بعد اندلاع الحرب السورية عام 2011، أصبحت دمشق معزولة دبلوماسياً عن عدد من الدول الأجنبية، إذ أغلقت العديد من السفارات وسحبت دول أخرى سفرائهم إما بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة أو دعما لحركات التمرد ضد الرئيس بشار الأسد.
غير أن الأيام الأخيرة الماضية حملت تطورات كبيرة مفاجئة لسوريا ورئيسها الذى ظل يقاوم لحماية نظامه من السقوط طيلة نحو ثمان سنوات، حتى مع إصرار العديد من الدول الغربية والعربية على ضرورة رحيل الأسد عن السلطة وانفاق الكثير من المحادثات فى ذلك الأمر.
ففى غضون الأيام الماضية، أعلنت دولتى الإمارات والبحرين إعادة فتح سفاراتهم فى دمشق، إذ قالت الخارجية الإماراتية إن الخطوة تأتى حرصا على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعى. ذلك على الرغم من أن الإمارات كانت داعما نشطا لجماعات المعارضة السورية، كما أن كلا من الإمارات والبحرين عضوان فى جامعة الدول العربية التى علقت عضوية سوريا عام 2011.
وبحسب واشنطن بوست، يعتقد الكثيرون أنها مسألة وقت فقط قبل أن تتراجع الجامعة العربية عن قرارها القديم وتعيد عضوية سوريا.
وبخلاف إعادة دول سفارتها وعلاقاتها مع الأسد، كانت هناك إشارات أخرى بأن سوريا يتم إعادتها إلى المجتمع الإقليمى فى الشرق الأوسط. فلقد أعيد فتح حدود البلاد مع الأردن مطلع العام الجارى، وفى وقت سابق من ديسمبر، زار الرئيس السودانى عمر البشير دمشق، ليكون أول رئيس عربى يقوم بزيارة الأسد، منذ 8 سنوات.
وفى أكتوبر، قام وزير الخارجية البحرينى آل خليفة بدعم وزير الخارجية السورى وليد المعلم فى اجتماع للأمم المتحدة، مما أثار دهشة المراقبين. هذه التحركات من الدول العربية تمثل اعترافاً بانتصار النظام السورى على القوى التى تمردت ضد الأسد عام 2011.
التطور الأخر على الأرض بالنسبة للأسد، هو دعوة الأكراد للحكومة السورية لحماتيهم من هجوم وشيك من قبل تركيا. وتحقق مثل هذا الاحتمال سيكون خطوة كبيرة فى هدف الأسد استعادة السيطرة على كامل سوريا.
كما كانت أول علامة على أن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المفاجئ، الأسبوع الماضى بسحب القوات الأمريكية من سوريا، لم يقف عند تحويل التحالفات فى الصراع فحسب، بل إنه افاد بشكل مباشر الأسد.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن طلب الأكراد حماية الرئيس بشار الأسد لهم، فاجأ بعض المسئولين فى الولايات المتحدة خاصة أنه ربما يفتح الطريق لقوات الأسد، مدعومة من روسيا وإيران، لإعادة الاستيلاء على الأجزاء الكردية من البلاد بالقرب من الحدود التركية.
ودعت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أمريكياً، الحكومة السورية لإرسال قوات إلى مدينة منبج القريبة من الحدود التركية. وهو الطلب الذى وصفته نيويورك تايمز بأنه بمثابة قيام حليف للولايات المتحدة بدعوة عدو للولايات المتحدة لحمايته من حليف أمريكى آخر، وهى تركيا، لكنه جاء نتيجة شعور الأكراد بخيانة واشنطن لهم وتخليها عنهم.
وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب الكردية بإعتبارهم متمردين اخطرين يدعون لانفصال أكراد تركيا وتشكيل دولتهم المستقلة. بينما تعتبرهم الولايات المتحدة شركاء قيّمين فى المساعدة على طرد داعش من سوريا - الهدف الأصلى للانتشار العسكرى الأمريكى قبل أربع سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة