهى عملية تراكمية ولها خطوات، لافتا إلى أن المنظومة التى كانت متواجدة بدأت فى العام 2002 وبالتراكم كان لدينا منظومة بالتعاون مع الجهات العالمية المعتمدة، وتمنح شهادات دولية معتمدة.
ومنذ أيام تولى رئاسة الغرف السياحية مجالس منتخبة جديدة تحمل أمل جديد لإصلاح منظومة السياحة المتهالكة، وأعلنت غرفة الشركات السياحية منذ اللحظة الأولى أن التدريب أولوية لها، حفاظا على جودة الخدمات المقدمة للسائح والتى ترتبط بشكل مباشر بسمعة مصر فى الأوساط السياحية العالمية ، وأكد علي المانسترلي ، رئيس لجنة التدريب فى الغرفة إن القطاع السياحى يشهد تطورا سريعا بعد فترة انحسار طويلة، أدى الى هروب جميع العاملين فى القطاع، وأصبحت الشركات تبحث من جديد عن عاملين جدد لا يحملون الكفاءات الكافية للنهوض بالقطاع، وكذلك الوضع فى الفنادق وغيرها.
وأشار المانسترلى ،إلى أن لديهم خطة عاجلة لتدريب العاملين وإجادتهم للغات وحسن معاملة السائحين بالإضافة الى عمل معايشة مع المعاهد الدولية المتخصصة لتأهيل العاملين على استخدام التكنولوجيا في التسويق الخارجي.
غرفة الشركات ستعمل بالتعاون مع وزارة السياحة التى بدأت مبكرا فى قطاع تدريب العمالة، وقالت وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط، أنه تم البدء فى تنفيذ خطة عاجلة لتدريب العمالة السياحية والفندقية بالمحافظات السياحية المختلفة خاصة في مجال السلامة والصحة المهنية وسلامة الغذاء ، وأوضحت الوزيرة أنه تم استهداف ثلث العمالة الحالية في مجال الأغذية والمشروبات في تلك المحافظات حيث تم تدريب 1000 عامل في مجال الأغذية والمشروبات بشرم الشيخ في سبتمبر الماضى، ويتم حاليا تدريب 250 من العاملين بالفنادق العائمة في الأقصر وأسوان كمرحلة أولي، ومن المقرر أن يتم تدريب 1000 عامل في مجال الأغذية والمشروبات في محافظة البحر الأحمر بدايةً من شهر ديسمبر المقبل.
وأضافت الوزيرة ، أنه تم عمل مسح شامل لمراكز التدريب التابعة للاتحاد المصري للغرف السياحية وتتولي الوزارة دعمها والإشراف عليها وذلك لتعظيم الاستفادة وإعادة استخدامها بشكل يخدم المتطلبات العاجلة والمستمرة لقطاع السياحة في هذا المجال ، مشيرة الى أنه تم التعاون مع مشروع دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني TVET لإطلاق المرحلة الثانية من مسابقة "شيف المستقبل"، التي ينظمها برنامج TVET الممول من الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع وتحت رعاية وزارتي السياحة والتربية والتعليم، مضيفة أنه يتم التعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ايضا فيما يتعلق بتطوير المناهج الدراسية ومعايير القبول بالمدارس الفنية الفندقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة